اعتدت أن أحمل معي أينما ذهبت كراسة رسم مولسكين حمراء، وخلال احتسائي للقهوة أقوم بعمل بعض الرسومات. كانت الرسوم مجرد فضول وفي بعض الأحيان لمشهد أو لشخص مثير للاهتمام. كنت أفعل ذلك بدافع المتعة وإفساح المجال لتدفق الإبداع لدي أكثر منه محاولة لفن جاد. وغالبا ما كنت أضطر لاستعارة قلم من حانة أو مقهى لأن حمل القلم في جيب سروال جينز ليس أمرا مثاليا.
لم أحاول القيام بهذه الرسوم لفترة طويلة. ثم اشتريت هاتفا ذكيا، وأحد الأشياء التي برعت فيها الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية محاكاة الرسوم - ولن تكون مضطرا لحمل قلم معك.
* برامج الرسوم
* تبلغ تكلفة أحد أقوى برامج الرسوم وهو «بروكرييت» (ProCreate)، الذي يعمل على أنظمة تشغيل أجهزة «آي باد»، خمسة دولارات، وتضم أدوات الرسوم به قلما تقنيا، وتأثير سحابة لظلال الجرافيت والأقلام الحبر والتلوين والرش لتأثيرات أكثر تطورا.
الضغط على واحدة من هذه الأدوات في القائمة يجلب العديد من القوائم الإضافية المليئة بالإعدادات التفصيلية، للتحكم في الشكل المتناقص لكل نقرة أو كيفية تفاعل الأداة مع محاكاة الورق الإلكتروني الذي ترسم عليه وجعله «محببا». ويمكنك شراء أدوات رسم أكثر تم التعريف بها مسبقا عبر متجرها للبرامج. ورغم ما قد تسببه هذه الأدوات من الحيرة لا تزال الإعدادات الافتراضية كبيرة، والرسوم البيانية واضحة وسهلة التعامل إلى حد كبير، وتتحكم أشرطة التمرير البسيطة في كثافة وحجم كل نقرة قلم جديد.
هناك أزرار لإلغاء أو لتصحيح الخطأ، فاللمسة البارعة حقا هي أداة المسح التي تبدو أشبه بالشيء الحقيقي الذي يمكنك تطبيقه برفق، وعلى الرغم من ذلك سيترك آثارا لخطوطك الأصلية لتقودك في رسمك الجديد.
ويدعم التطبيق الجديد الصورة متعددة الطبقات حتى تتمكن من رسم تأثيرات مختلفة للأوراق الرقمية والتحكم في كيفية إضافتها جميعا في صورتك النهائية. ويتميز التطبيق بالخيارات العادية التي تتسم بها وسائل الإعلام الاجتماعي وحفظ الرسوم، لكن ربما لأن وظيفتها الاستثنائية هي أنها تعمل مع بعض الأجهزة الظاهرية مثل قلم «أدوينت غوت تاتش بلوتوث». ويضيف هذا حساسية ضغط لأدوات الرسم التي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في برنامج «إس بين» الجديد الذي تسوقه شركة «سامسومغ» مع هاتفها «غالاكسي نوت 10.1».
* تجربة رسم «آي باد»
* لنوع مختلف من تجربة الرسم مع «آي باد»، يأتي برنامج «بيبر» (Paper) الأفضل في ذلك وهو مجاني. وعندما وصل إلى «آي باد» قبل فترة ثارت ضجة كبيرة حول أدائه الرائع من حيث سرعة وسهولة الرسم التي يصعب التغلب عليها. السبب في ذلك هو أنك ستتمكن من القيام بكل حيل الرسم ببضع نقرات فقط على أدوات التحكم. وهو أيضا قادر على الاحتفاظ بالرسوم في «كتب» جذابة يمكنك تسميتها وأرشفتها لحفظ مشروعاتك كل على حدة.
المشكلة الوحيدة التي واجهتها مع التطبيق هي أنك مضطر لدفع المال لشراء العديد من التطبيقات كي تتمكن من الوصول إلى العديد من أدوات الرسم. وعلى الرغم من كون «آي باد» الخيار الطبيعي للرسم بسبب شاشته الكبيرة، هناك الكثير من تطبيقات الرسم الكبيرة الأخرى لأجهزة «آي فون» و«أندرويد».
تم تصميم برنامج «بيستاشيو» (Pistachio)، الذي يباع مقابل دولارين ويعمل على أجهزة «آي فون» و«آي باد» ليكون بسيطا، لكنه على الرغم من ذلك قوي نسبيا، وبسبب بساطته يمكنه أن يقوم بعدد محدود من الخطوات العكسية، وقد تجد خطوط رسمه في بعض الأحيان خشنة نوعا ما وليست سلسة، لكنه مبهج ويفي بغالبية احتياجات الرسم.
يأتي بين ذلك أيضا برنامج «سكتش بوك موبايل» (SketchBook Mobile)، الذي يباع مقابل دولارين ويعمل على أنظمة «أندرويد»، وهو أكثر تطورا من بيستاشيو، لكنه هذا يعني، بطبيعة الحال، منحنى تعليم أكثر حدة وأكثر ضجيجا إذا كنت ترغب في القيام برسم صور مصغرة سريعة.
* برامج متنوعة
* ويعتبر برنامج «سكتش فري» (Sketch Free)، الذي يأتي مجانيا لكن مع إعلانات على «أندرويد»، برنامج رسم أساسيا بالغ السهولة في الاستخدام، ويأتي مع مجموعة متنوعة من التأثيرات الخاصة الذكية التي تزيد من حواف الخطوط التي ترسمها بصورة آلية. إنها متعة كبيرة حتى وإن كانت نتائجها غير متوقعة إلى حد ما. ويعتبر برنامج «بيكاسو» بديلا جيدا، إذا كنت تبحث عن تطبيق مدعم بالإعلانات بتأكيد أكبر على الرسم والتلوين من أجل المتعة على عكس مسودات الرسم.
ومع «ويندوز فون 7» يوجد «فانتازيا بينتر» (Fantasia Painter) المجاني، وهو برنامج مدعوم بالإعلانات ويشبه برنامج «سكتش فري»، مصحوبا بمجموعة رائعة من التأثيرات اللونية والرسم.
وفي المرة القادمة التي تحتسي فيها القهوة خلال فترة الراحة بدلا من أن تستخدم برنامج «آنغري بيردز»، لماذا لا تستخدم هاتفك لتحاول رسم ما تراه؟ ويمكنك الاحتفاظ بها بشكل خاص كما تحب، لكن من الجيد أن تترك لهذه الإبداعات مساحة للخروج في بعض الأحيان، وسوف تحظى بالتأكيد بالمتعة.
سيسعد عشاق برنامج «بينترست» الذي يعمل على أجهزة «أندرويد» أنهم تمكنوا في النهاية من الحصول على تطبيق رسمي، وهو مجاني ويحتوي على كل الإمكانات المعتادة من حفظ وتبادل الصور على الإنترنت، لكن تتمتع بهذه الخدمة فقط أثناء تجوالك.
إذا صادفت صورة تحبها على «إنستاغرام»، لكنك تعتقد أنها تبالغ في الفلترات السخيفة، فإنه يمكن لبرنامج «نورمالايز» (Normalize)، الذي يباع مقابل دولار، المساعدة في ذلك، حيث يعمل البرنامج على أنظمة تشغيل «آي أو إس» لتثبت الصور المهتزة، لكن له بعض التأثيرات الجانبية خلال إعادة تحويل صور «إنستاغرام» التي بولغ في فلترتها إلى شيء شبيه بالصورة الأصلية.
* خدمة «نيويورك تايمز»