مزايا جديدة في نظام «ويندوز فون 8» للهواتف الجوالة

«ركن الأطفال» يحصر التطبيقات التي يستطيعون التفاعل معها.. ودردشة بين أفراد العائلة والطلاب في «الصالونات»

ميزة «زاوية الأطفال»
TT

أخيرا، طرح نظام التشغيل «ويندوز فون 8» (Windows Phone 8) الخاص بالهواتف الذكية، الذي يعتبر حجر الأساس لشركة «مايكروسوفت» لاختراق سوق الهواتف الجوالة الذكية التي تسيطر عليها «أبل» و«غوغل» بنظاميهما «آي أو إس» و«أندرويد». ويتباهى النظام الجديد بتركيزه على المستخدم نفسه، وتوفير أكثر من 120 ألف تطبيق في متجر إلكتروني خاص بالشركة، والعدد آخذ في الازدياد مع مرور كل يوم، في سيناريو يشابه تطور متجر «غوغل بلاي» قبل بضعة أعوام، الذي يقدم أكثر من 675 ألف تطبيق، بينما يقدم متجر «آي تونز» أكثر من 700 ألف تطبيق حاليا.

* مزايا غير معلنة

* ومن المزايا الجديدة التي كشف النقاب عنها في مؤتمر الشركة في مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركية نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «زاوية الأطفال» (Kids Corner)، وهي ميزة حصرية، تسمح للمستخدم حصر التطبيقات والمزايا التي يمكن للأطفال استخدامها (مثل طلب الأرقام أو إرسال البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية) أثناء استخدامهم لهاتف الأهل، وذلك لتلافي المواقف المحرجة، مثل تحميل صورة من داخل المنزل إلى الشبكات الاجتماعية أو الإجابة عن بريد العمل برسائل غير مفهومة، وغيرها.

وأعلنت الشركة أيضا عن ميزة لم تصرح بها في السابق، هي «الغرف» أو «الصالونات» (Rooms)، التي تسمح لمجموعة من المستخدمين التواصل بعضهم مع بعض بشكل حصري، ومشاركة الرسائل والصور والمواقع الجغرافية وجداول المواعيد، وغيرها، التي يمكن للعائلات والرياضيين والصحافيين وفرق العمل استخدامها، بالإضافة إلى جيل الشباب للدراسة أو للترفيه.

وأعلنت الشركة أيضا عن ميزة «داتا سينس» (Data Sense) التي تضغط البيانات وترسلها عبر الشبكات اللاسلكية، وذلك لخفض تكاليف الاتصال بالإنترنت، وتسريع تجربة تصفح المواقع بنسبة 40%، مقارنة بنظم التشغيل الأخرى للهواتف الجوالة، مع تقديمها معلومات مهمة حول حجم استهلاك الإنترنت لكل تطبيق. وتستطيع هذه الميزة أيضا البحث عن شبكات «واي فاي» المحيطة بالمستخدم وتخبره بوجودها، مع إمكانية الانتقال من تصفح الإنترنت من شبكات الاتصالات إلى «واي فاي» بسهولة. هذا، وستخبر هذه الميزة المستخدم لدى اقتراب وصوله الحد الأعلى من استخدام الإنترنت وفقا لاشتراكه مع شركة الاتصالات.

ويقدم النظام متصفح «إنترنت إكسبلورر 10» السريع جدا، الذي يدعم لغة «إتش تي إم إل 5» (HTML 5) الجديدة الخاصة بمواقع الإنترنت، التي تقدم محتوى غنيا من دون التأثير في مستويات الأداء للمتصفح أو النظام ككل. وقالت «مايكروسوفت» إن هذا الإصدار الجديد للمتصفح يعتبر أسرع من الإصدار الموجود في نظام «ويندوز فون 7.5» بنحو 7 أضعاف من حيث التعامل مع الصفحات التي تستخدم نصوص لغة «جافا»، مع قدرته على استخدام معالج الرسومات المدمج في الهاتف للتعامل مع عروض الفيديو والرسومات الموجودة في المواقع وتسريع عرضها من دون التأثر على التطبيقات الأخرى التي تعمل في الوقت نفسه.

* تطبيقات كثيرة

* ويقدم نظام التشغيل الجديد تنسيقا أفضل مع برامج «مايكروسوفت» المختلفة، وشاشة بداية جديدة تسمح بعرض أحدث المعلومات آليا عبر الأيقونات الحية (Live Tiles)، مع قدرة شاشة قفل الجهاز على عرض تحديثات وتنبيهات مهمة للمستخدم على الشاشة الرئيسية، حتى لو كان الجهاز في وضعية الإقفال (وليس الإغلاق)، مع عرض أحدث الصور من تطبيقاته المفضلة، مثل «فيس بوك» و«تويتر».

ويوفر المتجر الإلكتروني 46 من أصل أكثر 50 تطبيقا استخداما على الهواتف الجوالة، مثل «سكايب» و«تويتر» و«فيس بوك» و«باندورا» و«واتس آب» و«تانغو» و«كيك» (Qik)، والكثير من الألعاب المشهورة، مثل: «آنغري بيردز ستار وورز» (Angry Birds Star Wars)، و«تيمبل ران» (Temple Run)، و«درو سامثينغ» (Draw Something)، و«ووردز ويث فريندز» (Words With Friends)، و«نيد فور سبيد» (Need For Speed)، و«كات ذا روب» (Cut The Rope)، و«ويرز ماي ووتر» (Where’s My Water).

ومن العوامل المميزة لهذا النظام، توفير تطبيقات حصرية من «مايكروسوفت»، مثل مجموعة البرامج المكتبية «مايكروسوفت أوفيس»، ومجموعة ألعاب من شبكة «إكس بوكس لايف». ونظرا لأن «مايكروسوفت» لا تصنع أجهزة الهاتف بنفسها، بل تتعاقد مع شركات التصنيع، فهي توفر قسما في متجرها خاصا بكل شركة تصنيع، تسمح لتلك الشركة بتقديم التطبيقات الحصرية لأجهزتها التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز فون 8»، مثل «نوكيا» و«إتش تي سي» و«سامسونغ».

وبالنسبة لتطبيق الدردشة بالصوت والصورة (سكايب) الذي اشترته «مايكروسوفت» في عام 2011 لقاء 8.5 مليار دولار أميركي، فهو يستطيع العمل في الخلفية في «ويندوز فون 8»، على خلاف إصدار «ويندوز فون 7.5» الذي كان يتطلب تشغيل البرنامج يدويا كلما أراد المستخدم الدردشة مع الآخرين. إلا أن عمل التطبيق في الخلفية لن يؤثر سلبا على شحنة بطارية الهاتف، ذلك أن النظام سيضع التطبيق في طور «النوم» إلى حين ورود رسالة أو مكالمة صوتية.

* تغيير جذري

* وتجدر الإشارة إلى أن «مايكروسوفت» ترغب في تغيير آلية استخدام الهاتف الذكي لتتمحور حول المستخدم عوضا عن التركيز على التطبيقات، كما هو الحال في الكثير من الهواتف الذكية المتوافرة اليوم، الأمر الذي يتطلب تغيير واجهة التفاعل، وهو نقطة جوهرية للخبرة التي اكتسبتها «مايكروسوفت» في سنوات تطوير نظام التشغيل «ويندوز» المكتبي، ولكنه شكل تحديا لها في إصدارات الهواتف الجوالة في الأعوام السابقة، بسبب التحديات التقنية الموجودة في الهواتف نفسها، وبسبب اعتمادها على تحويل النظام المكتبي إلى نظام خاص بالهواتف الجوالة، وما يصاحب ذلك من متاعب في استخدام الأصابع للتفاعل عوضا عن الفأرة.

* عروض مقارنة

* وعرضت «مايكروسوفت» مقارنة بين الشاشة الرئيسية لـ«آي أو إس» و«أندرويد» و«ويندوز فون 8»، حيث تعتبر واجهة «آي أو إس» مجرد مصفوفة من الأيقونات الجامدة التي لا تقدم أي معلومة، بينما تعتبر شاشة «أندرويد» مليئة بالتفاصيل والبرامج المصغرة «ويدجيتس» (Widgets). أما شاشة «ويندوز فون 8»، فتنبض أيقوناتها بالحياة، وتقدم المعلومات، وتعرض الصور والرسائل والأخبار مباشرة من على سطحها، ومن دون الحاجة إلى تشغيلها على الإطلاق، مع القدرة على تخصيصها بزيادة أو تصغير أحجامها وفقا لأهميتها للمستخدم.

وأعادت «مايكروسوفت» بناء نظام التشغيل الخاص بالهواتف الجوالة وحولته إلى نظام جديد كليا في إصدار «ويندوز فون 7»، وطورته بشكل كبير جدا في إصدار «ويندوز فون 8». ويدعم «ويندوز فون 8» المعالجات متعددة الأنوية ومآخذ «مايكرو إس دي»، والتواصل في المجال القريب (Near Field Communication NFC)، ودقة أعلى للشاشة. هذا، وعدلت «مايكروسوفت» في تعدد المهام، إذ أصبحت العملية أسرع من قبل، مع قدرة التطبيقات المختلفة على تحميل الصور الملتقطة، مثلا، إلى حساب «سكاي درايف» السحابي لتخزين الملفات، أثناء استخدام التطبيق ومن دون الشعور بعملية التحميل على الإطلاق. ويمكن تطبيق هذه العملية على الوثائق المكتبية لدى العمل عليها.

وتجدر الإشارة إلى أن نظام التشغيل «ويندوز فون 8» يدعم اللغة العربية من حيث تغيير لغة واجهة الاستخدام وعرض صفحات الإنترنت العربية والمحتوى العربي للبريد الإلكتروني والرسائل النصية.

ووفقا لشركة «آي دي سي» (IDC) للدراسات والأبحاث التقنية، فقد حصلت «مايكروسوفت» على ما نسبته 3.1% من سوق الهواتف الجوالة في الربع الممتد بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) 2012.