خدمة أميركية جديدة.. لبث الأفلام الحية على الإنترنت

تعرض أحدث الأفلام بوضوح أقراص «دي في دي»

موقع «هولو بلس» لبث العروض المصورة على الإنترنت
TT

إذا ما تتبعنا مسيرة هواة الأفلام السينمائية فسنجد أنفسنا في عصر تحول كبير. فهنالك عالم الأفلام المسجلة الذي هو عصر الاختيارات الموفقة، لكن هنالك أيضا عصر الأشرطة والأقراص. ولعل أحفادنا سيضحكون بملء أشداقهم عندما يسمعون عن رحلاتنا المتكررة إلى محلات الفيديو لاستئجار ما يحلو لنا.

لكننا اليوم نخطو خطوة أخرى نحو مستقبل مشرق، ألا وهي: أفلام سينمائية يجري بثها من الإنترنت عند الطلب إلى تلفزيوناتنا، وأجهزة الـ«لاب توب»، والهواتف الذكية. وهذا أمر ملائم، لكنه يشعرنا بأننا نفتقد تجربة أقراص «دي في دي». ولا نستطيع هنا عرض العبارات المكتوبة في أسفل الشاشة التي تساعد كثيرا أثناء الحوارات غير المفهومة التي تكون عادة على شكل غمغمة، أو عندما يكون المشاهد يعاني من إعاقة في السمع، أو عندما يكون هنالك نائمون في الغرفة المجاورة. كما لا يمكننا اختيار لغة مختلفة لسماع الحوار، أو سماع تعليقات المخرج أيضا.

والأكثر من ذلك فإن المحامين قصوا كثيرا من أجنحة هذا البث، إذ يتوجب عليك الشروع في مشاهدة الفيلم السينمائي خلال 30 يوما من يوم استئجار الفيلم، والانتهاء منه خلال 24 ساعة. كما أنه لا تتوافر جميع الأفلام للبث، وفي حال الإعلان عنها في المنشورات فقد تختفي لمدة ستة إلى تسعة أشهر خلال بعض المواسم.

خدمة سينمائية

* كذلك لا يمكن الجمع بين الأفلام المستأجرة بدولار واحد، وإمكانية الوصول إلى الإصدارات الجديدة من الأفلام، إذ يمكن تسديد 4 دولارات إلى «أبل»، أو «فيديو» في اليوم الذي تظهر فيه أقراص «دي في دي»، أو يمكن الحصول عليها من آلة «ريد بوكس» للبيع بعد ذلك بشهرين، هذا من دون أن نذكر «نيتفليكس» لبث مجموعات من الأفلام السينمائية، غالبيتها تعود إلى عهد إدارة الرئيس كارتر.

لكن ماذا لو أخبرتكم أن هنالك خدمة جديدة لبث الأفلام السينمائية هي «زيديفا» (Zediva.com) المتحررة من كل هذه المآخذ والعقبات؟ فهي تتيح الإصغاء إلى تعليقات المخرج، وتشغيل العناوين الفرعية، وتغيير اللغة. كما تتيح لك التنعم بالفيلم الذي تشاهده لمدة أسبوعين بدلا من 24 ساعة، من دون تحديد موعدي البدء والانتهاء منه. وهي تقدم 100 أفضل فيلم سينمائي للبث في اليوم ذاته الذي يصدر فيه قرص «دي في دي». وهي تحول دون أي تدخل جانبي من قبل شركات الأفلام السينمائية، أو محاميها. والفضل في كل ما ذكرنا، هو أنه يمكن الاسترخاء على أريكتك المفضلة ومشاهدة الفيلم مقابل دولارين، أو دولار واحد إذا اشتريت رزمة من عشرة أفلام.

والسر في «زيديفا» مثير جدا. فقد تعتقد أنها أكذوبة الأول من أبريل (نيسان)، لكن ليس الأمر كذلك. فقد قامت في مركز بث بياناتها في كاليفورنيا بتركيب مئات من مشغلات أقراص «دي في دي». وهي تعمل أوتوماتيكيا على شاكلة ماكينة تشغيل الاسطوانات. وهي ليست مجرد أفلام للإيجار، بل إنها توفر لك السيطرة على الجهاز الذي يشغل الفيلم، في حين يقوم قرص الـ«دي في دي» بإرسال إشارات الصوت والفيديو، كما لو أنه موصول إلى منزلك عن طريق كابل طويل جدا.

ويفسر بوضوح مثل هذا الترتيب المتستر كيف تحصل على اللغة التي تريدها، والعناوين الفرعية، وتعليقات المخرج. كما يفسر لماذا أن «زيديفا» ليست خاضعة لشروط تقييد عرض الأفلام بعد فترات محددة، أو القيود التي تعوق خدمات الأفلام الرخيصة السعر، مثل «ريد بوكس» و«نيتفليكس». إنها تقوم فقط بشراء عشرات النسخ من كل فيلم شعبي في اليوم الذي يظهر فيه وبسرعة، لتقوم أنت بعد ذلك باستئجاره عبر هذه المسافة الطويلة.

من هنا لا يحتاج الأمر لكي يكون المرء مهندس صواريخ أو محاميا ليرى المزالق المترتبة على ذلك، ومنها كيف يمكن لمؤسسة صغيرة بإمكانيات ضعيفة مثل «زيديفا» أن تتوقع الإفلات من الرقابة الصارمة للاستوديوهات السينمائية ومجموعتها التجارية «موشن بيكتشر أسوسيشينس أوف أميركا» المتمسكة بالقوانين؟ إذ إن الغرض من توفير الأفلام لفترات محددة، مثل 24 ساعة فقط وغيرها من القيود المكروهة، كان حماية الأرباح المحصلة. ومع ذلك تشير «زيديفا» إلى أن «نيتفليكس» تشتري مئات النسخ من الأفلام الشعبية لتقوم بإرسالها بريديا لزبائنها. وطالما تقوم «زيديفا» بالأمر ذاته في شراء النسخ فما المشكلة إذن؟

فضلا عن كل ذلك فإن العدد والأدوات مثل «سلينغ بوكس» متوافرة منذ سنوات. وهي عبارة عن آلات تتيح لك مشاهدة ما تعرضه أجهزة التسلية المنزلية على هاتفك، أو الـ«لاب توب»، عندما تكون بعيدا عن المنزل. إذن كيف يختلف ذلك عن «زيديفا»؟ فأنت تقوم باستئجار مشغل «دي في دي» مقابل دولار واحد، ومن ثم مشاهدة إشاراته عبر الإنترنت. لذلك تقول «زيديفا» إنها واثقة من أن القانون يسمح بمشاهدة أفلام «دي في دي» التي يجري استئجارها.

عروض الأفلام الجديدة

* من المشكلات الأخرى أن أيضا أن «زيديفا» لا تكشف عن عدد مشغلات «دي في دي» التي لديها، وعدد النسخ الموجودة لكل فيلم، وعدد الزبائن الذين يمكنها أن تلبي طلباتهم. إنها تقول فقط إنها قادرة على تلبية طلبات آلاف الزبائن، وتخطط للتوسع لتلبية طلبات الملايين. وأنا على ثقة أنكم عندما تقرأون هذا المقال ستكون هذه الشركة الصغيرة غارقة بين الطلبات الكثيرة التي انهمرت عليها. فحتى خلال فترة التجارب التي امتدت سنة واحدة، كان عملها مقابل الأعمال القديمة التي عفا عليها الزمن، تشبه أيام محلات «بلوك باستر» لتأجير الأفلام، من هنا سر نجاحها. ولكن لنفترض أن هذه الشركة تمكنت من توسيع أعمالها خلال الأشهر المقبلة، فكيف ستعمل؟

يقوم موقعها على الشبكة بالإعلان عن أفضل 100 فيلم «دي في دي»على صعيد الرواج. ومثل هذا العرض يتضمن في النهاية أفلاما كلاسيكية مثل «حرب النجوم»، لكن التأكيد يكون على الأفلام الساخنة المائة الجديدة التي لا تتوفر للإيجار من قبل الخدمات الأخرى خلال الشهور الأولى من إطلاقها. فتقوم عندئذ بالنقر على الفيلم الذي ترغبه، وقد تسأل قبلا ما إذا كنت ترغب في مشاهدة المقدمات، أو الشروع فورا في مشاهدة الفيلم، كما لو كنت تشاهد فيلما على قرص «دي في دي» في مكان آخر، مع ظهور تحذير ضد القرصنة من الـ«إف بي آي».

وعندما تحرك الماوس لدى مشاهدتك الفيلم، يظهر شريط أزرار الضبط، ومؤشر قوة إشارة «واي - فاي»، مع زر العناوين الفرعية، وزر اللغة التي ترغبها. والزران الأخيران بطيئان للغاية بحيث لا يستجيبان إلا بعد مضي عشر ثوان. والأكثر من ذلك، قد لا تكون عندك فكرة مسبقة عن الزر الذي تكبس عليه، بل عليك بالمرور على جميعها قبل أن تكتشف مرادك. فإذا كان عندك ضيوف من الجنسية الفرنسية مثلا، عليك بالنقر على جميع اللغات واحدة واحدة قبل أن تصل إلى الفرنسية.

وأخيرا تشترط «زيديفا» متصفحا للشبكة يشغل فيديو فلاش، مما يعني استحالة مشاهدة الأفلام هذه على جهاز «آي باد»، أو «آي بود تتش»، أو «آي فون». خلافا لذلك فإن «زيديفا» توفر لك أفضل 100 فيلم، بأفضل مميزات «دي في دي»، مقارنة بمنافسيها في اليوم الذي تطلق فيه في الأسواق.

* خدمة «نيويورك تايمز»