هاتف «آي فون 4 إس» الجديد.. جهاز ساحر

يصمم بوحدة معالجة سريعة وتقنية متميزة للتعرف على الصوت

TT

هاتف «أبل» الجديد يدعى «آي فون 4 إس» iPhone 4S، لكن ما كان يرغبه الناس فعلا هو أن يكون اسمه «آي فون 5»! وكانت التوقعات أن يكون الهاتف الجديد هو المجيء الثاني، أو، الأحرى، الخامس لهاتف «آي فون»، بحيث يكون إسفيني الشكل، شفافا تماما، خاليا من الأخطاء والعيوب. لكن الذي ظهر كان هاتفا جديدا يبدو كسلفه؛ أبيض اللون، أو أسود، زجاجي الواجهة والمؤخرة، بنطاق معدني فضي على جانبيه.

وظائف مطورة واستنادا إلى ما هو مكتوب عنه، يقوم على الأقل بأربع وظائف جديدة:

* الوظيفة الأولى: مزود بشريحة إلكترونية أسرع، هي ذاتها الموجودة في «آي باد 2». والمزيد من السرعة مرحب بها دائما، شرط أن لا تكون مثل تلك التي تذمر منها الناس، كالتي اتسم بها هاتف «آي فون» الأخير.

* الوظيفة الثانية: زود الهاتف الجديد بكاميرا أسرع من السابق. وفي الواقع أنها من أفضل ما وجد في الهواتف. فلها درجة وضوح تبلغ ثمانية ميغابيكسيلات مع مستشعر أكثر حساسية للضوء، الذي هو فعلا كذلك. فصورها واضحة نقية بألوان جميلة. كما أن صورها المنخفضة الضوء، والفيديو العالي الوضوح 1080p، هما أمران مهمان بالنسبة إلى أجهزة الهاتف. ولا توجد هناك بعد خاصية التكبير، بل فقط ضوء كشاف صغير يعمل بتقنية القطب الثنائي الباعث للضوء (إل إي دي)، لكن هذا الهاتف يقترب جدا من الحلول محل الكاميرا الرقمية «سدد والتقط»، البالغ سعرها 200 دولار.

* الوظيفة الثالثة: هاتف «آي فون 4 إس» هذا هو هاتف عالمي يمكن شراؤه من غالبية محلات خدمة الاتصالات الهاتفية، وبمقدوره أيضا إجراء المكالمات في غالبية البلدان، عبر بعض الشبكات، أو عبر وضع بطاقات «سيم» خاصة بشبكات أخرى. وتقول شبكة «إيه تي آند تي» الأميركية إنه يملك أكبر سرعات التنزيل.

* الوظيفة الرابعة: تقنية التعرف على الصوت جيدة جدا. فتماما مثل هواتف «آندرويد»، يظهر زر ميكروفون صغير على لوحة مفاتيح الشاشة، كلما جرى التواصل مع الإنترنت، بحيث يمكن النقر عليها، إذا رغبت في القيام بعملية الإملاء، بدلا من الطباعة. ويظهر الكلام مطبوعا بعد لحظة.

التعرف على الصوت ولا تقر «أبل» في هذا الشأن بأنها تستخدم نسخة من نظام «دراغون ديكتيشن»، وهو تطبيق «آي فون» المجاني، لكن لا يرقى الشك مطلقا في كونها نسخة عنه، فهي تعمل وتتصرف مثله تماما. ومما لا شك فيه أن هذه النسخة هي الأفضل، نظرا لأنها مشيدة ضمن زر في لوحة المفاتيح، وليست تطبيقا منفصلا.

غير أن الإملاء هو نصف القصة، بل جزء ضئيل منها. ففي العام الماضي، اشترت «أبل» شركة ناشئة تدعى «سيري»، تم احتواء تقنيتها في الهاتف الجديد. وقد جرى وصفها بالمساعد الافتراضي، وهو وصف دقيق لكونه عبارة عن أوامر صوتية يمكن فهمها بوضوح كلي من دون الحاجة إلى تدريب خاص على بناء الجمل اللغوية. كما أنه ليس بحاجة مطلقا إلى رفع الهاتف قريبا من الرأس؛ فقط استمر في الكبس على الزر الموجود على صفحة المدخل حتى تسمع صفيرا مزدوجا، قبل أن تبدأ بالكلام بشكل عفوي.

ولدى طرح الأسئلة مثل: «ما رقم هاتف صديقي سامي؟» تقوم «سيري» siri بالتفكير لبضع ثوان قبل أن تجيب بصوت أنثوي ناعم وهادئ.

وبغض النظر عن طريقة النطق والتفوه، تستطيع «سيري» فهم واستيعاب كل شيء مثل: «ماذا سيكون الطقس عليه في نيويورك هذا الأسبوع؟» إلى: «هل أحتاج إلى مظلة هذا المساء؟». ليس هذا فحسب، فقد حاولت أنا مرة القول: «احجزي لي موعدا مع باتريك الساعة الثالثة بعد الظهر يوم الخميس»، وكانت إجابة «سيري»: «لديك سلفا موعد في التاريخ ذاته في مدينة بوسطن. هل ترغب في تغيير ذلك؟».. أمر لا يصدق في الواقع.

وبمقدور «سيري» إنجاز مجموعة أخرى غير معقولة من الأعمال؛ إذ يمكنها مثلا الحصول على أسعار أسهم البورصة، وتقلبات الطقس، وأسعار العملات، وشرح القواميس والمعاجم، وتبيان القياسات المختلفة من مترية وغيرها، كما تتيح لك استخدام صوتك لمعرفة الساعة، وتاريخ اليوم، والملاحظات المدونة، وعناوين الأشخاص من اللائحة المخصصة لهم، وغيرها. كما يمكنها قراءة الرسائل النصية الموجهة لك، والرد عليها عن طريق الصوت أيضا. وهذا هو أمر جيد للذين يقودون سياراتهم.

لكن تقنية «سيري» ليست ذكية كالكومبيوترات الموجودة على مركبة الفضاء «ستار تريك» مثلا. فهي ترد بأدب عن طريق فراغ تخلفه، إذا ما سألتها مثلا: «كيف أزيل بقعة الأوساخ الموجودة على ثيابي». كما أنها لا تتفاعل مع الكثير من التطبيقات التي يتضمنها الجهاز. من هنا، كم يمكن أن يكون رائعا إذا كان بالمقدور فتح تطبيق عن طريق الصوت، بدلا من البحث عنه عبر 11 صفحة، أو أكثر من صفحات الشاشة.

لكن «أبل» تقول إن «سيري» ستتحسن مع الوقت، وإن كانت حاليا توفر الكثير من الوقت والجهد، وتغير تماما تعريف الهواتف، وربما طبيعتها. فقد وجدت نفسي أكرر بعض العبارات والأوامر المعينة، مثل: «أيقظيني في الساعة...»، «اتصلي ب...»، «ارسلي رسالة إلى...»، «كيف أصل إلى الوجهة الفلانية؟».

ومن المعيب أن «سيري» لا تتوفر في الهواتف القديمة، بيد أن «أبل» تقول إن ذلك يتطلب معالج «آي فون 4 إس» الجديد السريع، على الرغم من أنه كان هنالك تطبيق لـ«سيري» في طرز هواتف أخرى، قبل أن تشتريها «أبل». لكن غالبية مميزات البرامج الجديدة الموجودة في الهاتف الجديد متوفرة في طرز «آي فون» القديمة، بفضل تحديث البرامج «آي أو إس 5» المجاني. وبعض المميزات الـ200 الجديدة تلحق بما هو متوفر سلفا في «آندرويد». ومثال على ذلك، مركز لطيف للتبليغ والتنبيه، يظهر كلما مررت بأصبعك على وجه الشاشة. كما يقوم في مكان واحد بإدراج جميع مكالماتك التي فشلت في تسلمها، والرسائل النصية، ومواعيدك المقبلة وغيرها.. وهذا أمر ملائم جدا.

خدمة مراسلات جديدة وإذا كنت ترسل نصا، أو صورة، أو فيديو، إلى جهاز «آي باد» آخر، أو «آي فون»، أو «آي باد توش»، يقوم نظام «آي أو إس» أوتوماتيكيا باستخدام خدمة ملكية جديدة تدعى «آي ميسيجيس» بدلا من إرسال الرسائل النصية التقليدية. ومثل هذه الخدمة الجديدة، تتيح لك التأكد مما إذا كان المتسلم قد قرأ رسالتك أم لا، كما توفر عليك مالا، لأنها رسالة مجانية مرسلة من جهاز «آي» إلى جهاز «آي» آخر، وليست رسالة نصية خليوية عادية لها تكلفتها.

يبقى القول إن هواتف «آندرويد» يجري تحديثها وإدخال الجديد عليها كل يوم ثلاثاء عند الساعة 3:45 بعد الظهر، أما «أبل» فتقوم بتحديث نظامها «آي أو إس»، و«آي فون» مرة واحدة في السنة، مما يعني أن على «أبل» أن تقوم بالكثير لتلحق بالركب، حتى ولو كان عن طريق الجري والوثب السريع. وثمة بعض العقبات الخشنة هنا وهناك، مثل صعوبة فتح تطبيق الكاميرا عن طريق شاشة جهاز «آي فون 4 إس» بين الحين والآخر. ورغم أن شحنة البطارية تكفيك ليوم واحد، فإن فترة الانتظار أو السكون هي أقصر من السابق (200 ساعة مقابل 300)، ومع ذلك، فإن «أبل» قد قامت بعمل جيد، وبعضه يبدو كالسحر.

* خدمة «نيويورك تايمز».