أجهزة لوحية خاصة بالأطفال الصغار

يمكن للآباء والأمهات التحكم فيها

TT

بين خضم منتجات الأجهزة الجوالة برز منافس جديد مخصص للأطفال الصغار، من إنتاج «تويز آر يو إس»، الذي من المؤمل أن يحتل موقعه كمنافس لـ«أبل آي باد»، أو «أمازون كيندل فاير»، كجهاز لوحي موجه للأطفال بسعر 150 دولارا تحت اسم «تابيو».

ويسلط إطلاق هذا الجهاز من قبل أحد عمالقة شركات مبيعات ألعاب الأطفال، الأضواء على السباق الجاري لاستقطاب المستهلكين الصغار للأجهزة التقنية الذين باتوا يتأقلمون بسرعة مع الهواتف الذكية والمعدات الأخرى.

والأمثلة على اهتمام الأطفال بالمعدات التقنية كثيرة. فمواقع التواصل الاجتماعي تكافح لاستقطاب المشتركين الصغار الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة. وكانت شركات المبيعات الكبرى قد أطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي هذه، ترمي إلى الاستحواذ على مستخدمي الشبكة من الصغار. وكان جيف بيزوس كبير مديري «أمازون» التنفيذيين قد عرض أخيرا جهازه اللوحي الحديث «كيندل فاير» مروجا كيف أن بإمكان الآباء والأمهات تحديد الزمن الذي يقضيه الأولاد على الجهاز هذا.

* جهاز لوحي للأطفال

* ووفقا إلى تروي بيتيرسون المسوق الرئيسي لجهاز «تابيو» Tabeo، الذي سيباع حصريا من قبل «تويز آر يو إس»، فإن «ألأطفال يتطلعون إلى الحصول على جهاز لوحي خاص بهم، يمكنه القيام بكل الأمور المنشودة، من الإصغاء إلى الموسيقى، إلى ممارسة الألعاب»، وكان الكثير من ألأجهزة اللوحية قد حاولت النفاذ إلى سوق الشباب المختارة وفشلت. فـ«تابيو» موجه إلى الأطفال الذين هم في سن الخامسة. وهو يتوفر محملا بشكل مسبق بالكثير من التطبيقات الثقافية وغيرها المتوفرة في المخزن، بغية توفير مدخل للأطفال إلى عدد محدود من البرامج. وهي ليست كلها تدور حول الكتب، بل إن بعضها كلعبة «الطيور الغاضبة»، وغيرها من الألعاب، يمكن تنزيلها. وبمقدور الآباء والأمهات حجب المواد الخاصة بالبالغين عن أطفالهم.

وعلى الرغم من أن صانعي الأجهزة يؤكدون على قدرة الآباء والأمهات على التحكم بهذه الأجهزة، فإن الجهات المناصرة لسلامة الأطفال تشير إلى أن القوانين الخاصة بالشباب لم تتبع لحماية الخصوصيات، وتوفير عامل السلامة بالنسبة إلى مستخدمي الأجهزة الجوالة، في قطاع الشبكة هذا السريع النمو.

وهناك اليوم ستة من أصل عشرة مراهقين أميركيين يملكون هاتفا ذكيا، وهي قفزة بنسبة 20 في المائة بالنسبة إلى العام الفائت، استنادا إلى تقرير صدر أخيرا من قبل «نيالسين». وهنالك آلاف من التطبيقات الموسيقية، وتعلم الأحرف الأبجدية معروضة في مخازن «آي تيونز»، و«أندرويد»، خاصة بالأطفال والصغار. وقد باعت «أبل» مليونا من أجهزة «آي باد» لطلاب صفوف «كيه - 12» في يونيو (حزيران) الماضي، وفقا إلى محلل الشؤون الاستثمارية تشارلي وولف في شركة «نيدهام أند كومباني»، مضيفا أن المدارس كما يبدو شرعت تستبدل أجهزة الكومبيوتر «بي سي»، لتحل محلها الأجهزة اللوحية.

* خرق خصوصيات الأطفال

* وكانت لجنة التجارة الاتحادية في الولايات المتحدة قد شرعت في إعادة كتابة قوانين حماية الخصوصيات على الإنترنت الخاصة بالأطفال، التي وضعت فكرة واحدة قيد الاعتبار، ألا وهي عدم شرعية جمع المعلومات الخاصة بالأطفال عن طريق الإنترنت، أو الأجهزة الجوالة، من دون الحصول على إذن آبائهم وأمهاتهم.

ويقول المحللون إنه من المتوقع أن يقوم الأطفال برفع مبيعات الأجهزة الجوالة خلال موسم العطلات الحالي، إذ ستقوم الكثير من العائلات بشراء أجهزة لوحية جديدة، وتسليم القديمة منها إلى أطفالهم. إذ من المتوقع أن يشتري المستهلكون نحو 180 مليون جهاز لوحي في العام المقبل، وهو ثلاثة أضعاف رقم العام الفائت، استنادا إلى شركة «غارتنر».

ويقول مايكل ألينسون مدير الشؤون الإستراتيجية والأبحاث في مؤسسة «مارتز للأبحاث»، إن «الأطفال باتوا يشترون الأجهزة اللوحية، وهم صغار جدا، ليصبحوا من أكثر الأشخاص استخداما للأجهزة اللوحية، بحيث كنا نعتقد مبدئيا أن الأشخاص يشترون جهازا لوحيا واحدا فقط للأسرة كلها في البيت الواحد، لكن الذي حصل، هو أن كل فرد من هذه الأسرة، رغب في أن يكون له جهازه الخاص به».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»