«تلفزيون غوغل».. هل هو مشروع عملي حقا؟

جزء من تكلفته يتيح الحصول على ما يقدمه للمشاهدين

TT

هل من موضع في حياتنا لم يعد لـ«غوغل» فيه موطئ قدم؟ الجواب: ستقوم «غوغل» في موسم عطلة نهاية العام الحالي بطرح تلفزيونها الذي سيكون عبارة عن نظام تشغيل يعتمد على برنامج «أندرويد» ذاته الموجود داخل الكثير من هواتف التطبيقات. وتأمل «غوغل» أن تقوم الشركات الأخرى بتشييد هذا النظام داخل أجهزتها الهاتفية، ومشغلات أقراص «بلو - راي»، والأجهزة الملحقة المركبة بالأجهزة التلفزيونية. والهدف من وراء ذلك كله هو جلب فيديوهات من شبكة الإنترنت إلى الجهاز التلفزيوني.

وفكرة جلب الشبكة إلى جهازك التلفزيوني ليست بالجديدة، فقد كانت حاضرة ومدار بحث منذ كان الإنترنت لا يزال في مهده. لكن بغض النظر عن المرات التي حاولت فيها هذه الصناعة إدخال الشبكة + التلفزيون عنوة في حناجرنا، فإن الجماهير رفضت تقبل ذلك. وربما يعود سبب ذلك إلى أننا عندما نجلس أمام جهاز التلفزيون نود أن نكون في وضع هادئ مسالم، قافلين أدمغتنا، لكننا عندما نتصفح الشبكة نكون في حالة أخرى مختلفة: متيقظين، نشطين، وأكثر فعالية. لكن لسبب ما هذا العام انتاب صناعة الشبكة + التلفزيون، الجنون. ربما ذلك عائد إلى أن الجميع باتوا يركزون على فيديو الشبكة، وليس البريد الإلكتروني والتصفح فقط. تلفزيون «غوغل»

* لكن «غوغل» ترغب في إعادة فتح الإنترنت بأكمله أمام جهازك التلفزيوني. فهو يقدم منفذا إلى فيديو الشبكة، وإلى متصفح كامل التجهيزات مشيد داخله.

وفي هذه المرحلة هنالك فقط ثلاثة أجهزة مزودة بـ«تلفزيون غوغل»، أولها جهاز تلفزيون «سوني» الذي يبلغ قياس شاشته 46 بوصة، وسعره 1400 دولار، وجهازان آخران يركبان في التلفزيونات الحالية هما «سوني بلو - راي بلاير» (400 دولار)، وعلبة تركب فوق التلفزيون من «لوجيتك» تدعى «ريفيو» (300 دولار). وقد تمت تجربة الاثنين جهاز «سوني» وعلبة «لوجيتك».

والأمر الواضح حتى الآن أن «تلفزيون غوغل» قد يثير اهتمام محبي التقنيات، لكن ليس الأشخاص العاديين. وفي تاريخ التلفزيون البالغ أوجه حاليا، تقوم «غوغل» باتخاذ خطوة كبيرة جدا في الاتجاه الخاطئ، أي نحو التعقيد.

وبداية فهو يتطلب «ماوس» ولوحة مفاتيح.. لكن أليس هذا منظرا فظا في غرفة الجلوس التي تشاهد فيها التلفزيون؟

لكن لماذا تكون بحاجة إلى لوحة مفاتيح؟ الجواب: أولا.. قد تحتاج لها لتصفح «كروم» متصفح الشبكة من «غوغل». وثانيا.. تحتاج لوحة المفاتيح لمزية «تلفزيون غوغل» الكبرى وهي «البحث». فلدى الكبس على «بحث» على لوحة المفاتيح هذه يمكن طباعة اسم برنامج أو موضوع ما ترغبه. وفورا تحصل على لائحة طويلة للبرامج التلفزيونية، وفيديوهات الشبكة من جميع مواقع الشبكة المختلفة، وحتى التطبيقات الضرورية التي تناسب بحثك. فقط قم بكر الصفحة نزولا أو صعودا، وانقر على ما ترغبه لتشاهده. وحتى يمكن القيام بالبحث هذا، ومن ثم تغيير القنوات عن طريق طباعة «سي إن إن» مثلا، أو اسم أي قناة أو شبكة تلفزيونية أخرى، فإن نتائج هذا البحث لا يمكن التنبؤ بها. فهو يقوم أحيانا بالبحث عن شبكات التلفزيون برمتها، أو مواقع الشبكة، أو تطبيقاتها. وفي أحيان أخرى يفتح فقط شريط العناوين الخاصة بمتصفح الشبكة بحيث تنتهي بالبحث في الإنترنت كله بدلا من عدد قليل من الفيديوهات. وفي حالات أخرى يقوم بالبحث فقط عبر البرنامج الذي تستخدمه كتطبيق «تويتر» مثلا.. وهذا ما يسبب بعض الفوضى والاضطراب. وهكذا الحال بالنسبة إلى زر «المشاهدة المزدوجة» (Dual View) الذي يضع برنامجك التلفزيوني الحالي الذي تشاهده ضمن إطار داخل الصورة، أو المشهد الكبير، بحيث يمكنك تصفح الشبكة ومشاهدة برنامجك في الوقت ذاته. وهذا أمر جيد.

تطبيقات تلفزيونية

* ثم وعلى لائحة المهام الرئيسية، ما هو الفرق بين علامات المواقع المفضلة (Bookmarks) و«الطابور» (Queue)؟.. وما الفرق بين «التطبيقات» و«الأضواء الكاشفة (Spotlights)؟ إنها جميعها تبدو متشابهة. فقط أيقونات بعناوين. وجميع هذه الأمور غير مألوفة ومحيرة، كما أنك لا تحصل حتى على صفحة واحدة من تعليمات التشغيل والإرشادات.

إذن ما هي التطبيقات التلفزيونية؟ يبدو أنها أشبه بصفحات الشبكة مع فيديو. ومثال على ذلك تطبيق «CNBC» الذي يظهر البث الحي لهذه المحطة مع لائحة بالسندات وأسهم البورصة على الجانب الأيمن. لكن تتوافر حتى الآن بعض من هذه التطبيقات يجري تركيبها جميعا من «غوغل» مثل «CNBC»، و«باندورا»، و«نيتفليكس»، و«إن بي إيه». وتقول «غوغل» إن اللهو والتسلية الحقيقيتين لن يبدآ حتى حلول العام المقبل عندما تسمح لمبرمجيها بكتابة التطبيقات التلفزيونية بالأسلوب ذاته الذي يكتبون به حاليا برامج هواتف «أندرويد».

ولا يوجد حتى الآن دليل للتلفزيون باستثناء ما هو مدرج من برامج تلفزيونية حالية، باستثناء قناة البرامج التلفزيونية المدرجة التي تؤمنها شركة الكابلات التلفزيونية. والمشكلة مع مسعى «غوغل» المفتوح بالطبع هي أنها تنتج كمية من الفوضى وعدم التناسق والانسجام. فـ«لوجيتك ريفيو» على سبيل المثال يشعرك بأنه أسرع بكثير وأفضل تصميما من جهاز «سوني» للتحكم عن بعد. فحالما أبلغته أنني أملك «TiVo» التفاعلي مثلا، تمكنت لوحة مفاتيحه من التحكم بشكل جيد جدا بجميع وظائف «TiVo»، فلماذا بالنسبة إلى جهاز «سوني» تقع أزرار وظائف «Home» و«لائحة المهام» (Menu) و«الرجوع» (Back)، و«المشهد المزدوج» (Dual View) ضمن حلقة واحدة، كما لو أن مهامها المختلفة متعلق بعضها ببعض. ولماذا هنالك زران لـ«الموافقة» (O.K)، واحد في داخل الحلقة والآخر داخل حلقة أزرار الأسهم، ولا يعمل أي منهما سوى أحيانا؟ هذا هو «تلفزيون غوغل» حاليا الذي يعكس حالته البدائية. ومثال على ذلك يمكن شراء أفلام سينمائية من خدمة الأفلام في «أمازون»، لكن ليس بالوضوح العالي.

مشكلات ونقائص

* مثال آخر هو التطبيق الذي يدعى «كليكر»، الذي كان عرضه الأول لائحة الأغاني العشر الأولى لديفيد ليترمان. لكن أي محاولة لتشغيل أي منها لا ينتج عنها سوى رسالة خطأ تقول «الفيديو الذي تحاول طلبه ليس متوفرا على هذا الجهاز». والسبب أن كل شبكة تلفزيون كبرى فضلا عن «Hulu.com» قد قامت بمنع «تلفزيون غوغل»، بحيث لا يمكن مشاهدة برامج من موقعها على الشبكة. وهذا أمر غير منطقي، فهل يرغب «تلفزيون غوغل» في الحصول على المشاهدين أم لا؟ في أي حال فإن هذا الأمر لا يشرح أسبابه.

ولا يوجد الكثير من التكامل أيضا.. فأنت تستطيع مثلا استخدام أمر «البحث» للعثور على برنامج محدد، لكن إذا رغبت في تسجيله فعليك الخروج من «تلفزيون غوغل»، وبالتالي برمجة ذلك في آلة تسجيل الفيديو يدويا. وحتى لو تسنى لـ«تلفزيون غوغل» في يوم ما أن يصبح أكثر صقلا وكمالا، ستبقى المشكلة المركزية ذاتها. لكن لا تقلق على «غوغل»، فهنالك الكثير من الأمور الباقية لها لكي تغزوها، فهنالك مشروع «سيارة غوغل»، و«مصرف غوغل»، و«غوغل مايكروويف» وغيرها.

* خدمة «نيويورك تايمز»