تطبيقات مدهشة لـ«ويندوز».. على «آي باد»

يمكنها القيام بعمليات كبيرة على أجهزة متواضعة

TT

من المحتمل أنك تدفع 60 دولارا شهريا للحصول على الإنترنت السريع، لكنني أدفع 5 دولارات فقط للحصول على إنترنت أسرع بألف مرة، كما أن جهازك «آي باد» لا يمكنه تشغيل فيديوهات «فلاش» على الشبكة، لكن جهازي قادر على ذلك.

ونسختك من «ويندوز» بحاجة دائما إلى تعديل وتحديث مستمر، مع حماية ووقاية ضد الفيروسات وبرامج التجسس، بيد أن نسختي هي نظيفة وحديثة دائما، وكل ما عليك أن تفعله لكي تصبح مثلي، هو الاشتراك بخدمة «آي باد» التي تدعى «أون لايف ديسكتوب بلاص» OnLive Desktop Plus التي هي عبارة عن تطبيق صغير بسعة 5 ميغابايت. ولدى فتحه تشاهد سطح مكتب «ويندوز 7» العادي إلى اليمين على «آي باد»، مع النسخ الأخيرة الكاملة لـ«ورد»، و«إكسل»، و«باور بوينت»، و«إنترنت إكسبلورر»، و«أدوبي ريدر»، الجاهزة للاستخدام من دون حاجة إلى تركيبها، أو وضع أرقام تسلسلية، أو طلبات مفاجئة لتحديث هذا وذاك، وقد تكون هذه آخر متاعبك مع نسخ «ويندوز».

* نظام مثير

* وهذا أمر مثير، لكن ليس بالإثارة كلها التي تجري خلف الستار. فنظام «بي سي» الذي يقوم بتشغيل تجربة «آي باد ويندوز» هو في الواقع «مزرعة» من أجهزة الكومبيوتر موجودة في واحد من 3 مراكز بيانات تقع على مسافة آلاف الأميال. ففي كل مرة تقوم فيها بنقر الشاشة، أو النزول بلائحة إلى أسفلها، أو الطباعة على لوحة المفاتيح الموجودة على الشاشة، تقوم بإرسال إشارات إلى تلك الكومبيوترات البعيدة، لترد عليك عبر صورة الشاشة في «آي باد»، بسرعة مدهشة، من دون تلكؤ أو تأخير.

وهناك قدر كبير من التقنيات خلف هذا العمل المدهش، الذي استغرق أكثر من عشر سنوات، استنادا إلى مؤسس الشركة. وكانت «أون لايف ديسكتوب» قد شيدت أعمال الشركة الأساسية، التي كانت عبارة عن خدمة تتيح للاعبين ممارسة ألعاب الفيديو الكبيرة على أجهزة «ماك»، أو كومبيوترات «ويندوز» المنخفضة القدرات مثل «نيتبوكس».

وكانت النسخة المجانية من خدمة «أون لايف ديسكتوب» قد وصلت في يناير (كانون الثاني) الماضي، التي توفر «ورد»، و«إكسل»، و«باور بوينت»، وبعض التطبيقات الأساسية القليلة من «ويندوز»، فضلا عن 2 غيغابايت من سعة التخزين.

ومن شأن الكثير من التطبيقات أن تمنحك نسخا مبسطة من «أوفيس» على جهاز «آي باد». لكن «أون لايف ديسكتوب» توفر لك مجموعة كاملة من «ويندوز أوفيس»، كما يمكن في «ورد» القيام بأعمال رائعة، كتعقب التغييرات ومراقبتها، مع القيام بالطباعة الجيدة. أما في «باور بوينت» فيمكنك عرض صور السلايد عن طريق «آي باد» بكل مميزات التكبير والتقريب والمحاكاة التي تبقى كما هي من دون أن تتأثر. ويعمل كل ذلك بفضل «توش باك» الميزة المضافة من «مايكروسوفت»، بحيث يمكن عن طريق زم الأصبعين وتفريقهما، لتكبير وثائق «المكتب» (أوفيس). كما يمكن عن طريق التعرف على خط اليد، إدخال النصوص، أو النقر، أو تحريك اللوائح صعودا ونزولا. وبدلا من النقر عن طريق الماوس، يمكن ببساطة النقر على الشاشة، على الرغم من أن القلم (التأشير) الإلكتروني يعمل بشكل أفضل من رأس الإصبع، بسبب أن الكثير من علامات الضبط في «ويندوز» صغيرة جدا لا تلائم حجم الإصبع الكبير.

والأمر الجديد اليوم هو خدمة «أون لايف ديسكتوب بلاص»، وهي ليست مجانية، بل تكلف 5 دولارات شهريا، والتي تضيف «أدوبي ريدر»، و«إنترنت إكسبلورر»، وتواصلا مع الإنترنت بسرعة غيغابت واحد بالثانية. وهذه أكبر سرعة استخدمتها في حياتك على «آي باد»، أي أسرع بـ500 إلى 1000 مرة من الخدمة التي تحصل عليها في المنزل. ويعني ذلك تنزيل ملف بسعة 20 ميغابايت، قبل رفع الإصبع عن زجاج الشاشة. وتحصل على السرعة هذه بالاتجاهين، إذ يمكن تحميل ملف 30 ميغابايت خلال ثانية واحدة.

* خدمة متنوعة

* وعليك أن تتذكر أنك تستخدم آخر صيحات كومبيوتر «ويندوز»، بحيث يمكن تشغيل وعرض أي نوع من الفيديوهات التي قد تصادفها على الشبكة. إذ يحول «أون لايف ديسكتوب» جهاز «آي باد» إلى أداة يمكنها تشغيل فيديوهات «فلاش» بأفضل «مشغل فلاش» استخدمته حتى الآن، الذي يمكن مشاهدة البرامج التلفزيونية المجانية على Hulu.com الذي لا يمكن من دونه عرضها على «آي باد».

والتواصل مع الإنترنت بنسخة «بلاص» تحدث فرقا كبيرا، بحيث يمكن استخدام «دروب بوكس» لإدخال الملفات وإخراجها من «آي باد» إلى الأجهزة الأخرى، مثل «ماك» و«بي سي»، كما يمكن أيضا الوصول إلى «جيميل»، وبريد «ياهو»، وبريد الشركات «إكستشاينج» والحسابات البريدية الأخرى بصورة سريعة.

وقد تتساءل ما فائدة التواصل بسرعة غيغابت واحد عن طريق «أون لايف»، إذا كان الطرف الآخر بطيئا، ويشكل عنق زجاجة؟ السر يكمن بأن «أون لايف» لا تقوم بإرسال جميع البيانات من جلسة لتصفح الشاشة، بل ترسل لك فقط بثا بالفيديو هو بحجم شاشة «آي باد». ومثال على ذلك إذا كنت تمارس لعبة فيديو عالية الوضوح والتحديد، تقوم «أون لايف» بتخفيض حجم البيانات إلى كمية يمكن لجهاز «آي باد» عرضها.

وهكذا فإن «أون لايف» المجاني، و«أون لايف بلاص» (5 دولارات شهريا) هما خطوتان مهمتان باتجاه عالم واعد من التعامل الكومبيوتري لتخفيف الحمل على الزبون، بحيث يمكنه استخدام الكومبيوترات الرخيصة المنخفضة الطاقة لتشغيل برامج تعيش على الشبكة، غير أن مخططات الشركة المقبلة ستكون حتى أكثر إثارة. ومثال على ذلك تنوي الشركة تطوير خدمة ثالثة تدعى «أون لايف برو» OnLive Pro (10 دولارات شهريا) تتيح لك تشغيل أي برامج لـ«ويندوز» ترغبها، مثل «فوتوشوب»، و«فايرفوكس»، و«أوتوديسك»، وألعاب، وغيرها. ولا تزال الشركة غير متأكدة كيف ستعمل هذه الخدمة، فقد يستوجب الأمر أن تثبت أنك تملك البرنامج الذي يعمل على خادماتها. ولن يقتصر هذا الأمر على «آي باد» وحده، إذ تعمل الشركة على تطبيق «أون لايف» على أجهزة «أندرويد» اللوحية، وهواتف «آي فون»، و«آي بود توش»، و«ماكس»، و«بي سي»، وحتى على الأجهزة التلفزيونية.

وهكذا فجأة سيكون لمحبي أجهزة «ماك» العالم الكامل لـ«ويندوز» وبرامجها، من دون أن يقلق أحدهم من الفيروسات، وبرامج التجسس، والتحديثات التي تطرأ على البرمجيات، فنظم «بي سي» الافتراضية ستكون دائما أصلية ونقية، لا يصيبها التلف والفساد.

مع كل هذه الإيجابيات، لا بد من ذكر بعض الأخطاء والعيوب، منها التأخير الزمني الحاصل بين لمسة الإصبع واستجابة الشاشة، الذي هو قصير جدا، لكن عندما يتعلق الأمر بالتعرف على الرسومات وخط اليد، فإن التأخير هنا طويل. كذلك عندما تشاهد بثا حيا للفيديو، فقد تلاحظ أحيانا بعض الخلل، كالنصوص غير الواضحة، التي سرعان ما تتضح وتعود ثانية إلى طبيعتها الصحيحة.

* خدمة «نيويورك تايمز»