ما الذي يمنع الإقبال على التلفزيونات ثلاثية الأبعاد؟

مشكلات ارتداء النظارات.. وأسعارها العالية

TT

منذ عام 2008 وشركة «سوني» كانت وراء حملة تطوير التلفزيون ثلاثي الأبعاد. لكن يبدو أن الكثير من المستهلكين أحجموا عن شراء هذه التلفزيونات بسبب أسعارها المرتفعة، والحاجة إلى وضع نظارة على العينين. ومع ذلك لا تزال «سوني» و«باناسونيك» تحاولان إقناع المستهلكين بأن التلفزيون ثلاثي الأبعاد هو ضرورة. وكان قد صدرت مؤخرا دراسة جديدة أعدتها مجموعة «إن بي دي» وجدت أنه في الوقت الذي يعرف الناس الكثير عن التلفزيون ثلاثي الأبعاد حاليا، إلا أنهم غير مقتنعين بعد أنهم بحاجة إلى اقتناء جهاز واحد منها.

* غلاء الأسعار

* والآن بعد مضي سنة ونصف السنة على بداية عصر التلفزيون هذا الذي أطلقته كل من «سوني» و«باناسونيك» لتنضم إليهما الشركات الأخرى، فإن نحو 45 في المائة من الأشخاص يقولون إنهم لن يقتنوا هذا التلفزيون، نظرا إلى ارتفاع سعره، في حين ذكر 42 في المائة أن سبب إحجامهم عن الشراء مرده إلى عدم رغبتهم في وضع نظارات على أعينهم، كما تذكر مجلة «سي نت» الإلكترونية. وهذه زيادة في الفئتين، لأن هذه النسب كانت قبل 6 أشهر 37 و32 في المائة على التوالي. ويبدو أن دراسة «إن بي دي» تتبعت إحصاء قامت به مؤسسة «نيلسين» أجرته في الخريف الماضي، حيث وجدت أن نحو 90 في المائة من الذين استجابوا للأسئلة لم يكونوا راغبين في وضع نظارات للتلفزيون ثلاثي الأبعاد، لأنه يعوق القيام بأعمال أخرى، مثل مشاهدة التلفزيون مع العمل في الوقت ذاته على اللابتوب، أو الأعمال الأخرى التي قد يقومون بها عادة لدى جلوسهم أمام شاشته.

لكن بينما من المحتم انخفاض أسعار هذه التلفزيونات، وهو أمر شرع يحصل حاليا، فإننا لا نزال بعيدين عن الاستغناء عن مثل هذه النظارات. وعلى الرغم من أن التلفزيون العالي الوضوح الذي تطور من مزية ينبغي الحصول عليها، إلى سلعة تجارية رائجة في أقل من نصف عقد من الزمن، فإن التلفزيون ثلاثي الأبعاد لا يزال بعيدا هو الآخر عن أن يصبح سلعة متوفرة في كل مكان، كما هو الحال مع التلفزيون العالي الوضوح، على الرغم من كل الجهود المبذولة.

ويبدو أن أسعار التلفزيون العالي الوضوح قد انخفضت كثيرا عن السابق، إذ يمكن الحصول على واحد منه حاليا يعمل بالبلازما بسعر 1200 دولار، وهو ضعف سعر تلفزيون البلازما العادي، لكنه يشكل تدنيا كبيرا عن سعره قبل سنة واحدة، حيث كان يبلغ 3000 دولار. وتتوفر حاليا مجموعة واسعة من الأحجام والقياسات بعدما شرعت الكثير من الشركات بإنتاجه في تنافس شديد في ما بينها، مما خفض الأسعار كثيرا.

* مشكلة النظارات

* لذا؛ ماذا يتوجب على الشركات المنتجة أن تفعل لحل معضلة النظارات؟

هناك مجموعة من الشركات تعمل على جعل هذه النظارات أقل إزعاجا للعين والجيب معا. فقد ذكرت «سامسونغ» أنها شرعت مؤخرا بإضافة زوجين مجانيين خفيفي الوزن من النظارات ذات المصراع النشط يمكن شحنهما مع أجهزتها التلفزيونية الجديدة ثلاثية الأبعاد. وسيكون سعر النظارات 50 دولارا، بدلا من 130 دولارا.

وكانت هناك محاولات لتصنيع نظارات شاملة ثلاثية الأبعاد يمكن شراؤها مرة واحدة، وتصلح للتلفزيون في المنزل والمسرح على السواء. كذلك تحاول «أوكلي» التي تنتج النظارات العصرية أن تحصل على قطعة من هذه الكعكة.

فقد طرحت الخريف الماضي زوجا من نظارات ثلاثية الأبعاد بسعر 120 دولارا تبدو تماما كالنظارات الشمسية، وتعمل مع التلفزيونات الاستقطابية السلبية ثلاثية الأبعاد. وهذا يعني أنه لا حاجة مطلقا إلى إعادة شحنها، كالنظارات المصراعية العاملة بالبطارية. ويعتبر جهاز الألعاب «نينتيندو ثري دي إس» من هذا الإنتاج الفعلي. وعلى الرغم من صغر حجمه وحمله في اليد، فإنه ينتج تجربة لا بأس بها بالأبعاد الثلاثة من دون استخدام نظارات. وبعض أسباب عدم رغبة البعض في النظارات ثلاثية الأبعاد هو أنهم لم يختبروا فعلا هذه التجربة في منازلهم بعد، كما يقول فيل ليليفيلد مدير مختبر «كونسيومر ثري دي إكسبيرينس لاب» في مركز تقنيات التسلية في جامعة «ساذن كاليفورنيا». فالكثير من الناس لم يجربوا الأبعاد الثلاثة خارج صالات السينما.

وعلى الرغم من أن جهاز «نينتيندو» هو بداية جيدة، لكنه لا يزال بعيدا عن التلفزيونات ثلاثية الأبعاد التي لا تحتاج إلى النظارات التي يرغب فيها الناس.

وكانت شركة «توشيبا» قد شرعت في بيع تلفزيونات خالية من النظارات منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكنها كانت تلفزيونات صغيرة الحجم قياس 20 بوصة. لكنها طرحت الشهر الماضي تلفزيونات من هذا النوع جاهزة، بقياس 40 بوصة. وتعمل «شارب» من جهتها أيضا على هذا الصعيد، غير أن نماذجها الأولية تناسب الأجهزة الصغيرة المحمولة، أكثر من الكبيرة الخاصة بالمنازل.