أجهزة «سيرفيس» اللوحية الجديدة من «مايكروسوفت» قد تتحدى «آي باد»

الخبراء يتوقعون اكتساحها لسوق الكومبيوترات المحمولة والصغيرة

TT

جهاز «سيرفيس» Surface اللوحي المقبل من شركة «مايكروسوفت» بنظام «ويندوز بي سي»، عصري جدا، وسوف يشكل منافسة فعلية لجهاز «آي باد» من «أبل». وإن كانت الأجهزة اللوحية هي نجوم عالم الكومبيوترات الشخصية، فإن «آي باد» هي نجمة هذه النجوم. لكن «مايكروسوفت» تستعد حاليا للدخول إلى هذه النجومية بأسلوب دراماتيكي، عن طريق طرحها لزوج من الأجهزة اللوحية سيمثلان أول الأجهزة المقبلة العاملة بنظام «ويندوز».

هذان الجهازان هما «سيرفيس لوندوز آر تي» Surface for Windows RT، و«سيرفيس لوندوز برو 8» Surface for Windows 8 Pro، وسيوجه الأخير للذين يهوون التقنيات المتطورة. والذي لفت انتباه الحضور في ضاحية ريموند القريبة من مدينة سياتل الأميركية مقر «مايكروسوفت»، ليس ما سيكون عليه هذان الجهازان، بل تصميمهما العصري الجذاب والمثير.

* مزايا «سيرفيس» أولا يعمل جهاز «سيرفيس آر تي» على منصة «تيغرا 3» التي أساسها «أرم» من إنتاج «نيفيديا»، ويتطلب جميع التطبيقات الجديدة التي تستخدم واجهة التفاعل «ميترو» في «ويندوز 8». أما «سيرفيس برو» الخاصة بالمحترفين فيستخدم معالج «كور آي5» من إنتاج «إنتل»، ويشغل برامج «ويندوز» التقليدية.

وتقول «مايكروسوفت» إن «سيرفيس آر تي» سيكون متوفرا عند إطلاق «ويندوز 8» لشرائح «أو إس»، في 26 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بحيث يليه «سيرفيس برو» بعده بشهور قليلة.

وباتخاذها هذه الخطوة ستضمن الشركة أن جهازها اللوحي بنظام «ويندوز 8» حامل لواء القيادة هذا سيكون مستعدا لمواجهة ومنافسة «آي باد» من «أبل»، وكذلك مجموعة أجهزة «أندرويد» من «غوغل»، التي عجزت غالبيتها عن إيجاد مشترين.

وبداية كان لنسخة «سيرفيس آر تي» الذي قامت مجلة «بي سي وورلد» بتجربته، يبدو جذابا في شكله، فالسطح المصنوع من خليط الماغنسيوم المعدني الناعم كالحرير عند اللمس، والمصقول بشكل جيد. كما أنه بدا جامدا، صلبا ومتوازنا، سواء لدى حمله بيد واحدة، أو بالاثنتين معا. وعلى الرغم من تفضيل البعض لنحافة أكثر مما هو، فإن حافاته ذات الزوايا، كانت مريحة جدا لدى حمله.

وتمكنت «مايكروسوفت» من تجاوز بعض المآخذ الشائعة الأخرى التي تتصف بها عادة الأجهزة اللوحية، كأن تتطلب مثلا شراء علبة لحفظ الجهاز، مع قائم لوضعه منتصبا للتشارك بمحتوياته مع الآخرين، إذ يأتي «سيرفيس» بقائم إسناد متين مشيد بداخله. والقائم هذا مصمم بشكل رائع، إذ يمكن رفع الجهاز إلى الأعلى، وأسندته على القائم بشكل تلقائي تقريبا.

* شاشة مطورة

* الخطوة الأخرى المهمة كانت الشاشة. فقد استخدمت «مايكروسوفت» عامل الترابط البصري optical bonding الذي يمنح النصوص وضوحا أكثر، وبالتالي يقلل من الوهج ويحسن من التباين. وتقنية الترابط هذه مرتفعة الكلفة، لذلك تستخدمها قلة من الأجهزة اللوحية من أمثال «نيكسوس 7» من «غوغل» قياس سبع بوصات، و«أكونيا تاب إيه 700» من «إيسر»، قياس 10.1 بوصة، و«نوك تابلت» من «بارنس أند نوبل» قياس سبع بوصات التي هي الاستثناءات الثلاثة فقط. ووفقا إلى الوقت الذي قضيته مع النموذج الأولي من «سيرفيس» البالغ قياسه 10.6 بوصة، استفادت شاشته كثيرا من استثمار «مايكروسوفت» لهذا الأسلوب المكلف.

وكانت الشركة قد أعادت التفكير في كيفية تحويل الأجهزة اللوحية إلى أدوات إنتاجية أفضل، ابتداء من أغطية «تايب كوفر» Type Cover، و«تاتش كوفر» Touch Cover الذكية. فبينما كانت الشركات الصانعة الأخرى تتطلب علبة منفصلة مع لوحة مفاتيح، أو قاعدة للإرساء التي تحول الجهاز اللوحي إلى دفتر ملاحظات يشبه الصدفة، يقدم غطاء «مايكروسوفت» الذكي لوحة مفاتيح متكاملة تماما مع الجهاز، بصورة مرنة وخفيفة الوزن، وقادرة على تقديم المهام المطلوبة منها. فطراز «تايب كوفر» مزود بلوحة مفاتيح ميكانيكية، مع رقعة نقر متعددة اللمس، لتوفير السرور للراغبين في الطباعة عن طريق اللمس. أما «تاتش كوفر» فيأتي بعدد من الألوان البراقة المبهجة، إلى جانب مفاتيح مسطحة سوداء حساسة للضغط وإذا ما قمت بقلب الغطاء إلى الوراء، يقوم مقياس الحركة والتسارع بتوقيف عمل لوحة المفاتيح. وطراز «تاتش كوفر» هو رقيق بسماكة ثلاثة مليمترات بغطائه الذي ينقفل مغناطيسيا، بحيث تتراصف حوافه وأجزاؤه تماما، مع حوافي وأجزاء الجهاز. وبسبب هذا التصميم، يبدو الغطاء هذا أكثر إحكاما من غطاء «سمارت كوفر» من «أبل»، الذي قد يخرج من مكانه أحيانا.

* منافسة الكومبيوتر المحمول

* ولا يعلم الخبراء كيف ستتنافس هذه الأجهزة من «مايكروسوفت»، مع نظيراتها من «أبل»، في السوق، وإن كان ذلك يعتمد أيضا على المميزات والأسعار، وما إلى هنالك، لكن هناك شكوك مبدئية في أن يشكل الجهاز هذا خطرا على «آي باد». لكن «سيرفيس برو» سيقوم بتحدي المجموعة الحالية لأجهزة اللابتوب، ودفاتر «ألترابوك» البالغة النحافة، وقد يفوز عليها. فلماذا علينا ابتياع جهاز لابتوب كلاسيكي من النوع الشبيه بالصدفة، عندما يكون بالإمكان الحصول على جهاز لوحي، الذي يتحول بسرعة وأناقة إلى لابتوب عندما تحتاج إليه، هذا من دون التضحية بالأداء الجيد والمهام المطلوبة؟ والسؤال الوحيد هنا هو ما إذا كان المستهلكون قادرين على تدبير أمورهم مع شاشة قياس 10.6 بوصة لتكون بديلة عن شاشة اللابتوب الأكبر حجما؟ بالنسبة إلى الكثيرين، فإن مزية الجمع بين الجهاز اللوحي، واللابتوب كجهاز هجين، جديرة بالتضحية بالشاشة الكبيرة.

لكن ما يزال الكثير الذي ينبغي كشفه عن جهاز «سيرفيس». فالرهانات كثيرة، فقد قدرت مؤسسة «إن بي دي ديسبلاي سيرتش» لأبحاث السوق على سبيل المثال، أن عدد الأجهزة اللوحية في عام 2016 المسوقة سيفوق عدد أجهزة اللابتوب. وبذلك يمكن لأجهزة «ويندوز 8» اللوحية أن تلعب دورا بارزا في تعزيز مبيعات الأجهزة اللوحية.

وخلال حفل تقديم الجهازين هذين من «مايكروسوفت» أخيرا، امتنعت الأخيرة عن تقدير حياة بطاريتهما، إذ تبقى العمليات الكومبيوترية طوال اليوم بالنسبة إلى مثل هذه الأجهزة نوعا من الكنز الثمين. لكن بعض الشركات الصانعة المنافسة شرعت تقترب من ذلك، مثل «آي باد» من «أبل» الذي دام في اختبارات عرض الفيديو التي نظمتها «بي سي ورلد» 10 ساعات و46 دقيقة، مقابل 10 ساعات و10 دقائق بالنسبة إلى جهاز «نيكسوس 7» من «غوغل»، و8 ساعات و11 دقيقة بالنسبة إلى «إيسر أيكونيا تاب إيه 700»، و7 ساعات و58 دقيقة بالنسبة إلى «أسيوس ترانسفورمور باد إنفينتي تي إف 700».

في أي حال حتى لو لم يتمكن «سيرفيس برو» من مضاهاة هذه الأرقام، فهو يتغلب على دفاتر «ألترابوك» المتناهية النحافة التي تدوم شحنة بطارياتها بين 6 و7 ساعات، وأجهزة «ويندوز 7» الحالية التي تبلغ حياة بطارياتها ما بين 4 إلى 6 ساعات.

ونأمل أن يكون لـ«مايكروسوفت» بعض الأسرار، أو الابتكارات الخاصة بالبطاريات، خاصة أن «ويندوز 8» تملك بعض الخاصيات في إطار إدارة الطاقة والمساعدة في تمديد حياة البطارية عن طريق تنسيق عمل التطبيقات، ونظام تشغيل «أو إس»، والعتاد معا. فنمط «كونيكتد ستاندباي» يتيح للجهاز أن يدخل في طور «استهلاك الطاقة المتدنية»، على الرغم من استمراره في تلقي التحديثات وغيرها.

ولم تذكر «مايكروسوفت» ما إذا كان «سيرفيس» يدعم خيارات البيانات الجوالة، وعمليات الشراكة بين الشركات المقدمة لخدمات الشبكات. أو أنها قد تقوم بالتخلي عن كل ذلك لمصلحة شبكة «واي - فاي» البسيطة نسبيا. وبالطبع يمكن استخدام إما نقطة ساخنة جوالة من «واي - فاي»، أو «دونغل للبيانات يو إس بي» لهذا الغرض.