روبوتات طائرة تشيد برجا قرب باريس

تقنيات مذهلة لتطوير جيش من النحل الروبوتي لبناء عمارات عالية

TT

تم في فرنسا تشييد برج بارتفاع 20 قدما (6 أمتار)، باستخدام الروبوتات الطائرة، من دون أي تدخل بشري. وجرى هذا العرض في مستودع يشبه «غاليري» للفنون يدعى «فراك» FRAC خارج العاصمة الفرنسية، باريس.

وبينما وقف الجمهور الآدمي يصفق إعجابا، ويفغرون أفواههم مندهشا، قامت أربعة روبوتات شبيهة بطائرات الهليكوبتر، بالتحويم في الجو، متفادية بعضها بعضا خشية الاصطدام، لتقوم كل منها بوضع قطع الآجر واحدة واحدة، عن طريق استخدام مكابس صغيرة، وأخذت تشيد الجدران ببطء. وقد استغرق البناء بضعة أيام، لكن النتيجة كانت برجا ملتويا متموجا من تصميم شركة الهندسة المعمارية السويسرية «فابيو غرامازيو آند ماثياس كوهلر».

* منشأة روبوتية

* كان الجو حافلا بطنين الروبوتات الحاملة لقطع البناء المصنوعة من رغوة البولسترين الخفيفة الوزن، من دون حصول أي حوادث مؤسفة. وكانت كلما فرغت شحنة بطاريات هذه الآلات الطائرة، تذهب لوصل ذاتها أوتوماتيكيا بشاحن كهربائي، وتحل محلها روبوتات أخرى. ويقول عالم الروبوتات رافايلو دي أندريا: «هذه أول منشأة يجري تشييدها بواسطة الآلات الطائرة. وبدا المشهد برمته سرياليا رائعا».

وبالطبع قام العنصر البشري بتقديم يد المساعدة، كما أفادت مدونة «سبيكتروم» الإلكترونية لمعهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين. فقد كان سقف الغرفة، حيث كانت تجري عملية التجميع، مجهزا بنظام التقاط ورصد الحركة، كما كان هناك كومبيوتر يتحكم في البيانات الخاصة بالرؤية، بغية توجيه الروبوتات الرباعية الفراشات وإبلاغها بموقع عملها، وهو المسعى ذاته المعتمد في عالم الآلات الطائرة لدى «ETH».

وإذا رغبت في معرفة كيفية تفادي الروبوتات الاصطدام فيما بينها، وفي كيفية إلصاق قطع الآجر بعضها ببعض بالغراء، وفي كيفية نقل التصميم المرغوب إلى الروبوتات، يمكنك العثور على هذه التفاصيل على الإنترنت. لكن الذي سحرني هو استمرار وصول التقنيات الجديدة التي تؤدي الأعمال بشكل مختلف، وبصورة متزايدة من دون الاعتماد علينا نحن البشر.

* روبوتات النحل

* وربما ستقوم الروبوتات بإيجاد فرص عمل جديدة في عالم الكومبيوتر، والترميم، والشرطة، وغيرها الكثير. وقد يتطلب ذلك سنوات، وربما أجيالا، قبل أن تتمكن من القيام بأعمال عمال البناء. ومع ذلك فالذي أدعوه أمرا غريبا، أو دخيلا قبل عشر سنوات، أو حتى قبل دقائق، بات يتحول فجأة إلى أمر معروض أمامي.

وما إن أصبحت مهتما بهذه التقنية، حتى برز المزيد من التقنيات الغريبة الدخيلة ألأكثر جذبا للاهتمام. فقد اقترح المهندسان المعماريان الكوريان؛ يو ها - كيم، ويانغ - كايو هان من سيول، إقامة مشروع بناء لعمارات عالية يجري تشييدها عن طريق النحل.. ولكن ليس النحل العادي المدجن جدا، بل عن طريق روبوتات النحل، تماما على غرار ما ذكرنا أعلاه.

لكن كيف يعمل ذلك؟ دانيال ديل سول كتب في مجلة «إي فولفو» الخاصة بالهندسة المعمارية، أن «هذا النحل ليس مهتما بصنع العسل. بل هو طائفة من العمال مهمتها البناء. فكل روبوت منها قادرة على استخدام خراطيش مليئة بمواد تمكن من تشييد مادة طبيعية حقيقية يسميها المصممون (المادة المعززة المركبة صناعيا)».

ولست أملك أي فكرة عما يعنيه ذلك. ربما سحابة من النحل التي تغزو السماء، وتشييد البناء بجموعها. لكن هذا أمر غير ممكن. الأكثر احتمالا قيام النحل بإنتاج نسيج، أو بنية رقيقة، تقوم على سطح البناء، لتقيه من الحرارة والبرودة، وكذلك لنقل المعلومات.

وسيتم تشييد هذه النظم في وحدات صغيرة تتطلب مئات الآلاف من نحل البناء. وقد يبدو هذا الأمر ضربا من الجنون، لكن ما إن اطلعت على المخطط الكوري حتى أصابني الذهول. فقط تصور أنك تسير في الشارع، لترى غيمة من الروبوتات الصغيرة تحوم في بقعة ما.

ويجري بحث مسألة سحابات الروبوتات الطائرة بشكل متزايد في الدوائر الأكاديمية، لنجد أنفسنا في يوم ما، نستفيد من أداة المساعدة هذه ذات التقنية العالية.

* خدمة «نيويورك تايمز»