«كيندل فاير» الجديد من «أمازون».. مزايا ونقائص

سعره مناسب جدا لكنه بحاجة إلى كثير من التحسينات

من اليسار: «كيندل فاير» و«كيندل تاتش» مع جهاز «كيندل» الأصلي
TT

وأخيرا كشف النقاب عن جهاز «كيندل فاير» اللوحي من «أمازون». وقد أثار دخوله معترك الأجهزة اللوحية عاصفة، خاصة بسعره المتدني، 199 دولارا. وعلى الرغم من عدم السماح للإعلاميين ومراسلي الصحف بلمس الجهاز خلال عرضه في نيويورك لأول مرة، فإن غالبيتهم راقبوا الجهاز أثناء عمله، وأغرقوا مديري «أمازون» بالأسئلة حول مميزاته المختلفة. وكان رد الفعل الأولي، هو أنه ليس الجهاز اللوحي من «أمازون» الذي كانوا يبحثون عنه.

وكانت الإشاعات كثيرة خلال الأشهر الأخيرة حول الجهاز هذا، الذي يعمل بنظام «آندرويد». وهذا ليس بغريب، لكون «أمازون» ليست الشركة الوحيدة التي تقدم خدماتها التسويقية كخبرة متكاملة من شأنها أن تقدم لـ«أبل» صعوبات تنافسية، فالذي أعلنت عنه «أمازون» هو جهاز لوحي ليس جاهزا بعد كليا، بل إنه عبارة عن رفيق للمستخدم يساعد في استهداف محتوياتها وخدماتها السحابية.

* عثرات «أمازون»

* جهاز «كيندل فاير» هذا له محدودياته وقيوده العديدة؛ بداية فهو يأتي بذاكرة من 8 غيغابايت. وهذه ليست بسعة كبيرة. لكن يمكن الحصول على الكثير من الأجوبة المختلفة عن ذلك، لدى السؤال عن السعة المطلوبة لفيلم سينمائي مدته ساعتان. وكانت أكثر الأجوبة وضوحا أنه بمقدور الجهاز تخزين 20 فيلما دفعة واحدة، كما أنها كانت تعني أيضا أنه في الوقت الذي يجري فيه تخزين مثل هذه الوسائط الرقمية، عليك أن تتخذ أيضا قرارا صعبا حول ما الذي تريده من هذا الجهاز، ومتى تريد ذلك، خلافا للورطة التي تقع بها عندما تريد أن تقرر ما الذي ستبقيه في مسجل الفيديو الرقمي. فإدارة الوسائط في الجهاز قد تكون مرهقة جدا مع الوقت. وبالإمكان تحميل محتوياتك بشكل جانبي، لكن عليك أيضا التسوق بحثا عن التطبيقات لتشغيل هذه المحتويات. فمشغل الفيديو مخصص فقط لمشتريات «أمازون» من المحتويات التي يجري بثها، كما أنه لا يملك غاليري للصور يعرض عليك لقطاتك المحببة.

من القيود الأخرى قد تكون التطبيقات، كما تشير مجلة «بي سي وورلد»، فـ«كيندل فاير» يستخدم تشكيلة منوعة من نظام «آندرويد 2.3» بواجهة تفاعلية فريدة من نوعها، التي غالبا ما تعرض في متصفح الشبكة، أو في الرسائل، تلميحات عن هذا النظام. وتأتي تطبيقات الجهاز من «مخزن تطبيقات أمازون»، لكن «أمازون» تقوم بحجز وتخزين جزء من العدد الإجمالي من تطبيقات «آندرويد المتوفرة حاليا»، أي 10 آلاف من أصل 200 ألف.

وعلاوة على العدد المحدود من التطبيقات، قدمت «أمازون» ردودا متفاوتة حول درجة التوافق بين «كيندل فاير» والتطبيقات الإجمالية لـ«آندرويد». فقد ذكر أحد الناطقين بلسان «أمازون» أن التطبيقات التي يجري طلبها لمميزات مثل الكاميرا مثلا لا تعمل. في حين ذكر آخرون أن الشركة ستعالج مشكلات التطبيقات هذه وغيرها، في سياق تصريحات متناقضة عديدة، لا سيما في ما يتعلق مثلا بنظام «أيس كريم ساندويتش» المقبل من «غوغل». وهذا ما يلقي ظلال الشك حول ما إذا كانت تطبيقات «آندرويد» الجديدة الساخنة في العام الجديد، ستعمل على هذا الجهاز أم لا.

* مواصفات محدودة

* كذلك فوجئ الكثيرون بعدم تأكيد «أمازون» على عامل الجودة، خاصة في ما يتعلق بالقراءة على شاشة البلور السائل (إل سي دي)، خاصة في ما يتعلق بتقليل وهجها وتكييفها للمطالعة المريحة؛ إذ تلقوا أيضا أجوبة متفاوتة حول هذا الموضوع أيضا.

وكانت «أمازون» قد ركزت على أن درجة التحديد في شاشة «كيندل فاير» تبلغ 1024×600 بمعدل 169 بيكسل في البوصة المربعة. وهذا ليس بالمعدل العالي الذي يستحق أي إطراء. فجهاز «ريم بلاي بوك» يملك 169 بيكسلا في البوصة المربعة الواحدة أيضا، بالتحديد ذاته، في حين أن جهاز «سامسونغ غالاكسي تاب» الأصلي الذي يبلغ عمره عاما واحدا، يملك 149 بيكسلا، و«أبل آي باد 2» يملك 132 بيكسلا. أما جهاز «آيكونيا تاب إيه 100» من «إيسر» فيبلغ نحو 170 بيكسلا، بينما جهاز «توشيبا ثرايف 7» الذي أعلن عنه أخيرا، الذي سيطرح في الأسواق في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، هو بوضوح 225 بيكسلا، وتحديد 1280×800. ومع ذلك كانت النقاط على شاشة «كيندل فاير» واضحة من دون معرفة الأسباب. أمر آخر أيضا؛ فرغم مظهر واجهة التفاعل الجذاب للنظر، فإن المشغل الموسيقي بدا خشنا جدا.

* سعر مناسب

* لكن «أمازون» نجحت مع «كيندل فاير» في أمور أخرى؛ منها السعر، 199 دولارا، الذي لن ينهك جيوب المستهلكين، على الرغم من أنه لن يشكل حافزا للبيع كذلك. ومن المكاسب الأخرى إمكانية الحصول على كتب «كيندل»، وتطبيقات «آندرويد»، والأفلام السينمائية الكثيرة العدد الموجودة لدى الشركة، والبرامج التلفزيونية، والموسيقى، إضافة إلى الاطلاع على معروضات المخازن والمحلات، خلافا لأجهزة «آندرويد» الأخرى التي يمكنها تشغيل محتوياتها، إلا أنها لا ترتبط ارتباطا مباشرا بالمخازن والمحلات. فضلا عن إمكانية رؤية ما هو موجود في السحاب في «كيندل فاير»، بغية تنزيله بأسلوب سهل جدا، عن طريق النقر فقط على المحتوى، ثم على «التنزيل».

وبإيجاز، فإن جهاز «كيندل فاير» مناسب للأولاد، مما لا يتوجب معه على عائلاتهم إرهاق جيوبهم للحصول عليه، كما أنه غير مصمم لمنافسة «آي باد»، أو جهاز «آندرويد» في اللعبة ذاتها، فهو يقوم بممارسة لعبته الخاصة، والتوجه إلى مستهلكين مختلفين تماما.