«إنتل» تطرح جهازا يجمع بين الكومبيوتر المكتبي واللوحي

تصميم يتيح فصل الشاشة للعمل بشكل منفرد

TT

كانت «أمازون» و«غوغل» قد أنتجتا أجهزة لوحية منافسة لجهاز «آي باد»، لكنها أصغر منه بشاشات يبلغ قياسها سبع بوصات، مقابل جهاز «أبل» ذي الشاشة قياس 10 بوصات. لكن «إنتل» الشركة الصانعة للشرائح الإلكترونية كشفت مؤخرا النقاب عن أنها قررت أن الجهاز الأكبر هو الأحسن، عارضة جهاز كومبيوتر مكتبيا يمكن فصل شاشته الحساسة للمس عنه، ليتحول إلى جهاز لوحي كبير قياس 27 بوصة، ببطارية تدوم شحنتها أربع ساعات.

«والمقصود من الجهاز تحريكه في أرجاء المنزل»، كما يقول إرنيستو مارتينيز مهندس الابتكارات الخاصة بالزبائن في «إنتل» الذي ساعد على تطوير النموذج الأولي هذا. وأضاف: «أثناء العمل، فإنه يملك كل الصفات الخاصة بالجهاز المكتبي، لكن في نهاية اليوم يمكن استخدامه للهو به مع الأولاد، أو نقله إلى غرفة النوم لتعليقه على الجدار واستخدامه كجهاز تلفزيون».

* جهاز مكتبي لوحي

* وتصمم شاشة هذا النموذج الأولي بدرجة وضوح عال «1080 بي»، كما تبلغ سماكته 2.5 بوصة مع احتوائه على معالج وجميع المكونات التي يحتاجها جهاز «بي سي»، إضافة إلى بطاريتين كبيرتين مسطحتين. ولأغراض الاستخدام المكتبي يمكن وضعه على مرساة تقوم بشحنه ووصله بلوحة مفاتيح وماوس، كما يضم مشغلا لأقراص «دي في دي»، وفتحات، ومعالجا بيانيا (غرافيكس) لممارسة الألعاب العالية الأداء. كما يمكن استخدام واجهة التفاعل سواء كانت الشاشة متصلة به أم لا.

وكان مارتينيز قد قدم النموذج الأولي هذا في حلقة خاصة بمهندسي المنتجات الكومبيوترية عقدت في «منتدى مطوري إنتل» في سان فرانسيسكو في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو المؤتمر التقني السنوي للشركة. ونقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» أنه أبلغ الحاضرين بأن «إنتل» تنوي إنفاق مبالغ كبيرة لتطوير المزيد من النماذج الأولية، والعمل مع الصانعين للمساعدة في إنتاج مثل هذه الأجهزة الكومبيوترية كخيار شعبي بالنسبة إلى كل من المستخدمين وشركات الأعمال.

وتتوفر أجهزة «بي سي» مكتبية للبيع حاليا مع جميع مكوناتها المشيدة داخل الشاشة، والمعروفة باسم «الكل في جهاز (بي سي) واحد» all - in - one PC على الرغم من أنها ليست شائعة نسبيا. لكن «إنتل» تصف جهازها الجديد بأنه جهاز «بي سي «كل في واحد القابل للتكيف» adaptive all - in - one PC.

ويعمل هذا الطراز الأولي عن طريق نسخة عرض أولية من نظام تشغيل «ويندوز 8» المقبل من «ويندوز»، المصمم لدعم كل من لوحة المفاتيح العادية، وتلك العاملة باللمس، فضلا عن الماوس. والمقصود من «كل في واحد القابل للتكيف» هو التحكم به عن طريق الصوت والإيماءات اليدوية والذراعية، وفقا لمارتينيز.

وكانت «إنتل» قد عرضت أيضا في جلسة أخرى منفصلة نظام التحكم الصوتي المصمم لاستخدامه أيضا في أجهزة اللابتوب. وهذه التقنية هي من تطوير «نيوانس» التي تشغل أيضا «أبل سيري». وستتميز أجهزة «بي سي» كل في واحد القابلة للتكيف المقبلة بكاميرات ثلاثية الأبعاد، التي تتيح التحكم عن طريق الإيماءات، كتلك التي عرضتها «إنتل» على كومبيوترات اللابتوب في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي أقيم في أوائل العام الحالي في لاس فيغاس.

وأحد المهام الرئيسية لمهندسي «إنتل» هو جعل أجهزة الكومبيوتر الكل في واحد القابلة للتكيف، أخف وزنا وفقا لمارتينيز، وذلك عن طريق العمل مع منتجي الشاشات والبطاريات. وهنالك نحو ثلث النماذج الأولية الحالية من زنة 14 رطلا (الرطل 453 غراما تقريبا) مصنوعة من مكونات شاشات تعمل باللمس. ويأتي جزء كبير من هذه، من الألواح الزجاجية التي تقل سماكتها عن مليمترين، والتي تعطي هذه الألواح الشعور بالصلابة، كتلك الموجودة على أجهزة «آي باد»، والهواتف الذكية على الرغم من حجم الشاشة الكبيرة. ومن المتوقع أن تتحلى النسخ المقبلة بشاشات «4 كيه» العالية التحديد، التي تتصف بأربعة أضعاف البيكسيلات العالية الوضوح والتحديد.

وتساعد «إنتل» أيضا الشركات وتشجعها على تطوير التطبيقات الخاصة بتصميم الأجهزة المكتبية الجديدة.

وثمة نسخة أخرى من التصميم الجديد الذي هو قيد التطوير، والذي يملك كل مقومات طاقة المعالجة لدى إرسائه على قاعدته، بحيث إن شاشته القابلة للفصل، هي عبارة عن وصلة عرض موصولة عبر شبكة «واي - فاي». وهذا ما يتيح أن يكون الجهاز اللوحي أكثر خفة في الوزن، وأكثر قابلية لحمله والتنقل به، وفقا لمارتينيز. وأظهرت الاختبارات أن للجهاز هذا دائرة عمل نصف قطرها يبلغ نحو 50 قدما (القدم 30 سم تقريبا)، حتى ولو كان ذلك عبر الجدران الفاصلة، وهذا أكثر من كاف بالنسبة إلى المنزل العادي.

ويبدو أن وجود الكومبيوترات الكل في واحد، قد أثار الكثير من الانتقادات من قبل محبذي «أبل» والمحللين الذين أشاروا إلى أنها قد استلهمت فكرتها من نجاح «أبل» في تطوير كومبيوترات «آي ماك». بيد أنه لا توجد أي إشارات عامة حتى الآن تدل على أن «أبل» تخطط لدمج عمليات التحكم باللمس والصوت والإيماءات في أجهزة «آي ماك»، أو حتى إمكان فصل الشاشة ونزعها عن الجهاز.

ويذكر طرح «إنتل» لتصميم «الكل في واحد القابل للتكيف»، بحملتها التي بلغ عمرها سنتين لنفخ حياة جديدة في السوق للحصول على كومبيوترات لابتوب عن طريق مساعدة الصانعين على إنتاج نماذج وطرز خفيفة الوزن جدا يجري تسويقها تحت اسم «ألترابوكس». لكن الحملة هذه وصفت من قبل بعض الناقدين بأنها قرار سيئ، أو متسرع خوفا من النجاح الذي حققته أجهزة «ماك بوك إير» من «أبل» وأجهزتها الجوالة كالهواتف واللوحيات التي لا تحتوي جميعها على شرائح «إنتل».

وكانت ليندا غريندستاف مديرة قطاع الابتكارات في «إنتل» التي تعمل على هذا المبدأ الجديد قد أقرت أن الاندفاع نحو أجهزة «بي سي» الكل في واحد القابلة للتكيف، هو الرد على انعدام الإثارة في السنوات الأخيرة على ما يتعلق بالابتكارات على صعيد أجهزة الـ«بي سي»، لكنها ذكرت أنهم سيقدمون شيئا جديا فعليا. فـ«الجهاز المكتبي التقليدي هو علبة سوداء أو بنية اللون، تقبع تحت المكتب، لكن تصميم الكل في واحد، سيقوم بتغيير الأسلوب الذي يتعامل به الناس مع أجهزة (بي سي) المكتبية»، حسب قولها.