«سبدي».. بروتوكول لتسريع مواقع الإنترنت

نشرته «غوغل» أخيرا وتستعد لتوظيفه في أجهزتها الجوالة

TT

نشرت «غوغل» أخيرا بروتوكولها التجاري الأول الذي صممته لتسريع مواقع الشبكة، ويدعى «سبدي» SPDY. وكان قد كشف النقاب عنه في أواخر عام 2009، ومن شأنه تسريع تحميل صفحات الشبكة بشكل كبير، وذلك عن طريق تغيير الأسلوب الذي تتواصل فيه المتصفحات مع الخوادم. وكانت «غوغل» تقوم حتى فترة قريبة باختبار مشروع الأبحاث هذه داخليا، ونشرته فقط في عدد محدود من مواقعها. لكنها أطلقت البروتوكول كمنتج تجاري منتصف شهر يونيو (حزيران) الجاري.

وكانت شركة تحسين خدمات الشبكة «ستراينجلوب» قد شيدت «سبدي» في منتجها الرئيسي «سايت أوبتمايزر»، الذي هو عبارة عن برنامج يقع بين موقع الشبكة ومستخدميه، والذي يعدل رمز الموقع لجعل تحميل الصفحات أسرع. وسيكون بمقدور «ستراينجلووب» فتح البروتوكول وتشغيله بسهولة. فخلال الاختبارات قام البروتوكول بتسريع تحميل مواقع الشبكة بنسبة 10 إلى 20 في المائة.

* سرعة التصفح

* في البداية سيشكل البروتوكول فرقا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يزورون المواقع مستخدمين أداة التصفح «كروم» من «غوغل»، لكن «ستراينجلووب» تتوقع أن يكون لذلك وقع كبير على الأجهزة الجوالة أيضا، لأن من المحتمل أن تشيد «غوغل» «سبدي» في متصفحاتها المصممة لـ«أندرويد».

والسرعة التي يقوم فيها موقع الشبكة بالتجاوب مع مستخدمه، هي مسألة فنية واقتصادية في غاية الأهمية. فاستنادا إلى شبكة تسليم المحتويات «أكامي»، ينتظر الأشخاص عادة ثلاث ثوان لكي يتم تحميل الصفحة، قبل التخلي عنها، ومحاولة تصفح مواقع أخرى. لكن الأداء الجيد في هذا المجال، يعني تصفح المزيد من الصفحات، والمزيد من التفاعل مع المستخدمين. وبالنسبة إلى مواقع التبضع فهذا يعني المزيد من المبيعات.

وليست المواقع الفردية فقط لها مصلحة في تسريع الشبكة، بل كانت «غوغل» تعمل على تسريع الشبكة ككل، لكي تصبح بـ«سرعة البرق»، وسلسة الاستخدام لتسهيل عمل الأشخاص وهم يستخدمون خدماتها العديدة. وتأمل «غوغل» أيضا على حث الأشخاص على استخدام المزيد من خدمات الشبكة، والقليل من البرمجيات المكتبية («كروم أو إس» على سبيل المثال)، لكنها تعلم تماما أن هذا غير ممكن إذا كانت تكافح من أجل الحصول على الأداء الجيد.

وثمة العديد من الأساليب التي تسرع مواقع الشبكة. فتغيير البروتوكولات التي تقرر كيفية إرسال المعلومات عبر الإنترنت، ربما كانت الأكثر مكافأة وصعوبة. وهي أساسية جدا في ما يتعلق بالاتصالات بين مواقع الشبكة والخادمات، بحيث لها تأثيراتها البعيدة جدا على أداء هذه المواقع عبر جميع الأجهزة المستخدمة.

* تسريع التحميل

* ومنتج «ستراينجلووب» الحالي هذا هو في وضع مناسب لمساعدة «غوغل» على بداية جديدة، لأن الشركة هذه تساعد سلفا الشركات والأعمال في تسريع مواقعهم على الشبكة، عن طريق إدخال عمليات التحسين لهم، من دون الحاجة إلى تغيير رموزهم، أو أجهزتهم. فبرنامج «سايت أوبتيمايزر» يقع بين خادم شبكة الشركة ومتصفح المستخدم، ليقوم بتعديل رمز الموقع على الشبكة أوتوماتيكيا لتسريع عملية التحميل. وهذا يشمل سلفا تحسينات جرى تعديلها خصوصا لمتصفحات محددة. ويمكن لزبائن «سايت أوبتيمايزر» اختيار تشغيل «سبدي» لجعل خوادمهم تتصرف كما لو أن البروتوكول مركب لخدمة الزبائن الذين يزورون مواقعهم مستخدمين متصفح «كروم».

والمتصفحات اليوم تفتح العديد من خطوط الاتصال مع الخادم بغية الشروع في تنزيل الكثير من المعلومات مرة واحدة، كالصور والإعلانات والنصوص وهكذا. ويوضح هيوز - كروشر أحد أكبر المتحمسين لمنتجات «جوينت» الشركة التي تقدم البرمجيات السحابية، بأنه على الرغم من أن هذا المسعى يسرع الأمور، لكن له مشكلاته المتعددة. فمثل هذه الوصلات تستغرق زمنا قبل أن «تسخن» وتشرع في عملية التنزيل بقدراتها الكاملة. كذلك فإنها لا تحدد ألأوليات جيدا، بحيث أن المستخدم قد ينتظر طويلا تحميل الصور في أسفل الصفحة، في حين أنه كان يبحث عنها في الأعلى.

غير أن «سبدي» تعالج هذه المشكلة عن طريق فتح وصلة اتصال قادرة على تحميل العديد من الأجزاء المختلفة من الصفحة فورا. وقد صمم منتج «ستراينجلووب» لكي يستخدم «سبدي» لأغراض المعالجة، بحيث لا يتوجب على الزبائن كتابة رموز مختلفة لخدمة المستخدمين الذين لا يستخدمون الأخير. وكانت الشركة قد عملت بشكل مكثف مع مهندسي «غوغل» لنشر «سبدي» وجعله يعمل بشكل فعال.

وجمع «سبدي» مع منتجات التحسين الحالية هي بداية استراتيجية جيدة بالنسبة إلى «غوغل»، كما يقول إيريك هانسين مؤسس «سايت سبيكت» لتحسين مواقع الشبكة ومديرها التنفيذي. في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» فهو يتوقع قيام «غوغل» في نهاية المطاف بضم «سبدي» إلى منتجها التحسيني الذي يدعى «مود - بايج سبيد» المشابه إلى «سايت أوبتيمايزر». وعلى «غوغل» أن تفعل كل ما في وسعها لكي تجعل مواقع الشبكة تعتمد «سبدي»، كما يقول، لأن ذلك يشكل الجزء الكبير من معركتها للقبول بالبروتوكول.

ويعتقد بيكسبي أن مواقع الشبكة ستصبح راغبة أكثر في استخدام «سبدي» عندما يرى أصحابها فوائده الكامنة. «والذي يثيرني هو قدراته على الصعيد الجوال»، على حد قوله. بيد أن «غوغل» لم تقم حتى الآن بتشييد «سبدي» في متصفحها «أندرويد». لكنها عندما تفعل ذلك، فإن البروتوكول هذا سيشكل فرقا كبيرا، خاصة أن تصفح الإنترنت على الأجهزة الجوالة بطيء، كما أن أجهزة «أندرويد» اليدوية لها حصتها الكبيرة من سوق الهواتف الذكية. ويعتقد بيكسبي ذلك أيضا، وقال إنه سيفاجأ إن لم ير هذا البروتوكول في أجهزة «أندرويد» في القريب العاجل.