محفظة الهاتف الذكي.. في طريقها إلينا

رغم التأخير في توفير المعدات الضرورية

TT

الفكرة من وراء استخدام الهاتف الذكي محفظة ما زالت بطيئة بعض الشيء في الولايات المتحدة. والجزء الكبير من المشكلة، هو أن غالبية المحلات هناك لا تملك المعدات اللازمة لإتاحة المجال أمام الزبائن لكي يسددوا مدفوعاتهم عن طريق النقر على هواتفهم.

كما لا تملك هذه المحلات المعدات الصحيحة للسماح باستخدام البطاقات الذكية، وبطاقات الائتمان التي زرعت في داخلها الشرائح الكومبيوترية، التي هي أقل تعرضا لعمليات الغش والخداع، لكن التغيير آت، الذي من شأنه أن يدفع بالابتكارين معا إلى الأمام.

* نقاط المحاسبة

* وتواجه المحلات التجارية ضغوطا كبيرة لتحديث نقاط المحاسبة والدفع لديها للقبول بالبطاقات الذكية. وكانت كل من «فيزا» و«ديسكوفر» و«ماستر كارد»، قد ذكرت خلال الأشهر الأخيرة أن التجار الذين لا يقبلون بمثل هذه البطاقات سيكونون مسؤولين عن أي خسارة ناجمة عن عمليات الغش. «فالجميع سيقوم بعملية التحديث هذه»، كما تقول جنيفر مايلز نائبة الرئيس التنفيذية في شركة «فيري فون»، التي توفر محطات ونقاط الدفع لغالبية المحلات التجارية في الولايات المتحدة.

وخلال عملية تحديث هذه النقاط لاستخدامها عن طريق البطاقات الذكية، تنوي «فيري فون» أيضا تحديث ذاتها للوصول إلى محافظ الهواتف الذكية، بحيث تصبح لديها القدرة على التواصل ضمن المجالات القريبة والضيقة (N.F.C)، وهي التقنية المستخدمة من قبل «غوغل» ومحافظ «أيسيس» اللذين يشكلان أكبر مشروعين لمثل هذه التقنية.

وقبل أن تقوم شركات بطاقات الائتمان بهذا الإعلان، لم يكن واحد من المحلات التجارية يقوم بشراء المحطات الطرفية التي تدعم البطاقات الذكية، وقدرات تقنية «الاتصالات عن قرب» (N.F.C)، كما تقول مايلز. فمنذ مطلع العام الحالي توقفت «فيري فون» عن تركيب النقاط الطرفية التي لا تملك قارئات «N.F.C» والانتقال إلى «N.F.C» كسب مفاجئ لـ«فيري فون» عن طريق الأخذ في الاعتبار أن النظام الجديد يكلف 10 إلى 30 في المائة أكثر من النظم العادية.

وهو كسب إضافي أيضا بالنسبة إلى «غوغل» و«أيسيس» المشروع التعاوني المشترك بين «إيه تي آند تي» و«فيريزون» و«تي - موبايل». لكن محفظة «غوغل» باتت محدودة ومقيدة جدا بسبب عدم امتلاكها تقنية «N.F.C» التي تدعم المحلات التجارية والهواتف. في هذا الوقت، تخطط «أيسيس» للشروع في الخدمة في أواخر العام الحالي في مدينتين، هما «أوستن» في ولاية تكساس الأميركية، وسولت لايك سيتي.

وكانت «أيسيس» قد اختارت سولت لايك سيتي، لأن نظام نقلها العام قام سلفا بتركيب قارئات «N.F.C» كما يقول ريان هيوز، كبير موظفي التسويق في الشركة المذكورة، الذي أضاف أن «ذلك كان نعمة غير منتظرة لم نكن نتوقعها»، معلقا على التحركات الأخيرة من قبل شركات بطاقات الائتمان و«فيري فون».

وتعتقد مايلز أن «N.F.C» ستصبح الخدمة الأساسية خلال خمس سنوات من الآن. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو أمرا سريعا مقارنة ببعض المقاييس، فإنها لاحظت بطاقات الدفع أخذت أربعة أضعاف الوقت لكي تتحول إلى الخدمة الجديدة، في الوقت الذي تسعى فيه شركات أخرى وراء المحافظ الجوالة، وهي غير مستعدة للانتظار.

* ملحقات الهاتف الذكي

* وكانت «سكوير» الشركة الناشئة التي أسسها جاك دورسي من «تويتر»، قد كسبت لها موطئ قدم بين المحلات التجارية الصغيرة عن طريق توزيع ماسحة بطاقات مجانية لبطاقات الائتمان، يمكن تركيبها على الهاتف الذكي، أو الجهاز اللوحي، مما يسمح لها أن تتحول إلى نقاط دفع طرفية. وترى هذه الشركة في صلاتها وعلاقاتها مع المحلات التجارية، أسلوبا لترويج تطبيقها الجوال الخاص بالمحافظ، الذي قامت بترميمه وتجديده في مارس (آذار) الماضي.

ويقوم هذا التطبيق، الذي يدعى «ادفع عن طريق سكوير» Pay With square، بإبلاغ المستخدمين، أي المحلات التجارية القريبة التي تقبل «سكوير». فلدى دخول الزبون هذه المحلات، يقوم التطبيق بتنبيه المحل الذي يقبل بدفع المبلغ المطلوب عن طريق تأكيد هوية المشتري مصحوبة بصورة فوتوغرافية ترافق الحساب.

في هذا الوقت، تحاول «باي بال» نقل حساباتها التجارية على الشبكة، إلى العالم الحقيقي الطبيعي، فقد شرعت أخيرا في توزيع أجهزة تشبه «سكوير»، على الرغم من أن أجهزتها هذه مثلثة وليست مربعة. وعلاوة على بطاقات الائتمان والحوالات المصرفية، يتيح نظام «باي بال» للمحلات التجارية، قبول الدفعات عبر حساباته، عن طريق طباعة رقم التعريف الشخصي.

ويقول كل من «باي بال» و«سكوير» إن طلب الزبائن شراء هواتف تدعم «N.F.C» ومن ثم انتظار المحلات التجارية لكي تركب أجهزة جديدة لها، حماقة. فكلا الشركتين أنكرت أنها تخطط لإدخال نظام «N.F.C» في محافظهما.

«فإذا كنت أنا من صانعي هذه الأجهزة، أو من مشغليها، التي تكون بتصرفي لدخول السوق، فقد تكون أمرا أدعمه وأسانده»، كما يقول سام شروغر نائب المدير السابق لـ«باي بال» للمنتجات العالمية، قبل أن يترك الخدمة في الشركة بوقت قليل في أبريل (نيسان) الماضي.

لكن النظم الأخرى لها نقاط ضعفها الموروثة أيضا، فلكونها تعتمد على الاتصال اللاسلكي في إطار نقل البيانات، فإنها تكون عرضة للانقطاع. كما أن بعض المحللين يتساءلون عما إذا كان توزيع الأجهزة مجانا أمر يمكن الدفاع عنه حال قبول المحلات التجارية بالبطاقات الذكية، لأنه يتوقع أن تكون هذه القارئات (الماسحات) أكثر تكلفة على صعيد الإنتاج.

* خدمة «نيويورك تايمز»