تحديثات جديدة للإنترنت

لتذليل العقبات التي تعترضها

TT

غالبية الأشخاص لا يفكرون كثيرا بالتقنيات التي تكمن وراء الإنترنت، إذ إنهم يرغبون فقط في ممارسة ألعاب الفيديو، والصفحات التي يتصفحونها، والبريد الإلكتروني الذي يقضون أعمالهم عليه. لكن وراء الستار هنالك تغييرات كبيرة مقبلة التي ستؤثر على الإنترنت بشكل أساسي جدا. لذا من المفيد أن يكون لنا معرفة أساسية خاصة بهذه التغييرات. وبهذه الطريقة يمكن فك مغاليق ما هو حقيقي وغير حقيقي عندما يجري تصفح الشبكة.

لغة الإنترنت

* لغة HTML5. لنبدأ مع «لغة الإشارات ذات النصوص المعززة» (HTML)، فهي تستخدم لإظهار المحتويات على الشبكة. إلا أن HTML5 هي الخطوة التالية في هذا المضمار التي هي الترميز الضمني المستخدم لإنتاج صفحات الشبكة والمستندات الموجودة عليها. وHTML5 تقدم الكثير من التحسينات، خصوصا أنه قد انقضى أكثر من 10 سنوات منذ إطلاق 4HTML.

ولعل أكثر التغييرات أهمية ربما هو الأسلوب الذي يجري فيه التعامل مع عروض الفيديو، فغالبية فيديوهات الشبكة تستخدم «أدوبي فلاش» الذي أصبح الأمر الواقع للبث الفيديوي على الشبكة. وأنت تختبر ذلك على مواقع مثل «هيوليو» و«يوتيوب».

وتستخدم «فلاش» الكثير من المصادر. وقد تسبب في تعطل المتصفحات، كما أنها تشكل هدفا شعبيا للمجرمين. فمشكلتها الكبرى هي «أبل». وكان ستيف جوبس المدير التنفيذي لهذه الشركة قد انتقد علنا «فلاش». لكن الأجهزة العاملة بنظام «آي أو إس» مثل «آي فون» و«آي باد» لا تشغل فيديوهات «فلاش». وهذا ما يسبب مشكلات وصعوبات أمام المواقع التي تعتمد على فيديوهات «فلاش». لكن لحسن الحظ فإن HTML5 قد تساعد هنا. فأنت لست بحاجة إلى مشغل منفصل لفيديوهات HTML5. والفيديو هنا هو جزء من اللغة المستخدمة لتشييد المواقع، فطالما أنت تمتلك متصفحا متطابقا مع HTML5، فإن الفيديو سيعمل بحيث تزول غالبية المشكلات التي يواجهها «فلاش».

وتماما مثل «فلاش» فإن HTML5 هي أكثر من مجرد فيديو. فيمكن استخدامها لإنتاج مواقع شبكة تفاعلية، كما ستشمل على «صفحات بنسق متتالٍ» التي تستخدم لوضع نمط، أو نسق معين لصفحات الشبكة. وعن طريق اعتماد هذا الأسلوب نتوقع رؤية مواقع هي أكثر استقطابا للنظر. وكما ذكرت أنفا فإن متصفحك بحاجة إلى دعم فيديو HTML5، وآخر نسخ «فايرفوكس» من «موزيلا»، و«سافاري» من «أبل»، و«كروم» من «غوغل» تدعم فيديو HTML5. وسيتوجب لمستخدمي «إنترنت إكسبلورر» تحديث المتصفح هذا إلى «إنترنت إكسبلورر 9». فالنسخ الأولى من «إنترنت إكسبلورر» لا تستطيع تولج أمور الفيديو. ومن المتوقع إطلاق «إنترنت إكسبلورر 9» في الأسابيع القليلة المقبلة.

بروتوكول الإنترنت

* IPv6. التغيير الآخر المقبل إلى الإنترنت هو أكثر تقنية، وقد يكون أقل استقطابا للاهتمام، لكنه أكثر أهمية من HTML5. وتقوم الإنترنت بتحديث نظامها للمعالجة IPv6. والمعلوم أن كل كومبيوتر، أو هاتف ذكي، أو جهاز موصول إلى الشبكة، له عنوان لبروتوكول الإنترنت «IP». ويقوم هذا الأخير بتمييز هذه الأجهزة الموجودة على الشبكة، متيحا لها التواصل في ما بينها. وعناوين IP هذه محكومة بنسخ 4 أو IPv4 التي من شأنها تأمين نحو 4.3 مليار عنوان. وهذا يبدو كثيرا من عناوين IP، وهو الحقيقة. لكن هذا لا يكفي، إذ هنالك نحو ملياري جهاز كومبيوتر على الشبكة. كما أنه يجري إضافة المزيد كل يوم، وهذا العدد لا يشمل الهواتف الذكية، والكاميرات الأمنية، والأجهزة الأخرى الموصولة بالشبكة. فكل واحد منها لها عنوان IP الخاص بها. وآخر ما تبقى من عناوين IP سيجري استخدامها هذا الخريف. وهنالك إجراءات مؤقتة يمكن أن تساعد في سد النقص. والحل الفعلي هو في التحديث إلى IPv6 الذي يتيح مضاعفة الرقم 10، 3.4 مرات، قوة 10 من عناوين 38 IP. غير أنه لسوء الحظ فإن IPv6 ليست متطابقة فورا مع الأجهزة والمعدات القديمة. فالتقنية الضمنية للإنترنت بحاجة إلى تحديث، وهذا يتطلب وقتا وجهدا ومالا. ويبدو أن غالبية شركات الإنترنت باتت تؤجل هذا التحديث، مما يعني أن أقل من 1% قد قامت بإجراء هذا التحويل.

ومن حسن الحظ فإن غالبية التغيير ستحصل بمعزل عن الأنظار، كما أنه في غالبية الأحوال فأنت قد لا تحتاج إلى تحديث معداتك أو برمجياتك، هذا إذا كنت تستخدم «مايكروسوفت ويندوز إكس بي إس بي3»، أو الأحدث من ذلك. الاستثناء الوحيد هو الموديم. وعلى مزود خدمات الإنترنت إعلامك إذا كنت بحاجة إلى التحديث، كما تقول كيم كوماندو في صحيفة «يو إس إيه توداي». وحتى بقوم مزود خدمات الإنترنت بعملية التحديث يمكن الوصول إلى مواقع IPv6 على الشبكة. ويصادف الثامن من يونيو (حزيران) يوم IPv6، الذي سيمكن الكثير من المواقع الرئيسية الكبيرة اختبار هذا النظام، لكن من الممكن اختبار هذا النظام الآن.