«آي باد 2».. تفوّق في الرشاقة وخفة الوزن

سيظل الجهاز الأول لفترة مقبلة

«آي باد 2» وغطاؤه
TT

وصف الكثير من النقاد التقنيين كومبيوتر «آي باد 2» اللوحي الجديد بأنه سلعة إضافية غير مجدية ولا لزوم لها، فإن كنت تملك هاتفا بشاشة تعمل باللمس وجهاز لابتوب، فلا داعي أبدا أن تمتلك حتى جهاز «آي باد» عاديا.

جاذبية «آي باد 2»

* لكن تبين أن جاذبية «آي باد» مسألة عاطفية أكثر منها منطقية، فحالما يصبح الجهاز في يديك حتى تؤخذ بقدرة الشاشة على استغلال الأشياء التي توجد عليها، عن طريق لمسها. وهكذا قامت «أبل» ببيع 15 مليون جهاز من هذا النوع خلال تسعة شهور، مما أطلق فئة جديدة من المنتجات، وصناعة قائمة بذاتها من عمليات تقليدها.

وأخيرا طرح جهاز «آي باد 2» للبيع بسعر الجهاز الأول. ويقول الخبراء إنه لا يتفوق كثيرا على «آي باد» الأول، سوى أنه أنحف منه، بالسماكة بنحو الثلث، وبالوزن الأقل بنسبة 15%، وبسرعة عمله التي تبلغ الضعفين، وهذا يعتبر الإنجاز الأفضل، ولا تتوفر فيه إضافات جديدة، باستثناء كاميرتين وجيروسكوب.

وبنظري فإن مسألة النحافة أمر مهم، فنحن لا نتحدث عن جهاز لابتوب، أو تلفزيون، بل عن جهاز لوحي، ومسألة النحافة وخفة الوزن أمران أساسيان ومريحان، خصوصا مع الحواف المدورة له التي يفتقر إليها جهاز «آي باد» الأول. فهو حاليا بسماكة 0.34 بوصة، يليه في السماكة جهاز «موتورولا زوم» الجديد الذي يعتبر أفضل منافس له يعمل بنظام «أندرويد»، لكنه يبدو بدينا مقارنة له. و«آي باد» الجديد هذا لا يزال يعمل ببطارية تدوم شحنتها 10 ساعات.

مميزات جديدة

* بعض مميزات الجهاز الجديد أن له أغراض صناعية، فهنالك الكاميرا الخلفية التي بمقدورها تسجيل الفيديو العالي الوضوح. وتشكل الشاشة برمتها منظار الصورة، كما لو أنه يجري استخدام تكبير على نطاق 8×10 لتأليف المشهد أو المنظر، لكن المحير أن الصور الساكنة هي بمحدودية 0.7 ميغابيكسل. وهنالك الكاميرا الأمامية المحدودة الوضوح التي تفيد في التقاط الفيديو.

ويمكن وصل هذا الجهاز إلى تلفزيون عالي الوضوح بفضل وصلة «H.D.M.H». التي تنقل الفيديو العالي الوضوح والصوت معا. ومثل هذه الميزة مفيدة في أغراض التعليم، وعرض صور السلايدات وتقديم العروض. أما بالنسبة إلى «يوتيوب» والأفلام السينمائية فهو يعمل أوتوماتيكيا ومن دون أي جهد. وبمقدور «آي باد 2» الدخول إلى الإنترنت مستخدما إما «إيه تي أند تي»، أو «فيريزون» من الشبكات الخليوية (العاملة في الولايات المتحدة).

ولجهاز «أبل» الجديد هذا غطاء للشاشة الذي يقيها من الأوساخ وفتات الطعام أثناء النزهات، لكنه في الواقع هو رمز لما آلت إليه التقنيات. إذ يمكن مده أو فرشه على الشاشة، كما لو أنك تقوم بترتيب أغطية السرير. وعن طريق «طقطقات» من أصوات النقر تقوم مغانيط مخفية بإرساء هذا الغطاء على وجه الجهاز. لكن هل يجوز استخدام المغانيط بالقرب من الإلكترونيات؟ نعم، فلدى فتح الغطاء يقوم بتشغيل الجهاز أوتوماتيكيا، وإغلاقه يجعله يعود إلى سباته مجددا. والغطاء هذا (40 دولارا إذا كان من مادة «بولييوريثاين»، أو 70 دولارا إن كان من الجلد الذي يتوفر بخمسة ألوان) هو ليس لحماية الشاشة، لكون زجاجها الصلب لا يحتاج إلى مثل هذه الوقاية، بل هو كنوع من الزينة، أو الموضة، ولإبقاء الجهاز نظيفا، ودعمه للانتصاب بزاويتين بغية مشاهدة الأفلام السينمائية، أو استخدام لوحة المفاتيح الموجودة على الشاشة بشكل حر، عن طريق استخدام كلتا اليدين. وهنالك جيروسكوب بالجهاز أيضا، كما هو الحال أيضا في «فون4». ولاحظ أنه لدى ممارسة الألعاب فقط، يمكنك من استخدامه كما هو مدون في التعليمات.

تطويرات مقبلة

* الشهور المقبلة ستطلق معها سيلا من الأجهزة اللوحية الغرض منها منافسة «آي باد»، والتي من شأنها جميعا أن تجلب معها مميزات كثيرة التي قد لا تجدها في «آي باد». ففي الأجهزة العاملة بنظام «أندرويد» مثلا يمكنك النطق لإدخال النصوص في أي إطار يقبل الطباعة. كما يمكن الحصول على تطبيق للملاحة يقودك شارعا شارعا ومنعطفا منعطفا، لأن خرائط «جي بي إس» هنا هي تجربة مختلفة في شاشة قياس 10 بوصات، فالأمر هنا كما لو أنه يجري توجيهك إلى وجهتك عبر شاشة سينما «آيماكس».

الأكثر من ذلك فإن أجهزة «أندرويد» سيكون بإمكانها ممارسة العاب «فيديو فلاش» مع الرسوم المتحركة على الإنترنت، وهو أمر تقول «أبل» و«أدوبي» لن يحصل مع «آي باد». فوجود «فلاش» في جهاز لوحي، أو هاتف ذكي، قد يضخم من الحجم ويستنزف البطارية، لكنه أفضل عموما من لا شيء، لأن الآلاف من الأخبار ووسائل التسلية في مواقع الإنترنت ستعتمد على «فلاش»، غير أن «آي باد» و«آي فون» و«آي بود» لن تستطيع عرضها. لكن مع كل ذلك سيظل «آي باد» مسيطرا على السوق، نظرا إلى نحافته ورشاقته، وخفة وزنه، وجمال شكله، وتطبيقاته التي تتعدى الـ65 ألفا المتوفرة سلفا لحساب «آي باد».

الأمر الآخر الذي يدعم «أبل» هو الأسعار، التي هي على رأس «لعبة الأجهزة» حاليا، وعلى رأس هذه الصناعة. وقد يكون هذا الأمر عائدا إلى قوة مبيعاتها التي تخفض الأسعار بشكل طبيعي.

* خدمة «نيويورك تايمز».