«مايكروسوفت» تطرح خدمة بريدية جديدة بخصائص فريدة

«أوتلوك دوت كوم» تسعى لاجتذاب المشتركين في «هوتميل»

TT

أطلقت «مايكروسوفت» خدمة بريدية إلكترونية مجانية جديدة على الشبكة، وهي «أوتلوك دوت كوم» (Outlook.com) إلى جانب بريدها الإلكتروني العادي «هوتميل». ولا يزال هذا البريد الأخير أكبر خدمة بريدية في العالم إذ يضم نحو 324 مليون مشترك، لكن «جيميل» البريد الذي بلغ عمره 6 سنوات، بات يضم 278 مليون مشترك، مما جعل «مايكروسوفت» تعيش على أعصابها.

وثمة أسباب أخرى وجيهة لكي تبدأ «مايكروسوفت» من جديد، خصوصا أن الزمن قد تغير، وكذلك البريد الإلكتروني الذي لم يبق الأمر الوحيد الذي تفعله على الشبكة، فهناك «فيس بوك» و«تويتر» مثلا.

* خصائص جديدة

* «هوتميل» لا يزال يعاني من صورته الأولى كـ«بؤرة» للبريد المتطفل، والعناوين الخادعة، والإعلانات البراقة. لكن «Outlook.com» لن يعاني من هذه المشكلات. فهو نظيف ونقي وجذاب، حتى على الهواتف الجوالة.

نعم هناك الإعلانات التي تظهر على عمود في الجانب الأيمن من الشاشة، وذلك في صفحة البريد الوارد، أو لدى قراءة الرسائل من الأشخاص الذين ليسوا مدرجين على لائحة العناوين. لكنها تأتي على شكل نصوص صريحة من دون أي بريق أو وميض، ومن دون أي ألوان مختلفة، وهي ليست صورا أيضا.

ويتجسد في بريد «Outlook.com» نمط «إعادة التفكير» بما ينبغي أن تكون عليه المميزات الأساسية لأي برنامج للبريد الإلكتروني. فهذا البريد يقر مثلا بأن هناك نسبة كبيرة من البريد في يومنا هذا هو من المواد التي تتولد ذاتيا، كالبريد المتطفل، والنشرات، والإعلانات، والتحديثات في مواقع التواصل الاجتماعي.

من هنا فإن «Outlook.com» مزود بأزرار، التي بنقرة واحدة تمسح جميع البريد الوارد من شخص معين وترسله إلى سلة المهملات، كما أنه مزود بزر لإلغاء الاشتراك (Unsubscribe) الذي بنقرة واحدة يزيل اسمك من لوائح البريد في الشركات الشرعية والقانونية، تماما كما تفعل «غوغل». كما أن بمقدوره أيضا شطب جميع البريد الوارد أوتوماتيكيا، بخلاف الرسائل التي وصلت حديثا، وهو أمر جيد بالنسبة لعمليات التعامل اليومية.

* تصنيف الرسائل

* ويستخدم بريد «Outlook.com» خصائص ذكية أخرى لتصنيف الرسائل، فهو مزود بكاشفات أوتوماتيكية التي تنظر إلى الرسائل من زواياها المختلفة، مثل تلك الواردة من مواقع التواصل الاجتماعي، أو تلك المصحوبة بصور، أو تلك التي تلاحق تفاصيل معينة وهكذا.

وفي الواقع فإن الرسائل الأخيرة التي تلاحق تفاصيل معينة، كتعقب رزمة ما، هي مزعجة عادة، لذا تقوم خدمة «Outlook.com» بوضع المكان الحقيقي للرزمة على أعلى هذه الرسائل بحروف كبيرة، بغية توفير البحث عنها عبر الإنترنت.

كذلك تظهر الصور والملفات الملحقة بالرسائل في أعلى الخيارات التي تتضمنها، وذلك بحروف كبيرة وداكنة. وهي في الواقع وثيقة مكتبية (أوفيس دوكيومنت) يمكن فتحها عليها، حتى ولو لم تكن تملك مثل هذه الخدمة.

وبالنسبة إلى «Outlook.com» فلا موجب للقلق من حجم ملفات البريد الإلكتروني والحدود المسموح بها، إذ يمكن إرسال الصور والفيديوهات والملفات الأخرى التي تبلغ سعة الواحد منها حتى 300 ميغابايت، بحيث يتلقاها المرسلة إليه من دون أي صعوبة أيضا، نظرا إلى أن «أوتلوك» تربط بـ«مايكروسوفت» خدمة «سكاي درايف» المجانية التي تقدم 7 غيغابايت على الشبكة مجانا، مقابل ملحقات رسائل «جيميل» التي حدود الواحد منها 25 ميغابايت وهو الأمر الذي بدا مدهشا عام 2006.

وتعمل «Outlook.com» بشكل جيد مع الشبكات الأخرى كذلك. فلدى فتحك رسالة من شخص تعرفه، يتحول هذا الجزء إلى لوحة للرسائل، بحيث يمكن إرسال ملاحظة سريعة إلى صديق في «فيس بوك»، من دون التخلي عن نافذة البريد الإلكتروني. كما بالإمكان رؤية التحديث الأخير من شخص ما على «فيس بوك» أو «تويتر» على ذلك الجزء كذلك.

* حماية متشددة

* ومع عمل «Outlook.com» الجيد حتى الآن، إلا أنه يتوجب بعد على «مايكروسوفت» الكثير أن تفعله. ويبدو أن كثيرا من هذه الخدمة أعيد كتابته من الصفر، ومع ذلك لا يزال كثير من «هوتميل» هناك. ومع قيام «أوتلوك» بضم «سكايب» وتقويم «ويندوز لايف كاليندر» إليها في نهاية المطاف، إلا أن هذا التكامل لم ينجز بعد.

والمزية الوحيدة غير المحببة هو خشية «مايكروسوفت» من الفيروسات وعدواها بعد الصدمة المرة التي تلقتها «هوتمايل». فهي الآن تعمل مثل ذلك الشخص القاطن في نيويورك الذي تعرض للسلب، فقام بتركيب 6 أقفال على باب منزله والتسلح برشاشة من الفلفل الحاد الحارق. إذ إن كثيرا من الرسائل التي ترد تحمل ملاحظة «حجزنا المحتوى حماية لك». ويمكن النقر على فتح الاحتجاز من دون تلقي أي معلومات تنم عن سبب ذلك ولماذا؟ وتنتهي الأمور في فك احتجاز غالبية الرسائل، مما يجعل مثل هذا الاحتجاز لا قيمة له مطلقا.

وبالمناسبة تقر «مايكروسوفت» أنها تسعى وراء المشتركين في «جيميل» عن طريق «Outlook.com»، وستعتمد في ذلك على 3 أمور: الأول سعة تخزين بريدية غير محدودة، الثاني التصميم البسيط الأقل ازدحاما من «جيميل»، والثالث عدم وجود إعلانات كالتي نعهدها.

* خدمة «نيويورك تايمز»