جهاز يحول البرامج التلفزيونية إلى عروض مجسمة

يضفي العمق على الصور المسطحة

TT

ليست هناك ألغاز كثيرة حول الفشل الذريع التي منيت بها الشاشات المجسمة (للعروض بالأبعاد الثلاثة) في المنازل، على الرغم من حملة التسويق الكبيرة التي قامت بها صناعات التسلية والأجهزة الإلكترونية، ووجود اختيارات واسعة من طرز الأجهزة التلفزيونية الثلاثية الأبعاد. ولا يزال المشاهدون مترددين في وضع النظارات الثلاثية الأبعاد المكلفة والغريبة الشكل، في غرف الجلوس. علاوة على ذلك، هناك القليل من البرامج المصورة بالأبعاد الثلاثة التي يرغب الناس في مشاهدتها.

وقد طرحت شركة «آيوغير» التي مركزها «فوتهيل رانش» في كاليفورنيا جهازا جديدا بهدف معالجة هذه المشكلة عن طريق تحويل البرامج الحالية الثنائية الأبعاد إلى الأبعاد الثلاثة، يقول إدوارد بيغ في «يو إس إيه توداي» إنه أجرى اختباراته عليها.

وفي الواقع يمكن لجهاز «آيوغير كومبليت+» Iogear 3 - D Complete+ الثلاثي الأبعاد، الذي كشف النقاب عنها أخيرا، استيعاب أقراص «بلو - راي» و«دي في دي» الثنائية الأبعاد وبث محتوياتها، فضلا عن السينما المنزلية، وألعاب الفيديو، والصور، والبرامج التلفزيونية الحية، أو التي يجري طلبها، مع إضافة بعض العمق والمنظور المجسم إليها أثناء عرضها، التي من شأنها تحديد العمق الجديد المقبل علينا. فالشخصيات والأجسام التي تظهر على الشاشة، تبدو وكأنها أمام شخصيات وأجسام أخرى. لكنك لن ترى أي شيء قريب من التأثيرات الخاصة المدهشة التي تجحظ العين، التي هي من الأمور الواضحة في المشاهد الثلاثية الأبعاد ذات القرب المتعدد.

وخلال الاختبارات مع تلفزيون «باناسونيك» ذي الأبعاد الثلاثة، قام الجهاز الأسود، الذي هو بحجم الكيس الورقي بتزويده ببعض ما يشابه ما نحن في صدده، وما نتوقعه من الأبعاد الثلاثة. لكن تأثيراته بصورة عامة، لا تبرر سعر الجهاز الذي يبلغ 199.95 دولار، على الرغم من مزاعم «آيوغير» بأن المنتج قد يؤثر بصورة كبيرة على السوق الثلاثية الأبعاد.

وتبقى هناك الكثير من العقبات، فأنت بحاجة إلى:

* تلفزيون ثلاثي الأبعاد لمشاهدة التأثيرات أيا كانت. فـ«آيوغير» لا يتمكن بسحر ساحر من تحويل التلفزيون التقليدي إلى جهاز ثلاثي الأبعاد.

* النظارات الرخيصة هذه لك ولأفراد عائلتك الراغبين في مشاركتك بالمشاهدة.

وإذا تمكنت من تجاوز هذا الأمر هناك عيب مهم، وهو تحويل المضمون إلى مضمون ثلاثي الأبعاد، لأنه لم يتم إنتاجه بعقلية الأبعاد الثلاثة. ووجود الأبعاد الثلاثة فعلت القليل لتحسين تجربة مشاهدة البرامج التلفزيونية الجيدة، ومنها ما جرى تحويله من أقراص «بلو - راي». فالبرامج الرخيصة تبقى رخيصة، بغض النظر عن حجم الأبعاد الثلاثة الساحرة التي يمكن تطبيقها.

وكان تأثير الأبعاد الثلاثة جيدا على أداء تقنيات المحاكاة، ومنها أفلام صممت خصيصا للصالات التي تعرض المشاهد بالأبعاد الثلاثة. كذلك أمكن مشاهدة بعض المشاهد الرياضية المحولة إلى الأبعاد الثلاثة، لكنها كانت ستختلف كثيرا على الشاشة، لو كانت صورت في الأصل بهذه الأبعاد. لكن الذي ظهر جذابا، هو تحويل المشاهد المصورة في المنزل إلى الأبعاد الثلاثة، مثل الصور العائلية والفيديوهات.

وعلى الرغم من القيام باختبار الجهاز على تلفزيون «باناسونيك»، فإن «آيوغير» تقول إن الجهاز هذا يعمل على جميع الأصناف. كما أنه لا يهم ما إذا كانت النظارات من نوع «النشيط» الذي يستخدمه الصنف التلفزيوني، أو من النوع الهامد الذي يستخدم في الأصناف الأخرى من التلفزيونات.

وتقول «آيوغير» إن هناك منافع أخرى لهذه الجهاز، منها القدرة على تحسين نوعية الفيديو من أفلام 480آي بي وترقيتها إلى 720 بي العالي التحديد، أو من الأخير، إلى 1080 العالي الوضوح. وتقول «آيوغير» أيضا، إن بإمكانها تحسين الإضاءة السيئة، وتعزيز الصورة بأساليب أخرى.

وتركيب الجهاز سهل وسريع من دون الحاجة إلى برنامج منفصل. إذ يتطلب الأمر مد كابل HDMI من الجهاز إلى التلفزيون الثلاثي الأبعاد، أو إلى جهاز العرض الجاهز الثلاثي الأبعاد، والقيام بشكل منفصل بوصل قرص «دي في دي»، أو مشغل «بلو - راي»، أو جهاز الألعاب، أو أي أجزاء أخرى التي هي مصدر المحتويات إلى ترغب في تحويلها. وهنالك أربعة فتحات تلقيم HDMI في الجهاز لهذا الغرض، التي تجيز لك التواصل مع أربعة أجهزة في وقت واحد.

ويمكن كبس الأزرار المرقمة الموجودة على الأداة الصغيرة التي تتحكم بـ«آيوغير»من بعيد، للوصول إلى المحتويات الموجودة على الجهاز الموصول بفتحة التلقيم المقابلة التابعة لـHDMI. وعن طريق كبس الأزرار على أداة التحكم هذه، يمكن التحويل ذهابا وإيابا بين البعدين، والثلاثة أبعاد. لكن هناك بضع ثوان من التأخير الزمني، بحيث تعتم الشاشة لدى القيام بعملية التحويل هذه.

وعن طريق استخدام أداة التحكم هذه، يمكن أيضا موالفة مستوى الأبعاد الثلاثة بشكل دقيق، كذلك بالنسبة إلى العمق والتأثيرات الأخرى للصورة، التي نشاهدها بالزمن الحقيقي، على الرغم من أنه ليس من الواضح دائما كيفية تعديل هذه الأشياء على أكمل وجه. وعلى الرغم من أن لجهاز «آيوغير» بعض الجاذبية العالية لمحبي الفيديو المولعين بالأبعاد الثلاثة، لكن الشكوك تحوم حول أنه سيسهم كثيرا في ملء الأسواق، التي عليها بعد أن تلحق بهذا الركب، فقد يتطلب الأمر الاستغناء هذا عن النظارات، من دون الحاجة إلى ذكر ضرورة وجود المزيد من المحتويات الأصلية المصورة بالأبعاد الثلاثة.