أحذية «نايكي هايبر دانك بلاس» الإلكترونية للاعبي كرة السلة

خفيفة وتصمم بمجسات لقياس النشاط والسرعة وارتفاع القفزات

TT

من المعتاد أن أحذية «نايكي بلاس» وسائل تتعلق بالجري، إلا أن نظام الاتصال الأصلي بين تلك الأحذية وجهاز «آي بود» حولها إلى أداة رقمية رائعة لقياس سرعة الحركة. وحتى ذلك الجهاز البسيط أدى إلى حالة معينة من الهوس بين المتحمسين له، وما زالت أخبار العالم التي يبثها موقع «فيس بوك» تزخر بتحديثات الجري حتى اليوم. ورغم ما بها من جوانب قصور، فإن الناس استقبلوا أحذية «نايكي بلاس» بحماس لأنها تشجعهم على الجري مرات أكثر ولمسافات أطول.

والآن قامت شركة «نايكي» بالتوسع في إمبراطورية «بلاس» بإصدار أحذية لكل من كرة السلة والتدريبات المساعدة، وهي مزودة بالإضافات التكنولوجية الخاصة بالشركة، مما يسمح لنا نحن الأشخاص غير المحترفين في العدو بتذوق إثارة متابعة إنجازاتنا وتبادلها مع أصدقائنا والمنافسة فعليا مع الآخرين ممن اشتروا أحد أحذية «نايكي بلاس».

ويتحمس كثيرون من عشاق كرة السلة الهواة مثلا في البداية لحذاء «هايبر دانك بلاس» Hyperdunk+ b-ball kicks الجديد الخاص بكرة السلة، الذي يحتوي على سلسلة من المجسات المنتشرة داخله. وهناك «دنغل» (أداة توصيل) صغير قابل لإعادة الشحن يتم تثبيته في النعل أسفل قدمك وينقل إحصاءاتك البدنية لاسلكيا عبر تقنية «البلوتوث» إلى هاتف «آي فون» الخاص بك. إلا أن حماستهم تقل، كما يقول محلل موقع «وايرد.كوم» الإنترنتي وتتلاشى سريعا عندما يرون السعر البالغ 250 دولارا الكبير بالنسبة لحذاء.

ويتابع هذا الحذاء 3 مقاييس؛ الأول هو «نقاط الوقود» (Fuel Points)، وهو النظام الذي ابتكرته شركة «نايكي» لقياس النشاط الكلي، ونقاط الوقود هذه هي الإحصءات الشاملة نفسها التي تستعمل في «حزام الوقود» (Fuel Band) الجديد الذي أصدرته شركة «نايكي»، ورغم أنها ليست بذلك الوضوح الذي تتسم به السعرات الحرارية أو عدد الخطوات أو بعض الإحصاءات الحركية الأخرى التي يمكن ملاحظتها، فإنها لا تستغرق في الواقع كل ذلك الوقت لفهمها والتعامل معها؛ إذ يمكنك أن تعرف سريعا كم النشاط الذي يتطلبه الأمر للوصول إلى ألف نقطة مثلا.

والمقياس الثاني، وربما الأكثر متعة في التعامل معه، هو القفزة الرأسية، حيث يقيسها الحذاء عن طريق حساب الزمن المستغرق في الهواء. وقد اتضح أن هذا المقياس فعال للغاية، فما لم تكن تحاول فعليا أن تغش، فإن الحذاء يمنحك قراءات متسقة، ولا يهم إذا رفعت ساقيك أو تركتهما مستقيمتين أو ركلت بقدمك في الهواء على طريقة المغني ديفيد لي روث، فالقفزة الرأسية تظل كما هي.

وأخيرا، فإن هذا الحذاء يرصد السرعة عن طريق قياس الخطوات المقطوعة في الثانية، ويبدو هذا بسيطا، لكنه يظل غير واضح قليلا في الذهن (وماذا عن طول الخطوة؟) يكفي أن تعرف أنك إذا أسرعت فقط في الجري، فإنك تسجل درجة أعلى.

ويقول روبرت كابس في «وايرد.كوم» إنه وبعد أن لعب مباراتين، وجد أن الحصول على هذه الإحصاءات فقط غير مقنع إلى حد ما، حيث لم يبد له بالأمر الكبير، بل والأسوأ من ذلك أن الحذاء لم يندمج جيدا مع «حزام الوقود» الخاص به، فكل «نقاط الوقود» التي منحنه إياها الحذاء لم تكن تضاف إلى درجته الإجمالية على موقع «nikeplus.com»، ولإتمام الدائرة، كان يتعين عليه ارتداء «حزام الوقود» داخل الملعب، وهو ما يكره فعله. وقد حاول إظهار إعجابه بهذه الأدوات الجديدة أمام زملائه اللاعبين، لكنهم لم يبد عليهم الانبهار أيضا.

ويقول إنه ومع ذلك بدأ يتحمس لحذاء «هايبر دينك بلاس» بعد أسبوعين، فمن خلال الاهتمام بإحصاءاته أثناء التركيز على طريقته في القفز، تمكن من زيادة ارتفاع قفزته الرأسية بمقدار بوصتين تقريبا، فقط عن طريق تغيير الطريقة التي يقلع بها عن الأرض، كما بدأ في التركيز على التحرك بدرجة أكبر لزيادة نقاط السرعة لديه، وهذا بدوره جعل منه لاعبا أكثر حيوية ونشاطا. وميزة إضافية، فقد أدرك أنه يحب الحذاء نفسه حقا، فكما ينتظر المرء من حذاء فخم من شركة «نايكي»، فهو خفيف ومساعد على الحركة، كما تعطي المواد المتطورة التي تمتص الصدمات إحساسا رائعا في الملعب.

* الاتصال بـ«آي فون»

* بالإضافة إلى متابعة لعبك، فإن هناك شيئين يمكنك فعلهما بهذا الحذاء؛ ففي وضع «خزانة العرض» (Showcase)، يمكنك استخدام هاتف «آي فون» لتسجيل تمارينك لمدة 30 ثانية، ثم مشاهدة النتائج لدراسة مستواك. وقد بدت هذه الميزة مبتذلة، إلا أنه تبين بعد ذلك أنها مسلية للغاية؛ بل ومفيدة إلى حد ما. كما يمكنك أيضا تنزيل «تطبيق نايكي بلاس التدريبي» (Nike+ Training App)، الذي يقيس أداءك أثناء قيامك بمجموعة من التمرينات المعدة مسبقا، ويمكن تشبيهه إلى حد ما بأنه مدرب خصوصي تفاعلي. وقد فعلت هذا مرتين حتى الآن، وقد منحني هذا التطبيق تدريبا جيدا.

وبصورة إجمالية، فإن طاقم «نايكي بلاس» الخاص بكرة السلة ما زال يبدو بدائيا، فحتى الطرق التي يمكنك بها استخدام الإحصاءات القليلة جدا التي يتابعها ما زالت محدودة؛ إذ لا يمكنك على سبيل المثال أن ترى جميع قفزاتك في الشهر، أو حتى استعراض القفزات في إحدى المباريات عن طريق الإنترنت، ولا يمكنك بسهولة المقارنة بين السرعة يوما بعد يوم، كما أن نقل البيانات من الحذاء إلى هاتفك قد يكون بطيئا بصورة مزعجة إذا كنت قد لعبت مباراة طويلة (ثق أن أحد الأشياء التي لن يتحملها اللاعبون العصبيون هو انتظارك بينما يقوم حذاؤك بالتنزيل). ومن المفترض أن تكون هناك نية لدى شركة «نايكي» لتحسين كل هذا مع الوقت.

وكل هذا يعيدنا إلى السعر، فهذا الحذاء باهظ الثمن، وقد طرح هذا تساؤلات حول لمن تم تصنيعه، حيث إنه في الوضع المثالي يصلح تماما إذا كان لديك مجموعة من الأصدقاء الذين يستعملونه هم أيضا حتى يمكنكم جميعا مقارنة إحصاءاتكم عبر موقع «فيس بوك». ولكن كم من طلاب المدارس العليا أو الكليات يملك المال لشراء هذا الحذاء؟ وفي المقابل، كم من لاعبي الكرة المسنين (الذين قد يكون لديهم دخل فائض عن حاجتهم) لديهم من الاهتمام حقا ما يكفي لإنفاق مبلغ كهذا؟

ولكن ربما نكون قد نظرنا إلى الأمر بطريقة خاطئة، فكرة السلة عندما تحللها ليست رياضة مكلفة، بل إنك لا تحتاج حتى إلى شراء كرة، فهي عادة ما تظهر حيثما ذهبت للعب. ومقارنة مع الغولف أو قيادة الدراجات أو التنس، لا يوجد كثير من المعدات الباهظة لشرائها، وبالتالي فإن إنفاق 250 دولارا لشراء حذاء قد لا يكون بهذا السوء. وهو حذاء رائع، لأنه في الواقع يحفزك على العمل بجد أكبر قليلا، كما أنه يجعل اللعب أكثر مرحا إلى حد ما، بالنسبة لك على الأقل. وبالتالي فربما يكون هذا الحذاء يستحق ذلك المبلغ.

* الاستنتاجات والخلاصة هي:

* الإيجابيات: يجمع بيانات الأداء أثناء لعبك، وقد يساعدك على تحسين قفزتك الرأسية، ويجعلك تعمل بجد أكثر، والتطبيق التدريبي يحقق مردودا جيدا.. إنه حذاء رائع حقا.

* السلبيات: غالي الثمن، ومتابعة الإحصاءات محدودة للغاية ولا تسمح لك بالتصرف كثيرا في البيانات التي يجمعها بالفعل، والنقل اللاسلكي من الحذاء إلى الهاتف بطيء، ويعمل مع نظام تشغيل «آي أو إس» فقط.