«غوغل»: جهاز لوحي جديد يتحدى «آي باد»

بسعر يقل عن النصف

هيوغو بارا رئيس قسم تطوير «أندرويد» يعرض جهاز «نيكسوس 7» من «غوغل»
TT

قد تعجب بشركة «أبل» وقد تمقتها، لكن المؤكد هو أن لعبتها المفضلة هي زعامة الصناعة، بينما لعبة قطاع تقنية المعلومات بالمقابل هي اتباع الزعيم! وكان ستيف جوبز يكره التقليد. «فبرنامج (أندرويد) حطم آي فون، ومبيعاته الإجمالية حطمتنا نحن، وسأقوم بتدمير (أندرويد) لأنه منتج مسروق»، كما ذكر جوبز لكاتب سيرة حياته والتر إيزاكسون.

لكن ثمة جانب إيجابي لهذا التقليد، إذ يمكن القول إن المنتجات المقلدة لـ«أبل» ملأت الأسواق، حيث لم تتجرأ الأخيرة على الحضور هناك، أو حتى طرح بديل حقيقي لـ«أبل» يمكن التحكم به في عالم مقيد بالخيارات.

* تصاميم من «غوغل»

* في ضوء كل هذا جاء الإعلان عن منتج «غوغل» الجديد للعام الحالي كواحد من الأنباء السارة. فقد قامت «غوغل» بفتح مخزن موحد على الشبكة ببطاقات تبويب منفصلة، وكتب إلكترونية، وبرامج تلفزيونية، وأفلام سينمائية، وموسيقى، بنموذج ينسجم مع مخزن «آي تيونز».

وقد طرحت «غوغل» أخيرا «نيكسوس كيو» Nexus Q الذي هو عبارة عن كرة سوداء تتصل بجهاز التلفزيون لتشغل الأغاني والموسيقى والفيديو تماما على غرار تلفزيون «أبل» بشكله المربع الأسود. وكانت «غوغل» قد أنزلت أخير أيضا «نيكسوس 7» Nexus 7، الذي هو جهاز لوحي أسود لامع، يرمي إلى تحدي كل من «آي باد» و«كيندل فاير» من «أمازون». وما تفكر فيه «غوغل» هو أنها راغبة في مضاهاة «أبل» في تخفيض الفوضى، وليس تشجيعها وتعزيزها.

والمزية المهمة في «كيندل فاير» هي سعره البالغ 200 دولار. وهذا السعر يبدو مناسبا في عالم، يصل فيه سعر «آي باد» الجهاز اللوحي المسيطر على السوق إلى 500 دولار، وما فوق. طبعا «كيندل فاير» ليس كـ«آي باد». فشاشته البالغة سبع بوصات هي أصغر كثيرا، وهو أسمك وأكبر حجما، ولا يملك كاميرا، أو ميكروفون، أو «جي بي إس»، أو «بلوتوث»، أو شقا لوضع بطاقة الذاكرة. ومهمته الأساسية هي تشغيل المواد والمحتويات المشتراة من «أمازون»، كالكتب والفيديو.

* جهاز لوحي

* وهذا ما يجعل وصول جهاز «غوغل» اللوحي الذي تنتجه «أسوس» حدثا مهما. وهو مزود أيضا بشاشة قياس سبع بوصات ويكلف 200 دولار. لكن هذه المرة لا تشعر أن منتجيه قتروا عليه، لتخفيض سعره. فهو نحيف ورشيق وجميل، بأطراف مستديرة، خلافا للعلبة المربعة السوداء «فاير». وهو يزن 2.6 أونصة (الأونصة نحو 28 غراما)، أقل من «فاير». وهذا ما يجعل الفرق كبيرا، وهو أرق قليلا أيضا رغم إنه أسمك من «آي باد».

والأهم من ذلك أن «نيكسوس» هو جهاز لوحي بالكامل، ويقوم بكافة وظائفه المتوقعة منه. كما أنه سريع وسلس الاستخدام، وقادر على تشغيل أي تطبيق خاص بجهاز «أندرويد» اللوحي. وهو بذلك قوض مكانة «كيندل فاير»، والأجهزة اللوحية الأخرى المنافسة لـ«أندرويد» من أمثال «غالاكسي تاب 2» الذي يكلف 250 دولارا، مقابل الثماني غيغابايتات ذاتها من الذاكرة.

لكن كيف استطاعت «غوغل» تقديم جهاز لوحي فخم بسعر جهاز «أمازون» المجرد من أمور كثيرة؟ لقد قمت بسؤال الفريق المسؤول عن جهاز «نيكسوس»، وما إذا كانوا يخسرون في كل جهاز لوحي ينتجونه، مقابل جني أرباح عن طريق بيع الكتب، والموسيقى، والبرامج التلفزيونية. وأقرت «غوغل» أنها لا تجني أرباحا عندما تبيع هذا الجهاز اللوحي من موقعها على الشبكة، وبذلك فإنها من المؤكد أنها تخسر مالا عن كل جهاز تبيعه في المخزن.

* مزايا «نيكسوس 7»

* في أي حال فإن «نيكسوس 7» مجهز بشكل جيد بالنسبة إلى جهاز بسعر 200 دولار. فهو مزود بـ«واي - فاي»، و«بلوتوث»، وبطارية تدوم شحنتها تسع ساعات، وشاشة براقة وواضحة جدا، وبمكبر صوت إفرادي قوي، و«جي بي إس»، والمزية الأخيرة رائعة فعلا.

ولا ينقص العتاد سوى القليل جدا، وهنالك كاميرا في الأمام لمكالمات الفيديو، ولكن لا يوجد كاميرا في الخلف. والبطارية لا يمكن نزعها، كما لا يوجد خيار للاتصالات الهاتفية الخليوية، بل يمكن التواصل مع الإنترنت فقط عبر «واي - فاي». ولكون لا يوجد شق لبطاقة الذاكرة، فإن سعة التخزين البالغة ثماني غيغابايت هي كل ما هو متوفر. ويمكن الحصول على طراز الـ16 غيغابايت، مقابل 50 دولارا زيادة على السعر الأصلي.

ويتفرد «نيكسوس 7» عن سائر الأجهزة اللوحية باحتوائه على النسخة الأخيرة من «أندرويد 4.1» المسماة «جيلي بيين». والأخيرة تقدم عشرات المميزات الجديدة، منها مثلا إبراز «غوغل ناو» عن طريق مسح الشاشة بالأصبع إلى الأعلى، فضلا عن «البطاقات» الصغيرة التي تحمل معلومات يعتقد أنك بحاجة إليها الآن، والتي تعتمد على موقعك وتاريخه، والتقويم اليومي، وبحث «غوغل».

وإذا كنت قد بحثت أخيرا عن فريق رياضي معين، أو رحلة جوية على سبيل المثال، يمكنك أيضا الاطلاع على وضع الرحلات الجوية ومواعيدها. كما أن حالة الطقس، وحركة المرور، والمواعيد الأخرى، هي جزء أيضا من هذه الميزات.

ويمكن الآن حفظ خرائط «غوغل مابس» عن مدينة برمتها على الجهاز هذا، بحيث لا تحتاج إلى التواصل مع الإنترنت بغية الملاحة عبرها. وهذا مناسب جدا لدى السفر إلى الخارج.

أما مزية الطباعة عن طريق النطق فهي تعمل حتى من دون التواصل مع الإنترنت، وهي تعمل طبعا بشكل أفضل إذا كنت على الشبكة، لكنك تحصل على الأقل على بعض الدقة الأساسية من دونها.

* سلاسة التشغيل

* غير أن التغيير المهم الذي حدث هو سلاسة التشغيل، فقد أبلى مهندسو «غوغل» بلاء حسنا في جعل «أندرويد 4.1» مستجيبا تماما لعمليات اللمس، كما أن عمليات المحاكاة تعمل بسلاسة فائقة بسرعة 60 إطارا في الثانية، إذ تقول «غوغل» إنها تحاول توقع خطوة أصبعك التالية، وأين سيكون، لتعيد ترتيب الشاشة وفقا لذلك. لكن للأسف فإن استخدام «جيلي بيين» لا يمكن جهازك من استخدام فيديو «فلاش» على الشبكة، الذي كان مزية مهمة لـ«أندرويد»، مقارنة بـ«آي باد». كذلك فإن «جيلي بيين» أزالت القدرة على تحويل شاشة المنزل من قياس 90 بوصة إلى عرض المشاهد بشكل عريض (لاندسكايب)، التي مصدرها شاشة الجهاز اللوحي قياس سبع بوصات، إذ تبقى المشاهد قائمة فقط.

والأمر السلبي بالنسبة إلى «غوغل» أن مخزنها يضم القليل من التطبيقات الخاصة بالأجهزة اللوحية، بينما هنالك مئات الآلاف منها بتصرف جهاز «آي باد».

* خدمة «نيويورك تايمز»