عدسات بيونية لعرض النصوص والمعلومات أمام العين

تصلح لتشخيص الأمراض ومعالجتها أيضا

TT

رغم أن الأمر يظل محاطا بالتكهنات حتى الآن، فإن مجموعة من الباحثين حققت تقدما كبيرا نحو عصر يشبه عصر فيلم «تيرمينيتر» في ما يخص تقنيات «النظر المعزز»، فقد تمكن الباحثون في جامعة واشنطن في سياتل في الولايات المتحدة أخيرا من البرهنة على أن «العدسات البيونية اللاصقة على العين» التي ستتمكن في يوم من الأيام من بث النصوص والصور مباشرة أمام أعين مرتديها، هي آمنة تماما ويمكن استخدامها، كما أفادت «بي بي سي نيوز». فقد أظهرت اختبارات السلامة في الأرانب عدم ظهور تأثيرات سيئة لها، مما يعني أن هذا البحث مستمر.

* عدسات وعروض

* كيف يعمل مثل هذا الجهاز؟ أولا من الصعب تركيز النظر على شيء قريب جدا من الأنف، لكنّ الباحثين بقيادة البروفسور باباك بارفز تمكنوا سلفا من حل هذه المشكلة بالتعاون مع الباحثين في جامعة التو في فنلندا، فعن طريق تعديل العدسات لتقصير البعد البؤري فإن العين لا تجهد نفسها للتركيز على الأشياء القريبة جدا. «وليس من الضروري أبدا أيضا تحويل بؤرة النظر من أجل رؤية الصورة التي تولدها العدسات اللاصقة»، كما وضح بارفز لمجلة «نيو ساينتست».

ولا يزال الجهاز مصنفا كنموذج أولي في مراحله الأولى حتى الآن، فالدارة المكروية الدقيقة الصغيرة جدا هي كافية فقط لدعم قطب ثنائي واحد باعث للضوء، وهذا لم يمنع ذلك الفريق من أن تساوره الأحلام الكبيرة حول الإمكانيات المتنوعة التي تنطوي عليها للعمليات الكومبيوترية، وممارسة الألعاب، والتسلية، وغيرها الكثير. وستكون العدسات البيونية إضافة إلى النظر على طريقة عرض المعلومات والبيانات على الزجاج الأمامي في السيارات، وقمرة القيادة بالطائرات.

وقد يكون من المسلي التكهن بكيفية قيام الأشخاص باستخدام هذا النظام لتعزيز نواحي حياتهم. وستكون الاستخدامات الأولى للعدسات اللاصقة البيونية للأغراض الطبية، فهنالك شركة تدعى «سينسيميد» تقوم سلفا بإنتاج «عدسات لاصقة ذكية» للمساعدة في تشخيص أمراض العيون، وجمع المعلومات الخاصة بصرف الأدوية. واستنادا إلى مجلة «نيو ساينتست» فإن عدسات «تريغرفيش» التي أطلقت تجاريا في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، تعمل بواسطة هوائي حلقي يربط على وجه المريض.

* استخدامات طبية والاستخدامات الطبية لهذا النظام، لمرضى داء السكري مثلا، وغيرهم، هي المحور الأساسي لمشروع بارفز. فالعدسات مزودة بمجموعة من الأقطاب التي تدفع بالتيار الكهربائي عبر سائل الدمع، متحريا وجود أي كميات قليلة من الغلوكوز. وبعبارة أخرى فإن العدسات تعمل كمستشعرات تسبق ما يعرض على الشاشة. «فنحن نرى العين كنافذة ليس إلى العالم الخارجي فحسب، بل إلى داخل الجسم أيضا»، وفقا لبارفز.

وهذه التطبيقات الطبية لا تحتاج إلى أن تنتهي هنا، فقد كتب أحد المعلقين في إحدى المدونات في الصيف الماضي عن النظر البيوني بالنسبة إلى فاقديه قائلا: «إذا كان أحدهم مصابا بـ(التهاب الشبكية الصباغي)، فإن الاعتلال الرئيسي يكون في فقدان النظر المحيطي. وأنا أرغب في أن يقوم هذا النظام الموجه إلى النظر المركزي بمعالجة النظر المحيطي أيضا». ومن الواضح أن هنالك سوقا لمثل هذا النظام، وعلى الرغم من أنه لا يزال ضربا من الخيال لتصديقه، يقول الباحثون إنهم يقتربون من الحقيقة.