«بلاك بيري».. جهاز لوحي ممتاز بحاجة إلى مزيد من التطبيقات

يصمم بمزايا رائعة لكن لا يزال يفتقر إلى الكثير

TT

باتت الأجهزة اللوحية صرعة عام 2011، كما شرع كثير من الشركات في محاولة تقليد، أو استنساخ جهاز «آي باد». وسيظهر نحو 85 جهازا لوحيا جديدا في العام الحالي، ومن الصعب مراجعة كل هذه الأجهزة. لكن هنالك واحد منها يستحق ذلك، ألا وهو جهاز «بلاك بيري»، ويبدو أن عالم التقنية مهتم به جدا.

يدعى الجهاز «بلاي بوك» PlayBook وهو مصمم بشاشة قياس سبع بوصات. أما جهاز «آي باد» فهو طبعا بشاشة قياس 10 بوصات، لكن قياس 7 بوصات له محاسنه. فهو سهل الحمل بيد واحدة مثلا. وعلى صعيد المبدأ يمكن وضع «بلاي بوك» هذا في جيب السترة. لكنه أكثر عرضا من نظيره بنحو نصف بوصة. ومع ذلك يبدو «بلاي بوك» رائعا، بظهر من المطاط، وشاشة أكثر روعة تستجيب بسرعة لعمليات اللمس المتعدد. أما وزن الجهاز فيبلغ 0.9 رطل (الرطل يساوي 453 غرام تقريبا).

برامج متطورة

* يعتمد برنامج «بلاي بوك» على نظام للتشغيل يدعى «QNX» الذي ابتاعته «ريسيرتش إن موشن» الشركة الصانعة لـ«بلاك بيري» لتوازنه وثباته الصناعي. ولم تكن الشركة التي طورت هذا البرنامج هي الوحيدة التي ساعدت في تطويره، بل شمل ذلك أيضا شركتي «بالم» و«أبل» من دون معرفتهما. فبرنامج «بلاي بوك» يعج بكل أنواع الأفكار المستعارة. ومثال على ذلك؛ إذا رغبت في إزالة التطبيقات، أو إعادة ترتيبها، تمسك بأصبعك على أيقونة أحد التطبيقات، وتظل كذلك حتى تبدأ جميع الأيقونات في الوميض. ولإغلاق أحد البرمجيات تمسح بأصبعك باتجاه الأعلى، ابتداء من الموضع الأسفل لتحويل جميع نوافذ التطبيقات إلى بطاقات، وبعد ذلك انقر إلى الأعلى للخروج من الشاشة.

ولا توجد أزرار في الواجهة أبدا، غير أن الحافة العلوية تحتوي فقط مفاتيح الوصل بالطاقة، والتشغيل/الإيقاف لفترة قصيرة، ورفع الصوت وتخفيضه. وبدلا من هذه الأزرار يمكن استعمال الشاشة عن طريق مسح الأصابع عليها ابتداء من الحافة السوداء، التي تبدو واسعة من دون لزوم، حتى تلمس الشاشة ذاتها.

ومسح الأصابع إلى الأعلى يكشف عن أيقونات التطبيقات. والمسح يسارا أو يمينا على شكل دائري يفتح تطبيقات مهام متعددة، كما أن المسح إلى الأسفل يكشف عن شريط عدد وأدوات التطبيقات إذا كان يملك واحدا منها.

ولسوء الحظ لا توجد طريقة للمعرفة مسبقا، بما إذا كان شريط المعدات موجودا، مما يعني أحيانا القيام بعملية المسح بشكل عقيم وسخيف أيضا، كما يقول ديفيد بوغ في «نيويورك تايمز». وعلى المنوال ذاته إذا قامت أيقونات التطبيقات بملء الشاشة الرئيسية (المدخل)، يمكن المسح إلى الأعلى للكشف عن المزيد منها. لكنك لا تعرف بوجود هذا المزيد إلى أن تقوم بالمسح، نظرا لأنه لا يظهر شريط اللف قبلا لكي يعرفك بوجود المزيد من أيقونات التطبيق تحت الشاشة.

مزايا مثيرة

* بيد أن «بلاي بوك» يقوم بثلاثة أشياء مثيرة للإعجاب التي لا يمكن لمنافسيه مثل أجهزة «آي باد» و«أندرويد» سوى الحلم بها وهي:

* الأولى، مزية وجود كابل «HDMI» يمكن وصل الجهاز إلى التلفزيون، أو أي جهاز عرض لأغراض عروض «باور بوينت». ويقوم «آي باد» بذلك، لكن صورة التلفزيون تظل مماثلة لصورة شاشة «آي باد». لكن «بلاي بوك» يمكنه عرض شيئين مختلفين تماما. فعلى التلفزيون يمكن للجمهور مشاهدة السلايدات، وعلى «بلاي بوك» ترى صفحة «باور بوينت» الخاصة بالملاحظات وإشارات العناوين الصغيرة.

* المزية الثانية الرائعة، تتعلق بتحميل هذا الجهاز اللوحي بالموسيقى والصور. ولسوء الحظ لا يوجد برنامج مثل «آي تونز» للقيام بذلك أوتوماتيكيا، بل يتوجب سحب الملفات يدويا من كومبيوترك إلى ملفات «بلاي بوك». لكن حال تركيب هذه العملية مستخدما كابل «يو إس بي» يمكن القيام بذلك لاسلكيا عبر اتصالات «واي - فاي». وبمقدور «بلاي بوك» القبول حتى بمثل هذه التحويلات لاسلكيا عندما يكون في نمط السبات في أحد الأركان أو الحقائب اليدوية.

* وأخيرا هناك مزية وصل «بلوتوث» اللاسلكية التي تدعى «بلاك بيري بريدج». وفي مثل ترتيب كهذا يعمل «بلاي بوك» كنافذة عرض كبيرة لمحتويات هاتف «بلاك بيري». فأي بريد إلكتروني، أو محتويات تتعلق بتقويم المواعيد اليومية، أو العناوين، أو رسائل آنية موجودة على هاتف «بلاك بيري»، تظهر على شاشة «بلاي بوك» الكبيرة بشكل حي، وبطريقة اتصال مرمزة.

وثمة فائدة أخرى لمزاوجة «بلاي بوك» مع هاتف «بلاك بيري» بحيث يتمكن الأول من الدخول إلى الإنترنت مستخدما الثاني عن طريق الاتصال الخليوي، بحيث يمكن توفير 15 إلى 20 دولارا أخرى شهريا لقاء خدمة الإنترنت، كما يجري عادة مع هواتف «آي فون» و«أندرويد».

ومن المفترض أن تلقى مزية «بلاك بيري بريدج» اهتماما من قبل الإداريين في شبكات الشركات الذين هم في الواقع الزبدة التي تتوجه نحوها شركة «ريسيرتش إن موشن»، نظرا لأنه يمكن استخدام «بلاي بوك» من دون الخشية من حصول أي خروقات أمنية. فكل الأشياء التي عملت الشركة لها بهمة ونشاط لإيداعها في «بلاك بيري»، كالبريد الإلكتروني، والتقويم اليومي، وغيرهما، تظهر أيضا على «بلاي بوك».

تطبيقات غير كافية

* وحاليا فإن مزية «بلاك بيري بريدج» هي الأسلوب الوحيد لاستخدام البريد الإلكتروني، والتقويم اليومي، ودفتر العناوين، و«بلاك بيري ميسينجر» على «بلاي بوك»، لأن الأخير لا يملك تطبيقات للبريد الإلكتروني، أو للتقويم اليومي، أو لدفتر العناوين خاصة به. وبعبارة أخرى أوضح، قامت «ريسيرتش إن موشن» بشحن «بلاك بيري» من دون القدرة على استخدام البريد الإلكتروني.

والذي تحصل عليه فقط هي نسخ مشيدة داخله من «دوكيومنتس تو غو» لإنتاج وتحرير وثائق «وورد»، و«إكسيل»، و«باور بوينت». كما تحصل على متصفح جيد للشبكة، الذي يشغل فيديوهات «فلاش» على الشبكة، وهو أمر لا يستطيع «آي باد» بعد القيام به. كذلك فإن كاميرتي «بلاي بوك» الأمامية والخلفية يمكنهما تسجيل الصور الساكنة والفيديو العالي الوضوح.

لسوء الحظ، لا يوجد تطبيق للدردشة على الفيديو، كما هي الحال مع أجهزة «أندرويد» اللوحية و«آي باد». وبالأسلوب ذاته، فإن الجهاز اللوحي هذا مزود بـ«جي بي إس»، ولكن ليس ببرنامج يظهر الشوارع منعطفا منعطفا، وهو ليس أفضل بكثير من تطبيق «بينغ مابس» المشيد فيه. وما هذا سوى البداية، فحاليا شعار «بلاي بوك» قد يكون «لا يوجد تطبيق لهذا ولا لذاك». ولا يوجد تطبيق حالي يعمل على نظام التشغيل الجديد هذا، ولا حتى تطبيقات هاتف «بلاك بيري».. لذلك قررت الشركة الشروع من الصفر في إنشاء مخزن للتطبيقات الجديدة خاص بـ«بلاي بوك». وتقول الشركة إنها تلقت 3000 عرض حتى الآن، ربما يعود ذلك جزئيا إلى تقديمها جهاز «بلاي بوك» مجانيا لكل شخص يقوم بكتابة تطبيق.

ولا بد من الإشارة إلى أن «بلاي بوك» هذا يعمل على «واي - فاي» فقط، لذا، فإنك معدوم الخيارات في ما يخص الدخول إلى الشبكة عن طريق الشبكة الخليوية، كما تفعل عادة مع الأجهزة المنافسة مثل «أبل» و«موتورولا» و«سامسونغ».

إذن يعتبر جهاز «بلاي بوك» جهازا مناسبا سريعا ومصمما بشكل جيد ومتماسك، لكنه حاليا غير مكتمل التجهيز. لذلك فإنه من السخافة بمكان محاولة تقييمه، أو حتى شرائه حاليا، خاصة أن منافسه الرئيسي هو «آي باد» الأكثر نحافة، والأكبر شاشة، الذي يباع بالسعر ذاته، مع احتوائه على مكتبة تضم 300 ألف تطبيق.

في ضوء ذلك، ليس من المنطقي شراؤه وهو لا يزال في خطواته الأولى مفتقرا إلى البريد الإلكتروني، والتقويم اليومي، والتواصل الخليوي، ودردشة الفيديو، والـ«سكايب»، وتطبيقات «نوتس» و«جي بي إس»، وراديو «باندورا»، وغيرها. وعلى الرغم من طرح هذا الجهاز في الأسواق في 19 شهر أبريل (نيسان) الحالي، فإن برمجياته لا تزال تخضع لمراجعة يومية. كما أن مزية «بلاك بيري بريدج» المهمة جدا لا تزال بعد في طور الاختبار.