قارئة إلكترونية ملونة.. بمميزات متنوعة

تمنح المتعة لكتب الأطفال وتتيح ممارسة الألعاب والموسيقى والإنترنت

TT

في يوم ما سيتساءل الأطفال في المستقبل: «هل صحيح كانت هنالك فترة لم تكن الكتب الإلكترونية الملونة موجودة؟».. إذ إن أكثر القارئات الرقمية شعبية الموجودة اليوم في الأسواق هي «كيندل» من «أمازون» التي تستخدم تقنية شاشات «إي إنك E Ink» (الحبر الإلكتروني) الرمادي اللون لتقليد شكل الورق ولونه.

وكان مدير «أمازون» التنفيذي جيف بيزوس قد ذكر مرارا، أن الألوان ليست جاهزة للأوقات المناسبة بعد. لكن شركة «بارنيس آند نوبل» قررت أن تكون مختلفة، فقد طرحت في الأسواق نهاية العام الماضي قارئة لوحية جديدة تحت اسم «نوك كولر» Nook Color التي هي عبارة عن شاشة ملونة تماما تعمل باللمس.

ويقول إدوارد بيغ في «يو إس إيه توداي» إنه كان خلال هذه الفترة يختبر «نوك كولر» وقد أعجبه على الرغم من أن الشاشة الملونة لها وطأة ثقيلة على البطارية بحيث تستنزفها بسرعة مقارنة مع منافساتها العاملة بـ«إي إنك». كما أنها تعمل كجهاز «واي-فاي» فقط، وهي ليست مرنة كسائر القارئات التي تؤمن اتصالا لا سلكيا عبر شبكة «3جي» الخليوية، لدى رغبة صاحبها في التسوق من أكثر من مليوني عنوان كتاب في مخزن «نوك» اللاسلكي.

* مميزات جديدة

* يقع «نوك كولر» كجهاز هجين بين القارئات الإلكترونية التقليدية، مثل «كيندل»، وأجهزة الكومبيوتر اللوحية كـ«آي باد» أو «سامسونغ غالاكسي تاب»، اللذين يأتيان طبعا بالألوان. ويقع سعره بين سعري هذين الجهازين، إذ يكلف 249 دولارا. أما سعرا جهازي «كيندل» الأساسيان فهما 139 و149 دولارا على التوالي. من الناحية الأخرى يبدأ سعر جهاز «آي باد» بـ499 دولارا مزودا بشبكة «واي-فاي» فقط، و629 دولارا مع «واي-فاي»، إضافة إلى «3جي». أما «غالاكسي تاب» فيبلغ سعره 600 دولار من دون خطط للحصول على البيانات.

ومن بين المميزات المبتكرة في «نوك كولر»، القدرة على تسليط الضوء على بعض النصوص في الكتاب الذي تقرأه والتشارك بها في «تويتر»، أو «فيس بوك». كما يمكن تغيير طقم النصوص وحجمها، مع استدعاء التعريفات على غرار القارئات الإلكترونية الأخرى. لكن «بارنيس آند نوبل» تضيف المزيد من المميزات، بما فيها الألعاب والموسيقى والإنترنت. لكن المتصفح الذي تنقصه الصفة العملية الموجودة في الأجهزة الأخرى لا يثير الحماس. كما لا يوجد برنامج للبريد الإلكتروني، رغم الوعد بتحضير تطبيق له.

وقد صمم «نوك كولر» على ذات منصة برمجيات «غوغل اندرويد» الجوالة المستخدمة في الهواتف الذكية. وتخطط «بارنيس آند نوبل» لإطلاق مجموعة من التطبيقات الغنية المدفوعة التي ستتوافر هذا العام عن طريق مخزن للتطبيقات مكرس لذلك. لكنه لن يكون مخزن «اندرويد ماركت» في أي حال. وكانت الشركة قد أطلقت مؤخرا برنامجا لتطوير التطبيقات بالاشتراك مع مؤسسات مثل «لونلي بلانت»، و«ديكشنري دوت كوم»، و«تايست بوك»، و«واين بي إتش دي».

وسيجري في هذا العام تحديث «نوك» إلى نسخة جديدة معدلة من «اندرويد» التي ستضيف من بين أشياء أخرى كثيرة «فيديو الفلاش» إلى المتصفح. كما سيكون هنالك كتب إلكترونية معززة مع فيديو. وكانت «بارنيس آند نوبل» قد عرضت في حفل إطلاق الجهاز قبل شهرين في نيويورك كتابا للطهي مع فيديو خاص بوصفات الطعام.

* تطبيقات منوعة

* وبالنسبة إلى الوقت الحالي يمكن عرض ملفات «مايكروسوفت وورد»، و«إكسيل»، و«باور بوينت» عن طريق نسخة من برنامج «كويك أوفيس». كما جرى سلفا كهدية تحميل 8 تطبيقات، منها راديو الإنترنت «باندورا»، والكلمات المتقاطعة، و«سودوكو»، والشطرنج، ومشغل للموسيقى، وغاليري للصور والفيديوهات، فضلا عن قوائم المتصلين، وتطبيق «ليند مي». فكما هو الحال مع أجهزة «نوك» السابقة، فقد سمحت لك «بارنيس آند نوبل» وناشرو الكتب إعارة بعض كتب «نوك» المعينة إلى قارئة شخص آخر لمدة أسبوعين. وعندما تنتهي فترة الإعارة لا تتمكن من مطالعة هذا الكتاب عن طريق جهازك.

في الأمور الأساسية يستخدم «نوك» شاشة جذابة من البلور السائل (إل سي دي) قياس 7 بوصات تعمل باللمس. وتوجد صعوبة في القراءة تحت أشعة الشمس المباشرة خلافا لـ«كيندل». فشاشة «نوك» خلافا لـ«كيندل» مضاءة من الخلف بحيث يمكن القراءة في الظلام. وقد أفاد بعضهم بأنهم شعروا بالتعب والوهن بعد القراءة على شاشات «إل سي دي» لفترات طويلة. لكن هذا لم يشكل أي صعوبة خلال الاختبارات للجهاز التي كانت محدودة الفترات.

* تصميم متميز

* وتصميم «نوك كولر» مباشر، إذ يوجد زر طبيعي تحت حرف «n» يقع تحت الشاشة الذي يقودك إلى الصفحة الأولية الأساسية. وهنالك فجوة صغيرة في الزاوية السفلى اليسرى للشاشة التي يمكن استخدامها كخيار لتزيين الجهاز. وبدا الجهاز الذي هو بحجم كتاب الغلاف الورقي ثقيل الوزن على الرغم من أن وزنه لا يتعدى الرطل الواحد (453 غراما تقريبا). لكن ظهرت واجهة التفاعل على الشاشة بشكل صديق لدى الاستخدام مع إمكانية تعديل وضعها، أو شكلها حسب الطلب. ويمكن سحب أغلفة الكتب إلى كل الاتجاهات، كما أن الشاشة هذه العاملة باللمس مستجيبة جدا. كذلك فإن عملية قلب الصفحات سريعة، وليست بطيئة، كما شابت قبل ذلك جهاز «نوك» الأصلي لدى صدوره. لكنك لا تحصل على التأثيرات التجعيدية الخاصة، كما هو الحال لدى قلب صفحات «آي بوكس» على جهاز «آي باد».

ويأتي «نوك كولر» بذاكرة داخلية سعة 8 غيغابايت تكفي إلى 6000 كتاب إلكتروني. ويمكن لشق توضع فيه بطاقة صغيرة لذاكرة «إس دي» أن يعزز السعة هذه.

وتزعم «بارنيس آند نوبل» أن شحنة البطارية تدوم 8 ساعات عندما تكون شبكة «واي-فاي» مطفأة. غير أن هذا إنجاز ضعيف مقارنة ببطارية «كيندل» التي تدوم شهرا. وربما تعود حياة البطارية القصيرة إلى وجود الألوان. إلا أن هذا لا يشكل فرقا كبيرا عندما تكون تقرأ نصا رقميا مساويا إلى نص خال من الصور تماما في كتاب ورقي. لكن الألوان هي ما يفتح العين لدى قراءة كتب الأطفال مثلا التي هي محور أساسي بالنسبة إلى استخدامات الجهاز. وبمقدور الآباء والأمهات الحفاظ على أصواتهم عندما يستطيع الجهاز القراءة بصوت عال للأطفال.

وتعتبر الألوان أيضا أمرا مهما لدى قراءة الصحف والمجلات التي هي المجال الآخر التي حققت «بارنيس آند نوبل» عنده هدفها بشكل صحيح، كما أن تكبير الصفحات وتقريبها عن طريق زم الأصبعين، أو إبعادهما عن بعضهما، متوافر بالنسبة إلى المنشورات الدورية. وتبدو المجلات في الجهاز تماما مثل نظيراتها الورقية المطبوعة، وهو أمر جيد. كما يمكن النقر على زر خاص لمشاهدة الإعلانات. وتكلفة غالبية الكتب 9.99 دولار أو أقل للكتاب الواحد. لكن هناك بعض العقبات أيضا كتجمد الشاشة مرات عدة، أو تراقص الصفحات.