هواتف جوالة وشاشات كومبيوتر.. بتقنيات العروض المجسمة

«الشرق الأوسط» تختبر أجهزة إلكترونية جديدة في المنطقة العربية

TT

مع التطور التقني الكبير الذي تشهده الأجهزة الإلكترونية الشخصية، أصبح من الصعب التمييز بين الأجهزة الحديثة للفئة نفسها، حيث أصبحت الهواتف الجوالة متقاربة جدا في المواصفات والتصاميم، ولم تتطور شاشات الكومبيوتر بالشكل المطلوب (عدا عن زيادة قطرها واستخدامها لتقنيات العرض الخاصة بالتلفزيونات، مثل «إل إي دي» و«إل سي دي» و«بلازما»).

* تصاميم متميزة

* إلا أن شركة «إل جي» طرحت مؤخرا مجموعة متميزة من الأجهزة الإلكترونية تأخذ التقنية إلى مستوى مثير للاهتمام لتتنافس مع الشركات المصنعة الأخرى في نزعة جديدة، هي تقنيات التجسيم التي يتوقع أن تنتشر بكثرة في عالم التقنية في عام 2012 المقبل، وخصوصا بعد بدء انتشار المحتوى التجسيمي في الأسواق. ومن الأجهزة الجديدة هاتف جوال يستطيع التقاط الصور وعروض الفيديو التجسيمية ويعرضها من دون الحاجة إلى ارتداء نظارات خاصة، وشاشة كومبيوتر تجسيمية تسمح للمستخدم ارتداء نظارات لا تحتاج إلى طاقة كهربائية على الإطلاق، بالإضافة إلى كومبيوتر محمول متطور ذي تصميم مميز ومتين يقاوم الخدوش ويسهل الاستخدام ومشاركة الملفات بشكل كبير. وجربت «الشرق الأوسط» هذه الأجهزة، وسنستعرض في هذا الموضوع نتائج وملاحظات التجربة.

* هاتف جوال متكامل

* يعتبر جهاز «إل جي أوبتيموس 3 دي» LG Optimus 3D أول هاتف جوال يقدم تقنيات تجسيم الصورة من دون الحاجة إلى استخدام نظارات خاصة. ويستطيع الجهاز التقاط الصور وتسجيل عروض الفيديو التجسيمية، وعرضها على الشاشة بمجرد النظر إليها. ويبلغ قطر الشاشة 4.3 بوصة وهي تستطيع العمل بدقة 800x480 بيكسل وتعمل بشكل جيد جدا تحت ضوء الشمس. وستظهر فائدة القطر الكبير للشاشة لدى الكتابة على لوحة المفاتيح الإلكترونية أو اللعب بالألعاب الإلكترونية.

وبالنسبة لتقنية المحتوى التجسيمي، فهي متقنة وسيشعر المستخدم بالانغماس والعمق أثناء المشاهدة، وسينبهر لدى اللعب بالألعاب الإلكترونية التجسيمية، إذ إنها تستغل هذه التقنية إلى أقصى الحدود، مثل ابتعاد كرة الغولف عن المستخدم بشكل مقنع جدا بعد ضربها، أو تحرك السيارة بالقرب من المنعطفات بشكل شبه واقعي. ويمكن وصل الهاتف بالتلفزيون عبر مأخذ «إتش دي إم آي» المدمج، أو بشكل لا سلكي بفضل تقنية «دي إل إن إيه» DLNA، إن كان تلفزيون المستخدم يدعمها (يمكن وصل الهاتف بأجهزة أخرى غير التلفزيون إن كانت تلك الأجهزة تدعم التقنية المذكورة).

هذا، ويجب إبعاد الشاشة عن عين المستخدم لمسافة محددة قبل أن يستطيع مشاهدة الصور المجسمة بأفضل شكل ممكن، وتختلف هذه المسافة من مستخدم لآخر وفقا لطبيعة عينه. ويمكن للمستخدم إزالة الأثر التجسيمي من الصورة المعروضة باستخدام مؤشر رقمي يظهر على الشاشة أثناء اللعب بالألعاب أو مشاهدة العروض المجسمة. ومن السهل التقاط الصور وعروض الفيديو المجسمة من دون الدخول في أي تفاصيل تقنية، ويسهل أيضا مشاركة عروض الفيديو والصور المجسمة مع الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة. وضوح الشاشة كان مرتفعا جدا في نمط الاستخدام العادي (غير التجسيمي)، وجودة الصوت واضحة جدا بين طرفي المحادثة.

ويمكن للمستخدم التقاط الصور بدقة 5 ميغابيكسل (1920x2560 بيكسل)، وتقدم الكاميرا المدمجة مزايا تغيير البعد البؤري بشكل آلي و«فلاش» بتقنية «إل إي دي»، وتستطيع إضافة الموقع الجغرافي إلى الصور. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التقاط صور عادية أو أخرى مجسمة ثلاثية الأبعاد. وبتجربة نمط التجسيم، لوحظ أن الأثر يكون أفضل في حال تصوير عناصر موجودة في عدة مستويات وراء بعضها البعض، وذلك حتى يشعر المستخدم بواقعيتها بشكل أكبر. ويستطيع الجهاز تسجيل عروض الفيديو بدقة 720 التسلسلية Progressive، وهو يدعم تشغيل ملفات الوسائط المتعددة المختلفة، مثل MP4 وDivX وXviD وH.264 وH.264 وWMV وMP3 وWMA وWAV وeAAC+.

وتنقسم برامج الجهاز إلى 3 أقسام يمكن الانتقال بينها عموديا، هي التطبيقات التجسيمية (كاميرا، ومعرض الصور، وألعاب، وبرامج، ودليل، وعروض «يوتوب»)، والبرامج المدمجة، والبرامج التي قام المستخدم بتحميلها. ويمكن للمستخدم صنع اختصارات على سطح المكتب الذي يقدم 6 أسطح مختلفة يمكن التنقل بينها أفقيا، مع وجود الـ«ستارة» المخفية في أعلى الشاشة، التي تسمح للمستخدم تفعيل أو إيقاف عمل الشبكات اللاسلكية ومشغل الموسيقى. هذا، ويقدم الجهاز 4 أزرار رقمية تسمح بالعودة إلى الشاشة السابقة، أو الشاشة الرئيسية، أو البحث عن عنصر ما، أو عرض قائمة الخيارات الحالية.

* مزايا ونواقص

* ملمس الجهاز مميز وسيشعر المستخدم بأن هيكله الخارجي ليس مصنوعا من البلاستيك الخفيف، بل من نوع من المطاط يمنحه مظهرا أنيقا ويزيد من الثقة في قدرة الجهاز على تحمل الصدمات. وسيشعر المستخدم أيضا بسرعة استجابة الشاشة للأوامر اللمسية، وسرعة تفاعل الجهاز والبرامج، نظرا لاستخدام معالج متطور ونظام تشغيل سريع. هذا، ويدعم الجهاز تقنية «فلاش» في المتصفح، وهو يدعم عرض المواقع العربية وقراءة وكتابة النصوص باللغة العربية أيضا.

ومن المآخذ على الجهاز أن حجمه كبير بعض الشيء بسبب الشاشة الكبيرة، وواجهة التفاعل المستخدمة غير قياسية مقارنة بتلك القياسية التي يوفرها نظام التشغيل «آندرويد»، الأمر الذي يتطلب من المستخدم التعود على القوائم والتطبيقات الجديدة. ولوحظت مشكلة تعاني منها جميع الشاشات التجسيمية، هي انخفاض شدة سطوع الصورة وظهور خطوط أفقية صغيرة داكنة لدى تفعيل ميزة التجسيم (يعود سبب ذلك إلى أن وحدات العرض الصغيرة في الشاشة (بيكسل) تنقسم إلى قسمين لعرض الصورة التجسيمية). هذا ولا تعمل ميزة التجسيم إلا في نمط العرض الأفقي للجهاز، ولا يمكن جعل نمط التصوير التجسيمي قياسيا بشكل دائم، بل يجب تغيير الخيار في كل مرة يقوم فيها المستخدم بتشغيل تطبيق الكاميرا. هذا، ويجب إعادة شحن الهاتف بشكل يومي في حال تم استخدامه بشكل مكثف، وخصوصا نمط العرض التجسيمي أو الألعاب المتطورة، ذلك أن قطر الشاشة الكبير ووجود معالج ثنائي الأنوية سريع هي عوامل تتطلب طاقة أكثر من الشكل المعتاد.

وبالنسبة للمواصفات التقنية، يستخدم الجهاز معالجا ثنائي الأنوية يعمل بسرعة 1 غيغاهيرتز، وهو يعمل بـ512 ميغابايت من الذاكرة، ويقدم 8 غيغابايت من الذاكرة التخزينية (يمكن رفعها بـ32 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات «مايكرو إس دي» المحمولة)، مع دعمه تقنيات «بلوتوث» و«واي فاي» (b وg وn) اللاسلكية، وتوفير مأخذ «مايكرو يو إس بي» ومخرج قياسي للسماعات الرأسية، بالإضافة إلى زر خاص يأخذه إلى قسم التطبيقات والألعاب التجسيمية. ويعمل الجهاز بإصدار 2.2 من نظام التشغيل «آندرويد». ويبلغ وزن الجهاز 168 غراما، وتبلغ أبعاده 11.9x68x128.8 ملليمتر، ويبلغ سعره نحو 770 دولارا أميركيا.

وإن لم تكن من هواة التقاط ومشاهدة المحتوى التجسيمي، فبإمكانك تجربة جهاز «أوبتيموس 2 إكس» Optimus 2X الذي يقدم غالبية المزايا المتطورة المذكورة، ولكن من دون تقديم تقنية التجسيم، وبوزن أقل وحجم أصغر (4 ملليمترات من حيث العرض، و2 ملليمتر من حيث السماكة).

* شاشة كومبيوتر مميزة

* وبالنسبة لشاشة «إل جي فلاترون دي 2342» Flatron D2342 التجسيمية التي تعمل بتقنية «إل إي دي»، فهي تقدم صورا أكثر وضوحا من تلك التي تقدمها شاشات «إل سي دي»، ويبلغ قطرها 23 بوصة، وهي لا تشغل حيزا على مكتب المستخدم بسبب سماكتها المنخفضة، ووزنها القليل (2.5 كيلوغرام مع منصة الحمل). ويجب على المستخدم ارتداء نظارات تجسيمية غير تفاعلية Passive، أي أنه لا يجب شحن النظارات على الإطلاق، وهي مريحة للارتداء، وتقدم الشركة نوعين منها: الأول على شكل نظارة عادية، والثاني على شكل نظارة حجمها أكبر بقليل، توضع فوق النظارات الطبية للمستخدمين الذين يحتاجون لارتداء النظارات الطبية.

ولدى تجربة الشاشة بشكل مطول، لم يحصل أي شعور بآلام في العين أو الرأس، ولكن لوحظ أن الصورة تصبح داكنة قليلا بعد التحويل إلى نمط العرض التجسيمي، ولكن لم تظهر آثار ظلال أو بقايا لدى مشاهدة العروض سريعة الحركة. ويمكن أن يحصل المستخدم على أفضل تجربة مشاهدة لدى الجلوس بعيدا عن الشاشة بمسافة 90 إلى 130 سنتيمترا، وأن يكون مواجها لها تماما. هذا، ويمكن وصلها بمشغلات الأقراص الليزرية أو أجهزة الألعاب الإلكترونية أيضا للاستمتاع بتجربة متعددة.

هذا، ولا تعكس الشاشة الضوء، الأمر المهم جدا لدى مشاهدة الصور والعروض التجسيمية. وتعمل الشاشة بدقة 1080x1920 التسلسلية Progressive، وتستطيع عرض 16.7 مليون لون، وبسرعة استجابة يبلغ 5 مليثانية، أي عدم وجود فرق بين التفاعل مع الجهاز (سواء البرامج أو الألعاب الإلكترونية، أو حتى مشاهدة عروض الفيديو) وعرض الصورة.

وتقدم الشاشة مآخذ «إتش دي إم آي» HDMI و«دي في آي - دي» DVI - D و«دي - ساب» D - Sub، بالإضافة إلى مخرج للسماعات، وهي تستطيع تحويل الصورة العادية إلى تجسيمية باستخدام تقنيات خاصة، ولكن لا يوجد فيها مآخذ لوحدات الذاكرة المحمولة «يو إس بي» أو بطاقات الذاكرة المحمولة. ويبلغ سعر الشاشة نحو 300 دولار أميركيا.

* كومبيوترات محمولة مريحة

* ومن الكومبيوترات المحمولة الجديدة التي أطلقت مؤخرا في الأسواق جهاز «إل جي أورورا إس 430» LG Aurora S430 و«أورورا إس 530» اللذان يقدمان الكثير من المزايا المتطورة للمستخدم، في تصميم مريح وأنيق. ومن أول ما يلفت نظر المستخدم لدى البدء بالاستخدام هو الأزرار الكبيرة للوحة المفاتيح التي ستريح المستخدم أثناء الكتابة عليها، وتخفض من عدد الأخطاء الإملائية غير المقصودة الناجمة عن الضغط على حرف مجاور للحرف المرغوب. هذا، يوجد زر واحد عريض لمحاكاة أزرار الفأرة، يمكن الضغط عليه من الجهة اليمنى أو اليسرى كما لو كان يتكون من جزأين.

استخدام الجهاز كان مريحا للغاية، واستجابت البرامج لدى التفاعل معها بسرعة ملحوظة. وكانت عملية مشاركة عروض الفيديو والصور والملفات الموسيقية لا سلكيا مع الأجهزة الأخرى (مثل الهواتف الجوالة والتلفزيونات) سلسلة من خلال تقنية «دي إل إن إيه». هذا، واستخدمت الشركة تقنية جديدة لإضافة اللون المعدني إلى هيكل الجهاز تزيد من صلابته وتجعله مقاوما للخدوش.

وبالنسبة للمواصفات التقنية لجهاز «أورورا إس 430»، فهو يعمل بمعالج «إنتل كور آي 3» i3 أو «آي 5» i5 أو «إنتل بنتيوم»، مع استخدام شاشة «إل إي دي» بقطر 14 بوصة تعمل بدقة 768x1366 بيكسل، و8 غيغابايت من الذاكرة، و320 أو 500 أو 640 أو 750 غيغابايت من المساحة التخزينية على القرص الصلب، مع دعمه تقنيات «بلوتوث 3.0 + إتش إس» و«واي فاي» b وg وn اللاسلكية. ويقدم الجهاز مآخذ مختلفة، مثل «إتش دي إم آي»، و«يو إس بي 2.0»، و«دي - ساب»، و«في جي إيه»، ومأخذا للشبكات وآخر لقراءة بطاقات الذاكرة المحمولة المختلفة، بالإضافة إلى وجود مأخذ قياسي للميكروفون ومخرج قياسي أيضا للسماعات الخارجية. هذا، ويقدم الجهاز تقنيات تجسيم الصوتيات، مع توفير كاميرا أمامية بدقة 1 ميغابيكسل. ويبلغ وزن الجهاز 2.3 كيلوغرام، وتستطيع بطاريته العمل لنحو ساعة، وهو يستخدم نظام التشغيل «ويندوز 7 هوم بيسك» أو «هوم بريميوم» أو «7 بروفيشنال»، وفقا للإصدار المرغوب، وتختلف الأسعار وفقا للمزايا المطلوبة في الجهاز.

وبالنسبة لإصدار «أورورا إس 530»، فهو يقدم شاشة بقطر 15.6 بوصة تستطيع العرض الصورة بدقة 900x1600 بيكسل. ومن المآخذ على الأجهزة عدم دعمها لتقنيات «يو إس بي 3» السريعة الجديدة، على الرغم من تقديمها للكثير من المزايا التقنية المتطورة.