أطلقت شركة متخصصة في إنتاج البرامج الأمنية للهواتف الذكية منتجا جديدا، يبين لمستخدم الهاتف متى يقوم أحد من التطبيقات بالتجسس عليه.
يدعى البرنامج الجديد «ويسبر مونيتور»، ويوفر لبعض مستخدمي الهواتف العاملة على نظام تشغيل «أندرويد» سيطرة إضافية أكثر مما تقوم به تطبيقاتهم. وكان اثنان من الباحثين البارزين في أمن الكومبيوترات، هما موكسي مارلنسبايك وستيوارت أندرسون قد قاما بتأسيس شركة «ويسبر سيستمس» التي طورت البرنامج. وأطلق البرنامج الجديد كأحدث إصدار لمنتجها الرئيسي «ويسبر كور» الذي يقوم من بين أمور أخرى كثيرة، بتشفير البيانات التي يقوم المستخدم بتخزينها في جهاز «أندرويد».
* «مراقب الهمسات»
* ينضم «ويسبر مونيتور» (Whisper Monitor) إلى عدد متزايد من التطبيقات التي صممت لحماية الخصوصيات التي تشمل «ليتل سنيتش»، وهو تطبيق لكومبيوترات «ماك» الذي يعترض التطبيقات التي تحاول التواصل مع الإنترنت، و«لوك أوت موبايل سيكيورتي» الذي يقدم نسخة ممتازة من تطبيقه «أندرويد» الذي يقوم بتعقب ما تحاول التطبيقات الخاصة بالبيانات الدخول إليه.
وقد شهد الشهر الماضي فضيحة جديدة عندما اكتشف الباحثون أن هواتف «آي فون» و«أندرويد» تقوم بجمع البيانات الخاصة بأماكن وجود الأشخاص وتخزينها بأسلوب يتيح للشركات تعقب حركات مستخدميها. وأعرب بعض المستخدمين عن قلقهم من كيفية استخدام مثل هذه البيانات، ورفعوا دعاوى قضائية ضد صانعي الهواتف الذكية.
وقد صمم «ويسبر مونيتور» لمساعدة المستخدمين على فهم كيفية جمع مثل هذه المعلومات، وبالتالي بثها عن طريق التطبيقات الموجودة على أجهزتهم، وبالتالي تأمين واجهة تفاعل تتيح إجراء تغييرات.
وكان مارلنسبايك قد كتب في «تويتر» إن شركته تنوي إطلاق تطبيق يقوم ببرمجة واجهات تفاعل، بحيث يمكن للآخرين تشييد منتجات على أساس «ويسبر كور» الذي يعمل حاليا فقط على هواتف «نيكسوس وان» و«نيكسوس إس»، لكنه كتب أيضا أن ثمة خططا لجعل البرنامج يتلاءم مع الأجهزة الأخرى قريبا.
ويقول فينزينزو لوزو الباحث المستقل في قضايا الأمن، الذي أشتهر بقرصنة هاتف «آي فون» من «أبل» في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، إن بمقدور «ويسبر مونيتور»، بالتأكيد، مساعدة المستخدمين على مراقبة بياناتهم، وإلى أين تتسرب. وحذر من أنه في الوقت الذي يتمكن التطبيق من منع هواتف «أندرويد» من بث بيانات تتعلق بالمكان، فإنها قد تقوم في هذا السياق بتعطيل التطبيقات الأخرى، أو التسبب في مشكلات أخرى للهواتف.
وأضاف: «قد تكون أداة فعالة بالنسبة إلى الخبراء، لكنني لست متأكدا من أنها ستكون كذلك بالنسبة إلى المستخدم العادي». فغالبية الأشخاص من المحتمل أن يتعرضون لمعاناة أكبر بهدف معرفة متى يتوجب عليهم السماح بإرسال البيانات، على حد قوله.
إن «ويسبر مونيتور» هو حل ملائم لأولئك الذين يملكون الرغبة والمعرفة الفنية لكشف تصرفات الهاتف على المستويات الدنيا، كما يقول تشارلي ميلر، محلل أمن البرمجيات في مؤسسة البحث «إنديبندنت سيكيورتي إيفاليوويترز». ويضيف: «يتوجب عليك لدى تركيب التطبيق في هاتف (أندرويد)، إما القبول بالأذونات - التي تسمح له بالعمل - التي يحتاج إليها التطبيق، وإما أن تتخلى عن تركيبه في هاتفك. فمع (ويسبر مونيتور) يمكنك تركيب أي تطبيق من التطبيقات الأخرى التي تطلب إذنا بدخول الإنترنت، ولكن يمكنك منع هذا التطبيق من التواصل بالشبكة بتوظيف (ويسبر مونيتور) ذاته».
على أي حال فإن عمل «ويسبر مونيتور» سيحث على ظهور الكثير من المشكلات المفاجئة، «فإذا كان المستخدم لا ينتمي إلى العاملين في مجال الأمن، فإنه في نهاية المطاف سيعاني الكثير منه، وبالتالي سيتوجه إلى التخلص من هذا البرنامج»، على حد قوله.