بث فيديوي حي.. من كاميرا تركب على الرأس

خدمة مباشرة ترسل الصور للأصدقاء والأقارب في الشبكات الاجتماعية

TT

الكاميرا التي يمكن ارتداؤها على الثياب التي عرضتها شركة «لوكسي» هي آلة تصوير وتسجيل فيديو (كامكوردر) تتيح لك فورا بث مشاهد الفيديو الملتقطة على «يوتيوب» و«فيسبوك» عن طريق تطبيقات «أندرويد» و«آي فون». والمزايا المؤكدة هنا ليست في التقاط صور الفيديو العالية التحديد، بل المتعة الفورية، وعامل الملاءمة. وكلمة «فورية» هي كلمة نسبية قامت الشركة بإعادة تعريفها على أنها تعني «حية»، كما هو الحال مع البث الحي، لكن هنا، على صعيد شخصي بحت. وقد باتت خدمة البث الحي اليوم متوافرة على صعيد التجربة.

وأظهرت تجارب أجراها الخبراء أن هذه الخدمة الحية المسماة «لوكسي لايف» خدمة رائعة، إذ ورغم بعض التعقيدات القليلة في بداية الأمر، فإن الخدمة عملت بشكل جيد، وهي وسيلة ممتازة للتشارك باللحظات الخاصة مع الأصدقاء وأفراد العائلة.

* كاميرا متميزة

* كاميرا «لوكسي 2» Looxcie 2 التي أطلقت الصيف الماضي قيد التبسيط. وكانت قبلا عبارة عن قطعة بسيطة تلتف حول الأذن، مثل أي سماعة أذن خاصة بتقنية «بلوتوث». لكن طراز الأذن هذا هو واحد من طرز عديدة للكاميرا. فهنالك أنواع تركب على قبعات لعبة البيسبول وعلى الخوذ.

وتقوم الكاميرا بالتواصل مع هاتف «أندرويد» عن طريق «بلوتوث». ولم يكن هذا عملا هينا كما يتصور البعض. فقد يتعين عليهم الكبس على زر بدء التشغيل أثناء تهيئة الكاميرا، وبالتالي السماح للهاتف أن يعثر على الجهاز. وقد يقضون بعض الوقت حتى يدركوا أنه يتوجب عليهم إطفاء الكاميرا، وإعادة تشغيلها مجددا بغية إجراء التزاوج بين الاثنين، إذ قام برنامج «لوكسي» بتحضير هذا الجهاز استعدادا للانطلاق. وبرنامج «أندرويد» الأساسي سهل الاستخدام جدا. ووظيفتاه الاثنتان الرئيسيتان هما «البث» و«العرض». والوظيفة الأولى معروفة، والثانية تمكن المشاهدين من رؤية أعمال البث الأخرى.

ولدى القيام بعملية البث، يمكن الاختيار من لائحة المشاهدين. وتصبح اللائحة مكتظة بعناوين البريد الإلكتروني التي جرى إدخالها، وأصدقاء «فيس بوك»، أو اتصالات «تويتر». وبالتالي يمكن اختيار الأفراد، والمجموعات، وإسقاط المستخدمين الآخرين، أو اختيارهم خلال البث. كما يمكن الحوار أيضا مع المشاهدين خلال البث، الذين بمقدورهم أيضا التواصل معك عن طريق استخدام برنامج وظيفة «الكبس والحديث». وتعمل مزية الحوار جيدا، لكن الأسلوب الوحيد للتخلص من نافذة الحوار، هو استخدام زر الإرجاع في «أندرويد».

ويشير خبراء في مجلة «إنفورميشن ويك» الإلكترونية إلى أن وظيفة «الكبس والحديث» هي جيدة، لكن قد تواجهك لحظات من التأخير الصوتي المزمن، بحيث كان المشاهد يسمع صوته وهو يأتي من جديد عبر الإذاعة. لكن «لوكسي» تقول إن هذه مسألة معروفة، بسبب بطء الشبكات الجوالة، وأن الشركة تعمل على تخفيض هذا التأخير خلال الظروف الضعيفة للشبكات.

وعندما يقوم أحد المذيعين على نظام «لوكسي لايف»، بدعوة أحدهم إلى مشاهدة الفيديو، فهو في الواقع يدعو الجميع إلى تنزيل التطبيق المجاني، ومن ثم يمكن رؤية عدد الأشخاص الذين يشاهدون بث الفيديو الحي.

* بث متواصل

* وتعمل خدمة «لوكسي لايف» على شبكات «3جي» و«4جي»، أو «واي-فاي»، وبمقدورك اختيار السرعة يدويا التي تظن الشبكة أنها تعمل عليها، أو أن تسمح لـ«لوكسي» أن تختار ذلك لك أوتوماتيكيا. وهي عندما توفر تواصلا مع شبكة «واي فاي» فإنها تقوم باستخدامها تلقائيا، ما لم يطلب منها عكس ذلك. وعندما تحاول التحول إلى وسيلة أخرى أثناء البث، فإنها تتوقف عن العمل وتغلق نفسها. وعند تجربة اختبار جميع أنواع الشبكات الثلاث، كانت النتيجة متشابهة في جميعها.

وكانت الشركة قد والفت خدمتها هذه وضبطتها لإرسال 15 صورة في الثانية الواحدة بتحديد VGA، مع الكثير من الانضغاط. بعبارة أخرى فإن نوعية البث الحي ليس بالوضوح العالي.

في أي حال اختارت «لوكسي» التضحية بنقاوة الفيديو، مقابل الحصول على تجربة ثابتة سلسة. وفي الواقع باستثناء تعقيدات ضئيلة ونادرة، كان بث «لوكسي لايف» الحي سلسا للغاية. ويمكن تعديل بعض ضوابط الإنارة في لائحة الضبط.

وكان إجراء بعض التعديلات الصغيرة كافيا لتحسين نوعية الفيديو وجودته. ويبدو للإضاءة أسلوبها في تحقيق ذلك. كما أن نوعية الصوت كانت جيدة بالنسبة لما يمكن أن تحصل عليه من منتج مثل هذا، إذ تحاول لاقطات التسجيل الصغيرة أن تؤدي جهدها في التقاط صوتك، لكن الضجة المحيطة كانت دائما المشكلة. فخلال نزهة بالدراجة الهوائية على سبيل المثال، كان صوت الريح غالبا، لكن خدمة «لوكسي» تمكنت من التقاط الأصوات بشكل جيد نوعا ما.

ومشاهدة البث الفيديوي الحي مثير أيضا. وتقوم الصور المصغرة للبث هذا بالظهور على الشاشة، بحيث يمكن مشاهدتها، إما بالشكل الطبيعي المستعرض (لاندسكايب)، أو بشكل الصور العادية الطولية (بورترايت).

ومن تحديات استخدام «لوكسي لايف» هو أن المستخدم بمقدوره مشاهدة ما يصوره على الهاتف، لكن إذا ركب الكاميرا إلى خوذته وهو راكب دراجته فقد لا يستطيع ذلك، وهذا أمر مفهوم. لكن بين فترة وأخرى يبتعد الهاتف عن المجال الخليوي لالتقاط الإشارات، وإذا بتجربة «لوكسي لايف» كلها تتوقف. لكن ما دام الهاتف والكاميرا يتواصلان عن طريق «بلوتوث»، فينبغي أن تكون هنالك طريقة أخرى صحيحة لاستمرارية التقاط الفيديو، أو وجود نوع من الإشارات التي تتيح لك معرفة أن ثمة مشكلة ما موجودة. وتعمل «لوكسي» على طريقة لتحسين ذلك، بعدما جعلتها من أولوياتها.

* خزن المشاهد

* إن خدمة البث الحي «لوكسي لايف» هي بالطيع خدمة مقرها السحاب الإلكتروني، وشركة مثل هذه لها قوانينها القليلة حيال ذلك، منها مثلا أنه يجري الاحتفاظ بالفيديوهات لمدة 24 ساعة فقط لأغراض إعادة تشغيلها. أما فيما يتعلق بـ«البث الآني» فيدوم حتى زواله، أي بعد الانتهاء منه بقليل. وهذا يتوفر ضمن تطبيقات للأغراض الآنية، لكن مستقبلا، سيمكن التشارك به لمدة 24 ساعة أيضا، أو أكثر قليلا، عبر رابط على الشبكة. ويقول ممثلو «لوكسي» إنهم ينوون تقديم هذه الخدمة في النسخة التجريبية قريبا.

وتصر الشركة على التحكم بمنصة البث تماما، إذ تعتقد أن المقصود من المنتوج هذا هو مشاركته مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء والأقارب، وليس الجموع الغفيرة عبر «لايف ستريم» أو تقنية «يو ستريم». وتقول الشركة أيضا إنه ستتوفر نسخة من «لوكسي» للأجهزة العاملة على نظام تشغيل «آي أو إس 5». وهنالك جميع أنواع الإضافات والملحقات بالنسبة إلى كاميرا «لوكسي»، مثل عدسة التقريب بقوة ضعفين، وعدسة عين السمكة اللتين قمت بتجربتهما.

لكن التقاط الفيديو واستخدام شبكات «3جي-4جي-واي فاي» و«بلوتوث»، من شأنها استنزاف البطارية. من هنا لـ«لوكسي» ترتيب خاص يتيح للمستخدمين اختيار فترة البث القصوى التي من شأنها منع استنزاف البطارية وزيادة كلفة رسوم الشبكة عن طريق الحيلولة دون الاستخدام العرضي الطويل. وتستنزف البطارية خلال ساعتين، أو أقل من البث المستمر. وتباع كاميرات «لوكسي» بمبلغ 149.99 دولار من نسخة الخمس ساعات، و179.99 دولار من نسخة العشر ساعات.