هل سيحل الهاتف الذكي محل الكومبيوتر في تصفح الإنترنت؟

جوال وملائم للاتصالات السريعة

TT

يملك ثلث الأميركيين هواتف ذكية. وبالنسبة إلى الأقلية من الناس، ومن ذوي الدخل المحدود، فإن مثل هذه الأجهزة الجوالة قد حلت بالنسبة إليهم محل الكومبيوتر لتصفح الإنترنت. هذا ما كشفت النقاب عنه أخيرا شركة «بيو إنترنيت أند أميركان لايف بروجيكت»، بإيرادها معلومات تسلط الضوء على السرعة الفائقة التي جعلت المستهلكين يعتمدون الهواتف الذكية، بصورة أسرع من أي منتج آخر عالي التقنية في التاريخ.

هواتف الإنترنت

* لقد مضت أربع سنوات منذ إدخال هاتف «آي - فون»، والأجهزة الأخرى المنافسة له التي تعمل على نظم تشغيل «أندرويد» من «غوغل». ومنذ ذلك الحين قامت هذه الأجهزة بتغيير الكثير من أميركا، إلى مجتمع متواصل دائما مع الإنترنت، أثناء التنقل والتجوال.

ويستخدم ربع الأميركيين هواتفهم هذه كأسلوب رئيسي للوصول إلى الإنترنت، كما وجدت دراسة «بيو»، كما أن نحو تسعة من عشرة مالكين لمثل هذه الأجهزة يقومون بتصفح الإنترنت، ويكشفون على بريدهم الإلكتروني يوميا عن طريقها.

ومستخدمو الأجهزة هذه متنوعون، فغالبيتهم ميسورون ومثقفون، كما أن اعتمادها من قبل السود، ومن ذوي الأصل الإسباني، هو عال جدا أيضا بنسبة 44 في المائة.

ويقول أرون سميث الباحث في «بيو»، وكاتب التقرير، إنه «بالنسبة إلى الشركات، والوكالات الحكومية، والمؤسسات التي لا تتوخى أرباحا، الراغبة في الانخراط بشؤون بعض الجاليات المعينة، فقد تجدهم أمام شاشات بقياس أربع بوصات، وليس أمام شاشات الكومبيوتر الكبيرة الموجودة في أوكارها».

وحجم الشاشة هو الأمر الوحيد بالنسبة إلى ميغويل رايس، 20 سنة، الذي يجعله يلتزم بجهازه اللابتوب «ماك». فهو يفضل مشاهدة مباريات كرة القدم عليه، وممارسة أأألعاب الفيديو، لكن بالنسبة إلى الأمور الأخرى، فهو ينجزها على هاتف «آي فون».

وهذا الطالب المتخرج حديثا من المدرسة الثانوية كان يتسكع في باحة منزله في الشهر الماضي، عندما تذكر أنه يرغب في شراء كتاب من تأليف المكسيكي فرانسيسكو جيمينيز. وبدلا من العودة إلى غرفة نومه، وفتح جهاز اللابتوب، سحب هاتفه «آي فون» من جيبه وأطلق متصفح الإنترنت للبحث عن سعر الكتاب في المواقع المختلفة.

إزاحة الكومبيوتر

* ويقول رايس في حديث نقلته الكاتبة سيسيليا كانغ في صحيفة «واشنطن بوست»: «أجد دوما فروقات قليلة جدا التي تجعل جهاز اللابتوب أفضل من هاتفي». ومن غالبية الذين يعتمدون كلية على الهواتف الذكية لتصفح الشبكة، الأقليات، والشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة من ذوي الدخل المحدود. فقد اكتشفوا أن الأجهزة الجوالة بديل ممتاز لشراء أجهزة الكومبيوتر الغالية الثمن، ودفع الأجور الشهرية للاشتراك الهاتفي الرقمي «دي إس إل»، أو موديم الكوابل، وفقا إلى سميث. قد تكون الكوابل و«دي إس إل» أسرع بكثير من الهاتف، لكن مثل هذا الفرق ليس كبيرا لتبرير الكلفة العالية لبعض المعدات الاستهلاكية. وحاليا تبلغ نسبة حركة الشبكة التي مصدرها أجهزة الكومبيوتر 63 في المائة، لكنها ستنخفض إلى 46 في المائة في حلول عام 2015، استنادا إلى «سيسكو»، صانعة معدات شبكة الإنترنت.

وتقول ماري براون نائبة رئيس «سيسكو» لشؤون سياستها «إن السرعات شرعت تتحسن، كذلك الأمر بالنسبة إلى (واي فاي)، كذلك ازداد انتشار الأجهزة المختلفة». وتقول «سيسكو» أيضا إنه في عام 2015 سيزداد عدد مستخدمي الإنترنت الجوالين حول العالم 56 ضعفا، ليصل العدد إلى 788 مليون مستخدم.

ومما سيعزز هذا العدد الجيل الرابع من شبكات الإنترنت العالية السرعة التي سيجري بث محتوياتها عبر الأبراج والصواري الخليوية الجديدة بسرعات تضاهي بعض موصلات «دي إس إل»، وفقا إلى الخبراء. وهذا يعني أنه سيكون بمقدور المستخدمين مشاهدة البث الفيديوي العالي الوضوح والتحديد على الهواتف الذكية، مع القليل جدا من الانقطاع والتوقف.

وفي الوقت الراهن يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية أن تكون لهم تجربة فيديو أفضل، في ما يتعلق بالتواصل مع شبكات «واي فاي». فالعديد من مستخدمي هذه الهواتف في المناطق المدنية يعولون على «النقاط الساخنة» التي توفر دخولا رخيص الكلفة إلى الشبكة عن طريق «واي فاي»، التي مصدرها مدرسة، أو مكتبة عامة، أو جار، كما يقول محللو الصناعة.

عوائق الجوال

* لكن للهواتف الذكية قيودها ومحدودياتها. فتعبئة طلب طبي، أو استمارة طلب عمل، أو تحضير عروض لصفوف المدارس، أو خاصة بالعمل، هو أمر صعب عليها نظرا إلى صيغة هذه المحتويات، والطريقة التي تحضر فيها على الأجهزة. كما أن التغييرات الأخيرة الحاصلة بالرسوم التي تتقاضاها الشركات المقدمة للخدمات اللاسلكية من شأنها أن تثبط عزيمة مستخدمي الهواتف الذكية من قطع «شعرة معاوية»، مع مجهز خدمات الكابلات و«دي إس إل». فشركة «فيريزون» مثلا تقوم بفرض رسوم على كل معلومة بيانات يستهلكها المستخدمون، بدلا من تقديم خطة شهرية لا تضع حدا، أو سقفا للاستهلاك.

وتقول بعض المجموعات العامة التي لها اهتمامات في هذا الموضوع، إن مثل هذه الخطط مصممة لكي تحتفظ بالمستخدمين مرتبطين بمجموعة متعددة من الخدمات. «ففي الكثير من الحالات، فإن مثل هذه الشركات المقدمة للخدمات اللاسلكية، لها أيضا خدمات تلفزيونية وسلكية تقدمها أيضا، وكل الذي ترغبه هو تشجيع المستخدمين على الاستمرار في استخدام خدماتها الثلاث جميعها، من دون استبدال إحداها بالأخرى»، وفقا إلى بنيامين لينيت كبير المحللين لسياسة التقنيات في «نيو أميركا».