خدمات بريد إلكتروني.. مدفوعة الثمن

تتيح التخلص من تدخل مزودي الخدمة بالخصوصيات الفردية

TT

يقول روب بيغورارو في «يو إس إيه توداي» الأميركية إن الكثيرين يتساءلون أحيانا مبدين رغبتهم في نقل بريدهم الإلكتروني من «ياهو» مثلا نحو «جيميل»، لكنهم متخوفون من قضايا التدخل في الخصوصيات. ويطلبون الحديث عن الخيارات الأخرى التي يمكنهم التوجه إليها للحصول على عنوان إلكتروني موثوق به مستقل عن الجهة التي تزودهم بخدمة الإنترنت.

ويضيف أن الجواب هو: خدمة البريد الإلكتروني المجانية المدعومة بالإعلانات من «غوغل» لها الكثير الذي يجذب الناس إليها، لكن عليك أن تعرف أن خاصية أن لا أحد غيرك يقرأ رسائلك، ليست واحدة منها. بل يقوم برنامج أوتوماتيكي بالتدقيق فيها لمعرفة أي الإعلانات هي التي تناسبها أكثر، لكن بنتائج غير مرضية أحيانا.

* خدمات البريد الإلكتروني

* بيد أن الخروج من «جيميل» ليس بتلك السهولة. فإذا كنت لا تمانع بنظام الإعلانات هذا، فهي من أكثر الخدمات البريدية على الشبكة قوة وشهرة.

لنأخذ «ياهو» على سبيل المثال. فأنا أدرك لماذا يرغب هذا الفرد في أن يتخلى عنها. فهي لا تزال تفرض رسما شهريا قدره 19.99 دولار سنويا مقابل تنزيل الرسائل على الكومبيوتر، وهو الأمر الذي تحصل عليه مجانا من «غوغل». كذلك تقوم «جيميل» بدعم نموذج ذكي منها يدعى «بروتوكول الدخول للرسائل الإنترنتية» IMAP الذي يحافظ على بريدك الإلكتروني متزامنا بين العديد من أجهزة الكومبيوتر والهواتف «ياهو» فقط تدعم نظام «بروتوكول مكتب البريد» القديم POP الذي يعمل على تنزيل الرسائل على جهاز كومبيوتر واحد، لكن سرعان ما تعم الفوضى إذا ما حاولت الإجابة على هذه الرسائل من أجهزة مختلفة.

وكانت «مايكروسوفت» قد بذلت جهودا مكثفة على «هوتميل» خلال السنوات الماضية، لكنها أخفقت أيضا في منافسة «غوغل» عن طريق تقديم POP فقط. كما أن فتح حساب تسجيل تحت نطاق الاسم الشخصي، بدلا من عنوان «هوتميل دوت كوم»، أو «لايف دوت كوم»، التي تقدمها الخدمة، قد يكون محيرا قليلا مقارنة بـ«غوغل».

وتقوم خدمة «أميركان أون لاين» AOL المجانية بدورها بالسماح بالدخول إلى خدمتي IMAP وPOP من خارج الشبكة، لكنها لا تسمح باستخدام اسمك في صفة النطاق «أبل» من جهتها تشارك ببريدها الجيد «آي كلاود» هذا العيب غير الواضح كذلك. ولكن ليس الجميع بحاجة إلى مثل هذه الخاصية، لكن عدم تقديمها يبدو وكأن الشركة ترغب في بصم ماركتها على عناوين بريد مستخدميها.

أما بالنسبة إلى ما يضمه حساب البريد الإلكتروني الذي تقدمه الشركة التي تزودك بخدمة الإنترنت، فقد تنسى ذلك عادة، ما لم تخطط أبدا في استخدام شركة مختلفة للدخول إلى الشبكة، فضلا عن أن الغالبية الساحقة من الخدمات المتوفرة في السوق تقدم خدمات بريدية متدنية جدا بسعة تخزينية محدودة بنظام POP فقط.

* بريد مدفوع الثمن

* أما الخيار الأفضل فهو الدفع إلى فريق ثالث للخدمات البريدية فقط، فـ«بوبوكس» Pobox على سبيل المثال، يفرض 50 دولارا سنويا للحصول على عنوان خال من الإعلانات بسعة تخزين 10 غيغابايت، وإمكانية الدخول إليه من دون الشبكة، عن طريق POP وIMAP، مع خيار استخدام اسمك في صفة النطاق. ويقدم برنامج «أوبرا» FastMail.fm عرضا مشابها مقابل 39.95 دولار سنويا.

وكانت قد ترددت أنباء حسنة عن الخدمتين السابقتين من مصادر موثوقة خلال السنوات الماضية، على الرغم من أن كليهما يفتقر إلى النموذج العملي المثمر، لكنهما تمكنا من الاستمرار والبقاء رغم تعرضهما إلى مشكلتين تقنيتين حتى الآن.

الخيار الأخير هو أنه إذا سجلت مع بريد شخصي الاسم والنطاق، عليك أن ترى ما إذا كان يقدم خدمة بريدية محترمة، وقد يكون خلافا لذلك، فقد تشاهد القليل من الفروق والمميزات التي تطغى على ما يقدمه مزودو الإنترنت.

وإذا تركت خلفك بريدا إلكترونيا قديما، عليك أن تزيله وتشطبه، أو أعد تنظيمه ليعيد إرسال ما يتسلمه إلى عنوان تقوم بالكشف عليه بانتظام.

ولا يوجد شخص منا منتظم في المحافظة على لائحة المتصلين جاهزة دائما بأفضل حالاتها، فإذا استمر الغير في إرسال رسائلهم إلى حساب مهجور، فقد لا يدركون أخطاءهم بتاتا. لذا فإن لم تتخلص من بريدك القديم بشكل صحيح، يمكن على الأقل إدراج عنوانك الجديد في موقع يطلع عليه غالبية الناس، مثل «فيس بوك»، أو «لينكدن»، أو مدونة شخصية.