«كيندل فاير إتش دي».. جهاز لوحي عالي الوضوح من «أمازون»

يمتاز بخصائص فريدة

جهاز «كيندل فاير» اللوحي من «أمازون»
TT

عندما طرحت «غوغل» قبل شهور جهاز «نيكسوس 7» اللوحي ظهر أنه اقتصادي مناسب للميزانيات المتواضعة، ولذا ينبغي على الشركات الأخرى منافسته. لكن شهرين في عالم التقنيات هما كسنتين في عالم الأعمال الأخرى. إذ طرح أخيرا إلى الساحة جهاز لوحي آخر ملون له قيمته، ليشوش قرار شراء الأول. إنه جهاز «كيندل فاير إتش دي» الجديد العالي الوضوح Kindle Fire HD من «أمازون» الذي يشكل تحديا خطيرا لجهاز «غوغل»، ويمثل تطورا كبيرا على الجيل الأول من طراز «كيندل فاير» الذي طرح للبيع في الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

* جهاز «أمازون» اللوحي

* الخاصية المهمة بالنسبة إلى «كيندل فاير» الأصلي هو سعره البالغ 199 دولارا، أي أقل بـ300 دولار عن السعر الأولي لجهاز «آي باد» الذي قارب في وقت لاحق الطراز الأولي من «نيكسوس 7». وكان جهاز «فاير» اللوحي محترما، وإن كان غير كامل الصفات. فهو جهاز جوال يمكن حمله، ويناسب بيئة «أمازون» الواسعة من الكتب والأفلام والموسيقى والمحتويات الأخرى، لا سيما إذا كان بالإمكان تلقي بث البرامج التلفزيونية كمشترك في خدمة «أمازون» السنوية مقابل 79 دولارا.

لكن على الرغم من أن «كيندل فاير» الأصلي وفر قيمة كبيرة مقابل المال، فإن خللا أصاب عامل الإثارة والانجذاب إليه، نظرا إلى خلوه من الكاميرات، وتقنية «بلوتوث»، والميكروفونات، وإمكانية التحكم به من قبل الآباء والأمهات، وخيارات الاتصال الجوالة التي تتمم شبكة «واي - فاي».

وتعتبر ذاكرته البالغة 8 غيغابايت ذاكرة متواضعة، على الرغم من أن «أمازون» تقدم ذاكرة سحابية مجانية لمحتوياتها الخاصة. الشاشة على الجهاز الأول جيدة، لكنها عاجزة عن عرض الوضوح العالي، كما أنها تفتقر إلى أزرار طبيعية للتحكم بارتفاع الصوت. والأكثر من ذلك وجدت البرنامج بطيئا في بعض الأحيان.

وكما هو الحال بالنسبة إلى «نيكسوس 7»، كان جهاز «فاير» الأول أصغر بكثير من شاشة 9.7 بوصة الخاصة بـ«أبل آي باد»، كما كان يفتقر إلى مرونته. وتخطط «أمازون» إلى إطلاق طرز من «فاير» العالي الوضوح قياس 8.9 بوصة، وذلك في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

* شاشة مدهشة

* ويقول إدوارد بيغ في «يو إس إيه توداي» إن اختباراته تبين أن طراز «فاير إتش دي» العالي الوضوح، سعة 16 غيغابايت، البالغ سعره 199 دولارا، مزود بشاشة مدهشة عالية الوضوح قياس 7 بوصات. لكن شحنة البطارية لا تدوم أكثر من 11 ساعة من الاستخدام المتنوع. أما الطرز بشاشات 8.9 بوصة، فيبلغ سعرها 299 دولارا للواحد منها الذي تبلغ سعته 16 غيغابايت، و499 دولارا للذي تبلغ سعته 32 غيغابايت، فضلا عن تواصل خليوي سريع «4 جي» لتكملة شبكة «واي - فاي» المركبة على متنها.

ومع التوجه إلى إنتاج أجهزة «فاير» العالية الوضوح تمكنت «أمازون» من معالجة كثير من العيوب الأصلية. فالمعالج هنا أكثر صلابة، مما يؤدي إلى أداء سريع ومرن. وعلى الرغم من بعض المآخذ التي اعترت نظام الصوت والاستماع إلى الموسيقى، فإن «امازون» قالت إن حلول لهذه المشكلة هي على الطريق عبر برنامج جديد.

وأضافت «أمازون» كاميرا أمامية عالية الوضوح يمكن استخدامها في الاتصالات الفيديوية، عن طريق «سكايب». ولا تتوفر حتى الآن كاميرا خلفية، على الرغم من إضافة تقويم وبريد إلكتروني جديد.

وتقدم «أمازون» واجهة التفاعل الخاصة بها فوق نظام تشغيل «أندرويد» من «غوغل». وتظهر الإيقونات الخاصة بالتطبيقات التي استخدمت أخيرا ضمن حلقة دائرية، بحيث يمكن رؤية أيقونة كتاب تقوم بقراءته إلى جانب أيقونة فيلم سينمائي شاهدته قبل ساعات، أو موقع معين على الشبكة قمت بزيارته، وهكذا.

* بين «غوغل» و«أمازون»

* يرجع الخيار إلى انتقاء الجهاز، إما من «غوغل»، أو من «أمازون»، إلى المخزن الرقمي لكل منهما. فـ«أمازون» تدعي أن لديها ملايين الكتب، بما في ذلك 180 ألف كتاب حصري بها، وأكثر من 120 ألف فيلم سينمائي وبرنامج تلفزيوني. أما «غوغل»، فلديها تطبيقات أكثر يمكن الوصول إليها عن طريق مخزن «بلاي». أما على صعيد نقاط ترويج البيع، فكلاهما يزعم أنه الأفضل على صعيد الأجهزة والعتاد. فجهاز «كيندل فاير» العالي الوضوح يزن 13.9 أونصة (الأونصة 28 غراما تقريبا)، مما يجعله أثقل قليلا، ونحو بوصة واحدة أعرض من «نيكسوس 7» البالغ وزنه 12 أونصة.

وهذا فرق محسوب لدى وضع الجهاز في الجيب، الذي يحسب لصالح «غوغل». وفي صالح الأخيرة أيضا مسألة الخرائط وتقنية تحديد المواقع والأماكن التي تظهر على شاشة 7 بوصات عالية الوضوح، التي طورت في إطار نقاط «واي - فاي» الساخنة. وتملك «غوغل» أيضا تقنية NFC للتشارك لاسلكيا في البيانات ضمن مسافات قصيرة بين مالكي «نيكسوس 7».

لكن لـ«أمازون» مكاسب أخرى، إذ يضم جهازها فتحة HDMA لوصله إلى شاشة كبيرة عالية الوضوح. كما أنه مجهز بمكبرات صوت مبيتة فيه تضفي على الأفلام السينمائية والمشاهد والموسيقى صوتا ينبض بالحياة، حتى من دون استخدام سماعات الرأس.

والحقل الذي تتألق فيه «أمازون» هي المميزات التي تعزز المحتوى وتغنيه. ومنها على سبيل المثال أنه لدى عرض أحد الأفلام، ورغبة المشاهد معرفة اسم الممثل الذي يقوم بدور البطولة فيه، يمكن توقيف عرضه للحظات لمعرفة ذلك من دون الحاجة إلى فتح تطبيق منفصل. وهذا ينطبق أيضا على الكتب لدى مطالعتها لمعرفة سيرة المؤلف مثلا، والأماكن التي يأتي على سيرتها وغيرها.

ويمكن هنا الاستفادة من خاصية تدعى المطالعة الاستغراقية Immersion Reading، بحيث يجري إبراز النصوص المعروضة على الشاشة وتسليط الضوء عليها في الوقت الذي يتلوها أحد محترفي صناعة السرد والقراءة بصوت جذاب. وهذا أمر يساعد الأطفال على تعلم القراءة.