أجهزة لوحية مبتكرة لعام 2012

ستتمتع بقدرات الكومبيوترات المحمولة وتزود بنظم تشغيل متطورة

TT

كيف ستبدو الأجهزة اللوحية في العام الجديد، وذلك بعد أن تخطت مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، مما يعني توقع تغييرات كبيرة مع تحسن تصميمها ومكوناتها؟ وهل ستزداد نظم التشغيل حيوية، مع دخول نظامي «أندرويد 4.0»، و«ويندوز 8»؟ إذن كيف ستبدو هذه التغييرات؟ لنبدأ مع التصميم أولا كما ترى مجلة «بي سي وورلد» الإلكترونية.

تصاميم خفيفة ونحيفة

* من المتوقع أن تصبح الأجهزة اللوحية في العام المقبل أخف وزنا، وأكثر نحافة مما عليه الآن. وقد بدأ هذا التغيير فعلا، فبالنسبة إلى الأجهزة من صنف 10 بوصات، بات وزن 1.2 إلى 1.3 رطل (الرطل 453 غم تقريبا) هو الوزن الجديد، وأضحى سمك 0.3 إلى 0.4 بوصة (البوصة 2.5 سم)، هو السمك العادي، أي أقل من 0.5 بوصة.

ومن شأن هذه الأرقام أن تتناقص أكثر فأكثر، لا سيما مع ترقب منتجي «أندرويد» ما الذي تخبئه «أبل» بالنسبة إلى «آي باد 3» الذي من المتوقع ظهوره في وقت ما في الربع الأول من العام الجديد.

والآن مع انحسار الضجيج حول طرح أول جهاز لوحي هذا العام إلى السوق، سيحول المنتجون اهتماماتهم ربما إلى التفاصيل الصغيرة، مثل نوعية العرض، وتسليم النصوص، ومكبرات الصوت، وفتحات الأشعة تحت الحمراء، بغية استخدام الجهاز اللوحي كأداة للتحكم عن بعد، وهو الأمر الذي يودون تصحيحه في عام 2012، بعدما تعثرت جهودهم بعض الشيء حتى الآن. كما سنستمر في رؤية تشكيلة واسعة من أحجام الشاشات ابتداء من 7 إلى 10.1 بوصة، وذلك لأن المستهلكين لم يظهروا رغبة كافية في التخلص من بعض الأحجام والقياسات المتوسطة.

إضافة إلى ذلك سنرى تدني أسعارها، بفضل بعض الطرز، من أمثال «أمازون كيندل فاير»، الذي يباع مقابل 199 دولارا، أي أقل ببضعة دولارات عن سعر «أمازون». ويتوقع المدير التنفيذي لشركة «نيفيديا» تدني أسعار الأجهزة اللوحية التي تستخدم نظامها «تيغرا 3» الموجود على الشرائح الإلكترونية، إلى نحو 299 دولارا في أواسط العام المقبل.

شرائح رباعية النواة

* وكانت «نيفيديا» قد أطلقت منصة «تيغرا 3» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي كانت تعرف سابقا «بروجيكت كال - إل». وهي تتضمن رزمة من وحدات المعالجة المركزية (ARM Cortex A9 CPU) الرباعية النواة (القلب)، فضلا عن نواة خامسة منخفضة القدرة لتأدية الأعمال الثانوية، مع 12 نواة «جي فورس جي بي يو» للعمليات البيانية (الغرافيكس) المكثفة. ومع الشرائح الرباعية النواة، تصبح الأجهزة اللوحية أكثر قدرة على الأداء، بحيث يمكنها منافسة كومبيوترات الـ«لاب توب» مستقبلا. ويبدو أن «أسوس ترانسفورمور برايم» سيكون الجهاز اللوحي الأول الذي سيتضمن «تيغرا 3». والجهاز الأخير هو النسخة الأنحف والمعاد تصميمها عن نسخة الجيل الأول «آي باد ترانسفورمور». وسعر بيع «برايم» بحدود 500 دولار للطراز الذي تبلغ سعته 32 غيغابايت.

وقد يكون لـ«نيفيديا» احتكار باكر لسوق الشرائح الرباعية النواة الخاصة بالأجهزة اللوحية. كما أعلنت «كوالكوم» أن شرائحها «سنابدراغون» الرباعية النواة الخاصة بالأجهزة اللوحية لن تصبح قيد الاستعمال، إلى أن تظهر سلسلة «سنابدراغون إس4 » في النصف الثاني من هذا العام. وكانت «كوالكوم» قد كشفت عن أن شرائحها تستخدم حاليا من قبل أجهزة «ويندوز 8» اللوحية. وفي هذا الوقت أعلنت كل من «فريسكايل» و«تيكساس إنسترومنتس» أنهما ستحصلان على شرائح «آرم» الرباعية النواة في هذا العام.

ونتوقع سماع المزيد عن أجهزة لوحية تستخدم الشرائح الرباعية النواة من «نيفيديا»، وغيرها من الشركات المنتجة، خلال العام الجديد، وذلك خلال انعقاد معرض «سي إي إس» الدولي للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

شاشات عالية التحديد

* على الرغم من أن شاشة جهاز «آي باد 2» (1024×768) بيكسيل تقدم 132 بيكسيل في البوصة المربعة الواحدة، فإن جهاز «توشيبا ثرايف 7» سيأتي قريبا بشاشة 1280×800 بيكسيل التي تقدم 225 بيكسيل في البوصة المربعة الواحدة، تماما مثل جهاز «سبرينغ بورد» من «تي موبايل». والبيكسيلات الإضافية مهمة، لأنها تساعد في سلاسة تسلسل النصوص، بحيث لا تظهر النقاط التي تؤلف الأحرف. وثمة إشاعات كثيرة بأن الشاشة العالية التحديد، القريبة من شاشة هاتف «آي فون 4 إس»، لكن ليست عالية الوضوح مثلها، ستكون في النسخة التالية من «آي باد».

نظام التشغيل

* من شأن نظم التشغيل أن تتطور كثيرا في العام الجديد. وكلنا يعلم أن «أندرويد 4.0» الذي اسمه الرمزي «آيس كريم ساندويتش» هو نظام التشغيل الذي تروج له «غوغل» كموحد بين منصتي «أندرويد» المختلفتين لهاتف «2.x»، والجهاز اللوحي «3.x». وتقول «أسوس» إنها ستقدم تحديثا لبرنامجها الثابت لاستخدامه في «ترانسفورمور برايم» ليحل محل «أندرويد 3.2 أو إس» الذي تقوم بتسويقه مع «آيس كريم ساندويتش». وسيتوافر مثل هذا التحديث بداية هذا العام. وقد عرضت لمحة من نظام التشغيل الجديد عبر فيديو «آيس كريم ساندويتش» الخاص بـ«نيفيديا»، وذلك على «ترانسفورمور برايم». ولا تزال الفوائد العملية، ومضاعفات «آيس كريم ساندويتش» الخاص بالأجهزة اللوحية غير واضحة المعالم.

ويندوز 8 اللوحي

* و«أندرويد» ليس الخبر الوحيد في ما يخص نظام تشغيل الأجهزة اللوحية. فالحدث المهم المقبل من «مايكروسوفت» هو الجهاز الذي سيعمل على «ويندوز 8» المقرر ظهوره في العام الجديد. وحاليا ثمة العديد من الشركات التي تقدم أجهزة لوحية عاملة على نظام «ويندوز 7»، بما فيها «ديل»، و«إيكسو بي سي»، و«فوجيتسو»، و«هيوليت - باكرد»، و«موشن كومبيوتنغ»، و«سامسونغ»، و«فيو سونيك». وتبدأ الأسعار بـ650 دولارا، وتصل إلى ضعف ذلك تقريبا. ويقوم الصانعون في أي حال بتصنيف هذه الأجهزة لاستخدامها في عالم الأعمال، حيث نظام تشغيل «ويندوز» هذا يسود فعلا، وحيث المشترون يميلون إلى امتلاك برمجيات مصممة خصيصا لمثل نظام التشغيل هذا.

وتبقى الأجهزة العاملة على «ويندوز» هي المستثناة، نظرا إلى أسعارها المرتفعة، وقصر حياة بطارياتها، وقصور عامل التشغيل باللمس في نظام تشغيلها وتطبيقاتها. لكن هذا الحال سيتغير مع قدوم «ويندوز 8».

وواجهة تفاعل جهاز «ويندوز 8» مليئة ببلاطات كبيرة من طراز «مترو - استايل» جرى تكييفها لكي تعمل باللمس. والجهاز خلافا إلى طراز أجهزة «ويندوز 7» الحالي التي تعمل على «معالج إتيل أتوم»، سيعمل على شرائح «آرم».

وعندما يتعلق الأمر بالتطابق والتلاؤم على صعيد البيانات، والتطبيقات، والمحطات الطرفية، لا يوجد شيء يمكن مقارنته، بما يستطيع جهاز «ويندوز» تقديمه. وهذا تفوق كبير على «أندرويد»، وعلى نظام «آي أو إس» من «أبل»، وهي نقطة مهمة تستطيع أجهزة «ويندوز» اللوحية استغلالها. فالأجهزة اللوحية التي تشغل «ويندوز 8» بإمكانها التعامل مع المشكلة المزدوجة الخاصة بمعالجة الملفات، وتطابق التطبيقات عبر الأجهزة، لأن بالإمكان تشغيل البرنامج ذاته على جهاز لوحي، وعلى جهاز «بي سي» يدعم «مترو». ولا نزال لا نملك موعدا للشروع في بيع «ويندوز 8»، لكننا سمعنا عن قرب ظهور لوحيات تعمل على نظام التشغيل هذا في الصيف المقبل.

أجهزة «أبل» اللوحية

* وأخيرا مع قيام «أبل» مؤخرا بإطلاق نظام تشغيل «آي أو إس 5.0»، لا نتوقع الكثير من الابتكارات والإعلانات التي تحيط بنظام التشغيل هذا، وكيفية تعامله مع جهاز «آي باد 3». ومثل هذه الإعلانات تبقى طي الكتمان حتى منتصف هذا العام، عندما تقوم «أبل» بعقد مؤتمرها «وورلدوايد ديفيلوبرس كونفيرانس». وعلى النموذج ذاته ثمة إشاعات أيضا عن نظام تشغيل «أندرويد» المقبل، الذي يرمز إليه بـ«جيلي بينز»، والذي ينتظر تأكيده في مؤتمر «غوغل I - O» في شهر أبريل (نيسان) المقبل.