تقنيات «واي ـ فاي» والهواتف الذكية تمنح المنازل قدرات أوتوماتيكية

تساعد على التحكم الفوري في الأجهزة والمعدات المنزلية

TT

المساكن الذكية تعرف أيضا بالمساكن المتصلة بعضها ببعض سواء عن طريق الشبكات، أو وسائل «الأتمتة»، التي هي انصهار للتقنيات المنزلية التي تعد دائما بالإنجازات، لكن من دون الوفاء بها.

لكن بعضها حاول أن يفي بوعوده، وإن كان ذلك أقل من المستوى المطلوب، أو بشكل لا يكون عالي التكلفة. وذكرياتي الأولى عن «أتمتة» المنازل تعود إلى محاولات كثيرة وضعت تحت مسميات كثيرة، مثل «الملاعق الفضية»، و«نسق حياة الأغنياء والمشاهير»، التي كانت كلها تدار عن طريق لوحة تحكم كهربائية مركبة على الجدار. لقد كانت كلها شيء من عالم الخيال بالنسبة لغالبية الناس، نظرا لأن عمليات «الأتمتة» التقليدية تعتمد على أمتار طويلة من الأسلاك، وكلفة تركيب عالية جدا.

* شبكات منزلية

* غير أنه شيئا فشيئا زحفت هذه «الأتمتة» إلى منازلنا بفضل أمرين كانت غالبية المنازل تمتلكهما، وهما شبكات «واي - فاي»، والهواتف الذكية.

في المنازل تعتبر شبكات «واي - فاي» البنية الأساسية المتدنية الكلفة ذات التأثير المنخفض لجعل الآلات والأجهزة تتواصل بعضها ببعض. كما إنه مع وجود الهاتف الذكي، فأنت تمتلك لوحة التحكم اللاسلكية المثالية التي يمكنها العمل في المنزل، أو عندما تكون في الطرف الآخر من العالم.

وأحد الأمثلة عن هذه المساعي الجديدة هو «نيست لابس» Nest Labs التي هي شركة جديدة ناشئة في وادي السليكون في أميركا، التي قامت بـ«إيقاظ» صناعة منظمات الحرارة (ثيرموستات) من سباتها، عن طريق طرح جهاز بقيمة 250 دولارا، لا يكتفي باستخدام وسائل تحري الحركة لمعرفة ما إذا كنت في الغرفة، أو خارجها فحسب، بل إنها تعتمد على شبكة المنزل اللاسلكية، بحيث يمكن استخدام الهاتف الذكي أيضا أداة للتحكم والإدارة عن بعد.

وهذا الأسلوب مفيد عندما لا ترغب في مغادرة الأريكة، لتشغيل مكيف الهواء، بل لتعديل الحرارة أيضا قبل وصولك إلى منزلك من عملك.

* تحكم هاتفي

* وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يفتقرون إلى نظام التكييف والتبريد فقد أنتجت شركة «فردريك» لتكييف الهواء مجموعة من الوحدات التي تركب على النوافذ تدعى «كيوهل» Kühl التي تملك قدرات «واي - فاي». فعن طريق تطبيق للهاتف الذكي، يمكن إدارة هذه الوحدات من حيث يتوفر للهاتف إشارة للقيام بالغرض هذا.

أما بالنسبة إلى الموقتات الزمنية التي نركبها على منافذ الطاقة على الجدران لنضع عليها أشياء مثل المصابيح مثلا، فقد قامت شركة «بيلكن» بتحديث هذه الأجهزة عن طريق ملحقاتها الخاصة بالطاقة «وي مو» WeMo، التي هي جذابة وبسيطة الاستخدام.

فقط قم بوصل وحدة «وي مو» بمقبس للتيار الكهربائي على الجدار، لتوصلها بدورها بالمقبس بجهاز كهربائي. ولكون وحدات «وي مو» هذه تعمل عن طريق شبكة «واي - فاي»، فهذا يعني أن تطبيقا في الهاتف الذكي يتيح لك التحكم في الجهاز الكهربائي، ومتى تصله بالتيار، أو تقطعه عنه.

وتعمل وحدة «وي مو» البالغ سعرها 50 دولارا مع تطبيق الهاتف الذكي، في حين تقوم النسخة منها البالغ سعرها 100 دولار بإضافة قدرات لتحري الحركة، التي تطفيء التلفزيون عندما يغادر الجميع الغرفة.

وفي الماضي كانت نظم رش الحدائق بالماء تعمل وفق جداول ومواعيد معينة. وكان التطور الكبير لدى إضافة مستشعرات للمطر عليها، التي من شأنها تأخير مواعيد الرش، إذا كان سقوط المطر كافيا. لكن أجهزة التحكم بمرشات المياه من إنتاج شركة «هايدرو بوينت»، التي كانت تباع تحت الصنف التجاري «ويذر تراك»، كانت تستعين ببيانات الطقس من دائرة الأرصاد الجوية لتعديل مواعيد الرش. فإذا كانت عاصفة رعدية مقبلة، يقوم النظام أوتوماتيكيا بإعادة جدولة مواعيد الرش تقنينا للماء، بيد أن تطبيق الهاتف الذكي يتيح تجاوز ذلك أوتوماتيكيا.

* غسالات وثلاجات الإنترنت

* لكن ليست جميع الأجهزة العاملة بـ«واي - فاي» لها استخدامات منطقية. ففي أوائل العام الحالي كشفت «سامسونغ» عن جهازيها «دبليو 457» (1700 دولار)، و«دي في 457» (1700 دولار) لغسل الثياب وتجفيفها، اللذان يمكن التحكم فيهما والكشف عليهما عن طريق تطبيق في الهاتف الذكي.

وكانت «سامسونغ» حريصة على الإشارة إلى أن غسالتيها هاتين يمكنهما إرسال إخطار بانتهاء عملية الغسل من دون الحاجة إلى الكشف عليهما حضوريا بين الوقت والأخر، فضلا عن مراحل سيرها وتقدمها. لكن هذا بدا سخيفا، لكون مثل هذه العملية لا تحتاج إلى مثل هذا الإشراف والمراقبة الدائمة، لأن الغسالة تتوقف أوتوماتيكيا متى انتهت من عملها، فضلا عن أنها تصدر صوتا خاصا بهذا الصدد.

ومثل هذا المنتج يقع في رأيي، في الخانة ذاتها التي تجعل الثلاجات متصلة بالإنترنت لإخطارك بنفاد الطعام، أو لترتيب لائحة بالمشتريات الجديدة منه. فما الفائدة من ذلك؟ إذ إن تطبيقا على الهاتف الذكي يغني عن ذلك كله، ويقوم بذلك بشكل أسهل وأفضل، خاصة أن الثلاجة هي أكثر الأجهزة تعرضا للزيارات المتكررة والكشف عليها.

غير أنني أرى مستقبل شرائح «واي - فاي» موجودة في كثير من الأجهزة الكهربائية المنزلية، والهدف من ذلك أقل بريقا، لكن أكثر فائدة، بحيث أن كثيرا من الشركات المصنعة للأدوات المنزلية ترمي إلى جعل عمليات الإصلاح والصيانة أقل تكلفة وأكثر فعالية، و«واي - فاي» قد تساعد في ذلك كثيرا. فقط تصور ثلاجة المنزل المزودة بكومبيوتر تشخيص يقوم بإخطارك بأن سير المروحة مقطوع، أو على وشك ذلك. فعن طريق التواصل اللاسلكي مع الإنترنت، يجري إرسال رسالة إلى الشركة الصانعة لإرسال سير جديد، والكشف على الثلاجة وإصلاحها، بحيث يصل العامل المختص وهو مدرك سلفا ما هو العطل، من دون الحاجة إلى تكرار زياراته، فضلا عن أن عملية الإصلاح والترميم قد تجري قبل وقوع العطل.

* خدمة «نيويورك تايمز».