«ريسيرش إن موشن» تعقد الآمال على الموجة التالية من الأجهزة

ستقوم بعقد مؤتمرها السنوي لعمل تطبيقات للجيل القادم من أجهزة «بلاك بيري» وأجهزة «بلاي بوك» اللوحية

كونال جوبتا الرئيس التنفيذي لشركة بولار موبايل
TT

بعد شهور من انخفاض الحصة السوقية لأجهزة «بلاك بيري» في أميركا الشمالية والخطوة غير الناجحة بالتحول إلى أجهزة الكومبيوتر اللوحية وما حدث الأسبوع الماضي عندما فشلت الشركة في تقديم خدمتها لملايين المستخدمين في جميع أنحاء العالم، لا تزال شركة «ريسيرش إن موشن» لديها فرصة جديدة لإقناع العالم بأنها لا تزال خيارا مناسبا للمستهلكين.

وابتداء من اليوم، الثلاثاء، ستقوم الشركة بعقد مؤتمرها السنوي لمطوري البرمجيات في سان فرانسيسكو. وعادة ما يحظى هذا المؤتمر بقليل من الاهتمام، ولكن مؤتمر هذا العام مخصص للمطورين الذين يجب أن تقنعهم الشركة بعمل تطبيقات للجيل القادم من أجهزة «بلاك بيري» وأجهزة «بلاي بوك» اللوحية. ومن دون تلك التطبيقات، سيقل احتمال شراء الناس لتلك الأجهزة، كما سيقل احتمال استعادة الشركة لمجدها السابق.

وقال كيفن بيردن، وهو محلل في شركة «إيه بي آي»: «الاجتماع مهم وسيكون صعبا على شركة (ريسيرش إن موشن) التي يتعين عليها النهوض والإعلان عن جداول زمنية حقيقية، حيث لا يمكنها تقديم منتجات أو خطط غير مدروسة جيدا».

ويذكر أن شركة «ريسيرش إن موشن»، التي يديرها جيم بالسيلي ومايك لازاريديس، لديها نظام تشغيل جديد للهواتف الجوالة، ويأمل المطورون في أن تعلن الشركة خلال المؤتمر عن تفاصيل الجيل المقبل من الهواتف الذكية. ومع ذلك، لم تفصح الشركة سوى عن القليل في ما يتعلق بهذه الهواتف ولم تعط المطورين مواعيد محددة لبدء العمل بها. واستمرت الشركة في تعزيز الأمن والدقة التقنية لأجهزتها، حتى الأسبوع الماضي، لتكون هذه هي عوامل الجذب الرئيسية لـ«بلاك بيري» في مواجهة أجهزة الـ«آي فون» التي تنتجها شركة «أبل» والهواتف التي تستخدم نظام «أندرويد» الذي تنتجه شركة «غوغل».

ولأن نظام تشغيل الـ«بلاك بيري» الموجود في السوق حاليا يتحدر من نظام التشغيل الذي كان يعمل به الـ«بلاك بيري 12» قبل عدة سنوات، لم تعد شركة «ريسيرش إن موشن» قادرة على اللحاق بركب المنافسين. ونتيجة لذلك، أصبحت الشركة في نفس موقف شركة «فورد موتور» عندما استمر هنري فورد في عناده بطرح موديل «تي» الذي يعود للعشرينات بعد أن تحولت أذواق المستهلكين نحو سيارات أكثر تطورا.

وتتبع شركة «ريسيرش إن موشن» خطة جديدة لإنعاش حظوظها في السوق من خلال إنتاج جيل جديد من أجهزة «بلاك بيري» تستخدم نظام تشغيل أكثر تطورا يسمى «كيو نيكس». وعلى الرغم من أهمية تلك المنتجات، لا تزال شركة «ريسيرش إن موشن» حذرة بشأن خصائص وتصميم الجيل الجديد وهناك حالة من الغموض حول وقت طرح هذه الأجهزة للبيع العام المقبل.

ولا يتوقع العديد من المحللين أن يستغل المسؤولون التنفيذيون لشركة «ريسيرش إن موشن» مؤتمر المطورين لكشف النقاب عن هذه الهواتف الجديدة، ولكنهم يتفقون على أنه سيتعين على الشركة أن تكشف عن تفاصيل ومواعيد وصول نظام التشغيل «كيو نيكس» ومميزاته وقدراته.

وقال نيك ديلون، وهو محلل في مؤسسة «أوفوم» بالعاصمة البريطانية، لندن: «يجب عليهم أن يشرحوا الكيفية التي ستمكنهم من أن يكونوا لاعبين أساسيين في سوق الهواتف الذكية».

وقبل فترة طويلة من قيامها ببيع أجهزة الـ«بلاك بيري» التي تعمل بنظام «كيو نيكس»، يتعين على شركة «ريسيرش إن موشن» أن تقنع المطورين، مثل أولئك الذين يحضرون هذا المؤتمر، بإنشاء التطبيقات التي سوف تعمل عليها هذه الأجهزة.

وتفتقر أجهزة «بلاك بيري» وكومبيوتر «بلاي بوك» اللوحي والجهاز الذي يعمل بنظام «كيو نيكس» إلى التطبيقات بشكل ملحوظ، بعد أشهر من طرحها للبيع. وقال كونال غوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة «بولار موبايل» في تورونتو التي تقوم بإنشاء التطبيقات لشركات النشر والبطولات الرياضية: «إنها أجهزة لطيفة، ولكن لا يمكنك القيام بالكثير على جهاز (بلاي بوك)».

وخلال مقابلات شخصية معهم في أوقات سابقة، اعترف المديرون التنفيذيون لشركة «ريسيرش إن موشن» أنه يتعين على شركتهم أن تقوم بتحسين علاقاتها مع المطورين. (لم تسمح شركة «ريسيرش إن موشن» لأي من مسؤوليها بإجراء تصريحات شخصية لهذه المقالة).

وقال غوبتا إن البداية الجديدة مع نظام تشغيل «كيو نيكس» والهواتف الجديدة سوف تجعل أجهزة الـ«بلاك بيري» أكثر جاذبية للمطورين. ومن الجدير بالذكر أن غوبتا يتعامل مع أجهزة الـ«بلاك بيري» منذ وقت طويل، حيث إن نحو 300 من التطبيقات الـ1200 التي أنتجتها شركة «بولار موبايل» كانت لأجهزة «بلاك بيري».

وقال غوبتا إنه سيكون من المهم للغاية لشركة «ريسيرش إن موشن» أن تقنع المطورين في المؤتمر بأن نظام التشغيل «كيو نيكس» سوف يكون برنامج برمجيات رئيسي، ويكون له مستقبل كبير على المدى الطويل، على عكس نظام «ويب أو إس» على سبيل المثال، الذي تخلت عنه شركة «هيوليت باكارد» في الآونة الأخيرة. وقال غوبتا الذي سيرسل بعضا من موظفيه في سان فرانسيسكو للمؤتمر: «تحتاج شركة (ريسيرش إن موشن) إلى أن تستغل هذا الموقف باعتباره فرصة جديدة. ويتعين على الشركة أن تتمتع بالشفافية والوضوح حول الفائدة المحتملة التي ستعود على المطورين».

ومن جانبه، أثار جيمي موراي، وهو المؤسس المشارك لشركة «ميد»، مناقشة واسعة النطاق على الإنترنت في وقت سابق من العام الحالي عن طريق نشر رسالة مفتوحة إلى شركة «ريسيرش إن موشن» حول أوجه القصور في عملية تطوير التطبيق الخاص بجهاز «بلاي بوك». وكتب موراي، الذي يعيش في واترلو بأونتاريو، حيث يوجد المقر الرئيسي للشركة، يقول: «لا يمكنني إلا أن أفترض أنكم تحاولون دفع المطورين بعيدا عن طريق وضع أكبر قدر ممكن من العقبات في طريقهم».

وقد كان موراي محبطا نتيجة لعدة عوامل لعل أبرزها هو تعقيد أدوات شركة «ريسيرش إن موشن» التي تقوم بإنشاء واختبار تطبيقات جهاز الـ«بلاك بيري»، بالإضافة إلى البيروقراطية الشديدة في عمل الشركة التي طلبت من المطورين، على سبيل المثال، أن يقدموا نسخا موثقة تدل على هوياتهم.

ومن بين أولئك الذين استجابوا لموراي كان تايلر ليسار، وهو نائب رئيس شركة «ريسيرش إن موشن» للتحالفات العالمية وعلاقات المطورين في ذلك الوقت، الذي قام بترتيب لقاء شخصي مع موراي. ومن الجدير بالذكر أن ليسار قد استقال من منصبه في الشركة أواخر الشهر الماضي.

ويواجه مطورو شركة «ريسيرش إن موشن» مجموعة من التعقيدات، فبالإضافة إلى الحاجة إلى إجراء تطبيقات على نظامي التشغيل الحاليين ونظام التشغيل القادم «كيو نيكس»، يتعين تعديل تطبيق «بلاك بيري» حتى يمكنه العمل على الأحجام المختلفة من شاشة الـ«بلاك بيري». ويجب أن تكون التطبيقات متوافقة مع الشاشات التي تعمل باللمس وكذلك الشاشات التقليدية.

وفي مقابلة معه الأسبوع الماضي، قال موراي إن بعض التغييرات قد حدثت في شركة «ريسيرش إن موشن» منذ ذلك الحين، لكن يتعين عليها اتخاذ مزيد من الخطوات، وأضاف: «لقد لاحظت بعض التطورات، ولكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن أدوات شركة (أبل)».

إن المبيعات المتواضعة لجهاز «بلاي بوك» اللوحي قد أثنت موراي عن تطوير أي تطبيقات للشركة. ومع ذلك، سوف يحضر موراي مؤتمر المطورين. وأضاف موراي: «لقد منحتني شركة (ريسيرش إن موشن) تذكرة مجانية، وكنت سأذهب إلى سان فرانسيسكو على أي حال».

* خدمة «نيويورك تايمز»