المكتب الإنترنتي.. آفاق المستقبل

كومبيوترات لوحية وروبوتات تتعرف على الوجوه.. ونظم آلية للبحث

TT

في مقر شركة «سيسكو» الإلكترونية، وهي الشركة التي توصف بأنها «عملاق الشبكات» في سان خوزيه بولاية كاليفورنيا، يوجد معرض تكنولوجي يقوم فيه كبار المديرين التنفيذيين من شركات أخرى باختبار التقنيات المتقدمة مثل مؤتمرات الفيديو المرئية (الفيديو كونفرانس) عالية الجودة، و«أفاتار» (الشخص المستنسخ) مجسم رقمي يدعى «هالي» يبحث لك في أي أسئلة شفوية تقدمها إليه، ولوحة أجهزة قياس لسيارة تتصل كل نظمها الترفيهية والميكانيكية بالإنترنت بصورة كاملة. يطلق على غرفة العرض هذه «غرفة تجربة التقنية التنفيذية»، والرجل المسؤول عنها هو ديفيد إيفانز، مسؤول التقنية والتطوير البارز لدى الشركة المنوط به البحث عن حلول عملية مرتبطة بالإنترنت داخل المجموعة. وقد تحدث إيفانز، الذي وضع الكثير من النماذج الأولية ويعطي استشارات حاليا للزبائن، حول كيفية مساعدة التقنية الحديثة للشركات، مع مجلة «تكنولوجي ريفيو» حول كيفية قيام هذه التطورات بتعزيز إنتاجية العاملين.

* أجهزة لوحية جوالة

* التقنية التي نستخدمها في العمل تتغير بسرعة كبيرة. ما هي القوة الدافعة الأكبر التي تراها حاليا؟

- أعتقد أنه لم تعد بنا حاجة بعد الآن إلى الذهاب إلى موقع العمل – فالعمل والاتصالات يمكن أن تأتي إلينا في أي مكان كنا. توجد تغيرات تقنية هامة تعتمد على اتصالات لا سلكية يمكن الاعتماد عليها وأشكال جديدة من الأجهزة، ولقد حصلت للتو على جهازي اللوحي «سيسكو سيوس» Cisco Cius.

إن لدى التقنية اللوحية إمكانية إحداث ثورة في الاتصالات والتعاون داخل المؤسسات. ويعني هذا أن التقنيات الحديثة تعني أنك تحمل جهاز كومبيوترك المكتبي معك ويمكنك إجراء مكالمات ومؤتمرات مرئية في أي مكان.

* هل يمكن لهذه الأجهزة المتحركة الجديدة أن تحل محل جهاز كومبيوتر تقليدي له شاشة ولوحة مفاتيح؟

- أجهزة الكومبيوتر المحمولة لن تنتهي، ولكن أعتقد أننا سنرى تصنيفات أخرى للعاملين، إذ لن يحتاج بعضهم إليها. وبالنسبة إلى البعض، ربما يكفي جهاز هاتف ذكي. وأعتقد أنه سيكون مرتبطا بشكل العمل.

عروض تفاعلية

* هل ستطور التقنية في هذه الأجهزة لتستخدم في أماكن أخرى من مواقع العمل؟

- سيحدث ذلك مع الشاشات المتعددة اللمس. وأعتقد أن كل سطح سيعتمد على العرض التفاعلي، وسترى هذه القدرات المتعددة اللمس التي نراها في جهاز «آي باد» في كل مكان. ومن الأمثلة على ذلك تقنية العرض على شاشات «إل سي دي» يكون فيها كل بيكسل (عنصر صورة) رابع.. كاميرا! ولذا تكون لديك شاشة فيها المئات من الكاميرات في الداخل.

يمكن أن تضع بطاقة (كارت) العمل الخاص بك على شيء مثل هذا ليقوم بالمسح، وفي نفس الوقت يمكنه البحث عن شخص على «فيس بوك» وتحصل على مختلف أنواع المعلومات. نظم روبوتية

* هل ستأخذ في الظهور أنواع جديدة بالكامل من أجهزة المكاتب؟

- إن تقنية «الحضور عن بعد» (telepresence) التي ابتكرتها شركة «سيسكو» توفر تجربة ثرية، ولكن المشكلة أن عليك الذهاب إلى جناح «الحضور عن بعد». وقد جربت اختبارا لحضور آلي عن بعد، وفيه يمكنك التحكم في بدن لجهاز آلي ويصبح امتدادا لك. وقد رأينا بالفعل مجسما آليا استخدمه بعض الأطباء ليقوم بجولاتهم، وقد وجد بعض المرضى أن ذلك يوفر لهم نفس العلاقة التي تتوافر عندما يأتي طبيب شخصيا ليفحصهم. ويساعد ذلك الأطباء على توزيع مهاراتهم على عدد أكبر من المرضى، ولذا يكون أكثر إنتاجية.

* أول هذه الأجهزة الآلية مطروح بالفعل للبيع وبسيط نسبيا. كيف ستكون أكثر ذكاء؟

- ربما لا تكون الخبرة في الوقت الحالي عالية الدقة كما يمكن أن تصبح، ولكن خلال الأعوام القليلة الماضية ستكون عالية جدا، وربما تكون شبه مستقلة. وربما تكون متحكما في أكثر من إنسان آلي وتخبرهم أن يتجولوا لوحدهم وأن يخبروك عندما يلاحظون شيئا مثيرا. وربما يكون للإنسان الآلي قدرة على التعرف على الوجوه، ويقول على سبيل المثال: «مرحبا ديف، لقد قابلت للتو بوب الذي قابلته من قبل في موقف ما». وعندما أنظر إلى عيني الإنسان الآلي، ربما أشاهد التغذية المصورة ومعلومات عن الشخص.

* ماذا عن التقنية التي تساعدنا على القيام بمقدار أقل من الأعمال، وبذلك يمكننا تخصيص المزيد من الوقت للأمور المهمة؟

- يوجد نموذج جيد في ذلك في المجسم التفاعلي الذي طورته، أي «هالي». يمكنه فهم ما تقوله إليه ويستخدم التعرف على الوجه ويمكنه القيام بأشياء مثل حجز رحلات العمل. وفي النهاية ستساعد هذه التقنية الجميع ليكون لهم مساعدين شخصيين، وبذلك يقضون وقتا أقل في الإدارة.

* كيف ستغير كل هذه التقنيات الجديد من الأفراد الذين يمثلون القوة العاملة وكيف يعملون؟

- من الواضح بالفعل أن الأفراد والتعاون له أهمية في موقع العاملين أكثر من ذي قبل. وقريبا سنعتمد على قدرتنا على الوصول لأي شخص بغض النظر عن المكان واستخدام وسائل مثل الشبكات الاجتماعية في العمل. وربما يغير ذلك من شكل العمل. وربما يكون مألوفا أن يكون للأفراد أكثر من صاحب عمل، لأنه يمكنهم بسهولة أكبر تبادل خبراتهم مع أصحاب عمل باستخدام هذه التقنية.