5 أجيال من الـ«آي فون» أحدثت ثورة في عالم الاتصال

ستيف جوبز أطلق فيها عبارته الشهيرة «هل فهمتموني؟ هذه ليست 3 أجهزة منفصلة.. هذا جهاز واحد»

TT

قبل 5 سنوات كشف ستيف جوبز الرئيس الراحل لشركة «أبل» للكومبيوتر جهاز الهاتف الذكي «آي فون» في معرض ماكوورلد. ومنذ ذلك الحين قدمت الشركة ما يعرف بـ5 أجيال من الهاتف الجديد بالإضافة إلى برامج تشغيل في الوقت الذي كانت فيه شركات الهاتف الجوال المتخصصة تبذل جهودا كبيرة لحماية وضعها واسترداد نصيبها مرة أخرى.

وبدأ ستيف جوبز آنذاك كلمته من فوق خشبة المسرح المزدحم بعبارة «سنصنع التاريخ معا اليوم».

ثم قضى 10 دقائق يتحدث عن إنجازات الشركة ويتحدث عن نجاح جهاز الـ«آي بود» والإشارة إلى أن «ايتيونز» قد تفوق على أمازون في مبيعات الأغاني والألبومات وأصبح يحتل المرتبة الثالثة، ثم استخدم 10 دقائق أخرى ليتحدث بالتفاصيل عن تلفزيون «أبل»، حيث أشارت إليه الشركة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. ثم قال قبل أن يتناول كأسا من الماء «استمتعوا بوسائل الإعلام الخاصة بكم على شاشة تلفزيون كبيرة. ونعتقد أن ذلك سيصبح أمر مميزا».

ثم أعلن «هذا يوم كنت لأتطلع إليه منذ أكثر من عامين ونصف».

«كل وقت وآخر عندما يظهر منتج ثوري يغير كل شيء. ويكون المرء محظوظا عندما يشارك في ظهور منتج واحد خلال حياته المهنية. إلا أن (أبل) كانت محظوظة لأنها استطاعت تقديم مثل هذه المنتجات للعالم. ففي عام 1984 قدمنا جهاز الماكنتوش، الذي لم يغير فقط (أبل)، بل غير القطاع بأكمله. وفي عام 2001 طرحنا أول جهاز (آي بود) ولم يغير فقط الطريقة التي نستمع فيها للموسيقى بل غير قطاع الموسيقى بأكمله». وفجأة ذكر وسط تصفيق الحاضرين «واليوم، نقدم 3 منتجات ثورية جديدة. الأول هو (آي بود) بشاشة عريضة يعمل باللمس». ثم قال «والثاني هاتف جوال ثوري جديد»، وانطلقت عاصفة من التصفيق الحاد. و«الثالث هو جهاز اتصال بالإنترنت يعتبر إنجازا». وعندئذ استمر التصفيق ولكن بلا حماس.

وقال جوبز «ثلاثة أشياء». ثم كرر أسماء الثلاثة أجهزة، في الوقت الذي كانت فيه الشاشة خلفه تنشر صورة الـ«آي بود» ثم أيقونة تمثل الهاتف وأيقونة سفاري. «هل فهمتموني؟ هذه ليست 3 أجهزة منفصلة! هذا جهاز واحد. وسنطلق عليه (آي فون). اليوم (أبل) ستعيد اختراع الهاتف. هذا هو». وانطلقت عاصفة أخرى من التصفيق ووقف المشاهدون يصفرون ويصرخون من فرط الإثارة.

* «آي فون1»

* ضم الـ«آي فون» الأصلي الكثير من التقنيات الحديثة (بما فيها شاشة تعمل باللمس من دون قلم) وقرارات ثورية في مجال التصميم مثل الشاشة التي تغطي واجهة الجهاز بالكامل من دون لوحة مفاتيح ولا أي مفاتيح. وجمعت كل تلك التقنيات في إطار برنامج تشغيل لم يستخدم من قبل في جهاز جوال. وبالإضافة إلى تلك التقنيات ضم الجهاز الكثير من التطبيقات من بينها البريد وسفاري، مما جعله جهازا ممتعا ومطلوبا على الفور.

إلا أن الجهاز افتقد إلى كثير من الصفات التي كانت تعتبر آنذاك أساسية لجهاز جوال. وهو الأمر الذي أثار الانتباه مثلما أثارت صفاته المميزة الانتباه. وبدلا من كل صفة أهملتها أضافت الشركة بديلا مشتقا من أجهزة الكومبيوتر المكتبي.

* «آي فون 2 جي»

* بالنسبة للجيل الثاني من «آي فون» استخدمت الشركة تصميما من البلاستيك سمح لها ببيع الجهاز بسعر أقل بكثير من الجيل الأول. كما أضافت دعما لاثنين من الصفات التي افتقر إليها الجهاز الأصلي: الاتصال عبر نظام 3 جي اللاسلكي والقدرة على تحديد المكان. إلا أن قدرة الشركة على بيع الجهاز لجمهور أكبر ترجع إلى برنامج التشغيل المتطور. وأهم ما تضمنه نظام التشغيل – 2 كانت دعمه لبرامج طرف ثالث.

منافسو «آي فون»: 2007 – 2008 من المؤكد أن «أبل» لم تخترع الهاتف الذي يعمل عبر شاشة يمكن تشغيلها باللمس، إلا أن الاتجاه العام آنذاك هو أن المستهلك يريد جهازا يعمل بلوحة مفاتيح مثل هاتف «بلاك بيري». وهو الأمر الذي اتبعته جميع الشركات آنذاك. إلا أنه بعد فترة طويلة من الجدل حول احتياجات المستهلك بين عامي 2007 و2008 بدت كل شركات الهاتف تنتج هواتف يتزايد تشابهها مع هاتف «آي فون»، بحيث يمكن القول: إن جميع الأجهزة المطروحة في السوق الآن تبدو مثل نسخ مكررة من الـ«آي فون».

* «آي فون 3 جي إس»

* لم يتغير شكل جهاز «آي فون» الثالث كثيرا، إلا أن الشركة طورت مكوناته، بما في ذلك كاميرا قوتها 3 ميغابيكسل يمكن استخدامها كجهاز تسجيل فيديو وبوصلة رقمية. وأضافت الشركة 3 صفات جديدة هي النسخ واللصق وإرسال رسائل من الصور والمعلومات بالإضافة إلى النطاق وهو ربط الهاتف بالكومبيوتر المكتبي أو الجوال بحيث يعمل الجهاز عن طريق الهاتف.

* «آي فون 4»

* في منتصف عام 2010 طرح ستيف جوبز «آي فون 4» بمحتويات جديدة تماما، مستخدما مشغلا أكثر سرعة أطلقت عليه «أبل» اسم «إيه 4». بالإضافة إلى مضاعفة حجم الذاكرة وكاميرا ذات مميزات متقدمة للغاية بالإضافة إلى فلاش وعدسة أمامية لتصوير الشخص لاستخدامها فيما يعرف باسم «فيديو كاميرا»، وتحول «آي فون» فجأة من جهاز يلاحق أجهزة الهاتف الذكية إلى جهاز أفضل منها.

لقد حقق «آي فون 4» طلبا هائلا بعد طرحه، ومن الناحية الهندسية كان جهازا عظيما من منطلق أنه تم طرحه في الأسواق بعد عدة أشهر من طرح جهاز «آي باد» الجديد الذي يعتبر في حد ذاته عملا هندسيا عظيما. وضم الهاتف الجديد الكثير من المميزات التي قدمت من قبل في جهاز «آي باد».

وفي الوقت الذي كانت مبيعات جهاز «آي باد» تتفوق على مبيعات جميع أجهزة الكومبيوتر اللوحية في العقد السابق في الشهور الأولى من طرحه في الأسواق. قضى «آي فون 4» على مسار مبيعات الهواتف الجوالة التي تعمل بنظام أندرويد لشركة «غوغل».

* «آي فون 4 إس»

* وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي طرحت «أبل» «آي فون 4 إس» والمشابه كثيرا لشكل لـ«آي فون 4» ولكن مع اختلافات بسيطة جدا.. ولكنه يفرق بالمواصفات الداخلية للجهاز.. فالجهاز الجديد يحتوي على الكثير من المميزات الرائعة وهو أسرع بكثير من الـ«آي فون» القديم.

وتعد خدمة Siri أو خدمة الأوامر الصوتية من أهم مميزات وخصائص الـ«آي فون» الجديد، حيث يمكن المستخدم من التحدث إليها كما تتحدث إلى أي شخص عادي.. فيمكنك سؤالها عن أي شيء ترغب به وسوف تقوم بالإجابة عليك.. والأمر المميز في هذه الخدمة أنها لا تتعرف فقط على ما تقوله لها بل إلى ما تعنيه أيضا. فتقوم باختيار البرنامج المناسب لإيجاد الإجابة على سؤالك ثم البحث عن الإجابة وتقديمها لك، بالإضافة إلى إمكانية إرسال الرسائل وقراءتها وترتيب المواعيد وإجراء المكالمات وغيرها الكثير باستخدام خدمة Siri.