ساعات مطورة تتواصل مع الهواتف الذكية

موجة جديدة من التصاميم والابتكارات

ساعات ذكية من «سوني»
TT

تفوقت الهواتف الجوالة على الساعات كوسيلة لمعرفة الوقت، لكن عددا من شركات التكنولوجيا تضع معصمك نصب أعينها الآن، حيث تأمل شركات مثل «أبل» و«نايكي» و«سوني»، فضلا عن عشرات الشركات الجديدة، إضافة جهاز على معصمك. سيكون ذلك خروجا عن المألوف لساعات اليد، التي عرفت في وقت قريب نوعا ما. فرغم اختراعها عام 1868 على يد صانع الساعات السويسري باتك فيليبي، لم تحظ ساعات اليد بالاهتمام الذي هي عليه الآن إلا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كان الأفراد يحملون الساعات في جيوبهم أو متدلية في سلسلة.

يقول بلايس بيرتراند، مدير التصميم الصناعي في شركة «آي دي إي أو» للتصاميم: «كان مصممو الساعات يسألون أنفسهم في بداية القرن العشرين عما إذا كان مجديا وضع الساعة في جيوبهم. أعتقد أن السؤال ذاته يطرح حاليا، لكنه في سياق مختلف، حيث تحل الهواتف الذكية محل الساعات في جيوبنا».

لن تكون ساعات اليد الجديدة بديلا للهواتف الذكية، بل ستتصل بها، وستواصل في الوقت ذاته مهمتها الأساسية في التعريف بالوقت، لكنها ستلغي الحاجة إلى إخراج الهاتف الذكي من جيبك أو حافظتك، وستقدم معلومات تفوق أكثر ساعات «جي شوك» تقدما، أو أثمن الساعات الدقيقة.

على سبيل المثال، طرحت شركة «سوني» ساعة ذكية، بشاشة بمساحة بوصتين قادرة على عرض البريد الإلكتروني، وتغريدات «تويتر» والرسائل النصية الأخرى، التي تلقاها هاتفك الـ«أندرويد» الذكي. وطرحت «نايكي» شريطا حول الرسغ هو «نايكي فويل» Nike Fuel، وهو شريط أسود بأضواء ملونة يقوم بقياس الطاقة التي تبذلها بشكل يومي وتبعث بها إلى الهاتف الذكي، (كما تستعمل كساعة أيضا). وتبيع شركة «جوبون» سوارا أطلقت عليه اسم «آب» Up يمكن لكلا الجنسين ارتداؤه، يقوم بمتابعة النشاطات اليومية للمستخدم ويقوم بإرسال المعلومات إلى برنامج «آي فون».

وقد خلبت الساعة «بيبل» (Pebble) الابتكارية، القادرة على تشغيل الموسيقى وعرض الرسائل النصية والطقس والمعلومات الأخرى من الهاتف، لب مرتادي موقع «كيك ستارتر»، المختص بجمع التبرعات للمشروعات الابتكارية، حيث جمعت 10.3 مليون دولار، ويتوقع أن تطرح في الأسواق العام المقبل.

يرى ستيفن سنيدن، مدير التسويق في شركة «سوني» أن ذلك امتداد للهاتف الجذاب، ويقول: «تحول المعصم إلى شاشة عن بعد، حيث تملك الآن القدرة على التحكم في هاتفك بعدد من التطبيقات المختلفة. وبحكم ذكاء الهاتف الذكي، فسوف يساعدك في تحديد نوعية الجهاز الذي يتوافق ومعصمك».

يشير سنيدن إلى أن أحد الأسباب الأخرى التي يمكن أن تسهم في انتشار هذه الساعات هو انجذاب مديري الشركات إلى الساعة الذكية لأنها سمحت لهم بالتواصل مع هواتفهم في الاجتماعات دون أن يبدوا وقحين. وقال: «إن المضيفات الجويات لم يطلبن من الأفراد إغلاق ساعاتهم خلال الإقلاع والهبوط»، لكن تقديم شاشة إضافية للمعصم قد لا يكون كافيا.

ويشير حسين رحمان، المدير التنفيذي لشركة «جوبون» التي تقوم بصناعة سماعات الرأس المحمولة للهواتف الذكية، إلى أنه يعتقد أن أجهزة المعصم ستقيم توازنا بين التكنولوجيا والموضة كي تغري قطاعات عريضة من الجمهور، وبخاصة الشباب الذين تخلوا عن الساعات.

وقال: «لا أعلم ما إذا كان المستهلكون يرغبون في شاشة عرض كبيرة على معصمهم إذا كان لديهم شاشة عرض بالفعل في جيوبهم. فالمعصم يستخدم للموضة والتعبير. لا يمكنك جعل شيء ما عمليا فقط، ولا يمكنك استغلاله للموضة فقط، أيضا».

وأضاف: «إذا أردت القيام بذلك على النحو الصائب، يجب عليك مزج الاثنين».

وأشار رحمن أيضا إلى إمكانية امتلاك الأفراد عدة أجهزة يمكنهم ارتداؤها وخلعها خلال اليوم، ويقول: «لن ترتدي نفس الشيء عندما تذهب للجري وتذهب لحفلات العشاء».

لا يتوقع أن يشتري العملاء أكثر من هاتف ذكي، لكن هل سيشترون أكثر من جهاز معصم؟ هذا ما تريد تنفيذه شركات الإلكترونيات على وجه التحديد.

* خدمة «نيويورك تايمز»