أتمتة المنازل.. مهمة سهلة قريبا

الهاتف الذكي يشغل الأجهزة المنزلية عن بعد

TT

تعتقد شركة ناشئة تدعى «يوبي» (Ube) أن الأجهزة الذكية وتطبيقات الهواتف الذكية ستجعل من أتمتة المنازل عملية سهلة ورخيصة الكلفة. ولكن هل سيقدم المستهلكون عليها؟

يعتقد غلين بيرشرز أن الأجهزة والأدوات المنزلية، إن لم تكن المنازل ذاتها، ستكون في المستقبل القريب مشبعة بالمعالجات الصغيرة التي ستمكن هذه الأتمتة، والتحكم من بعيد بكل الأدوات، من الأضواء والمصابيح إلى ماكينات غسل الثياب. وإلى أن يحين هذا الأمر فهو مستعد أن يبيعك منفذا جداريا، لكنه ليس منفذا عاديا قديما، فهو سيضم معالجا من نوع «أرم» يشغل نظام «أندرويد» الجوال من «غوغل»، يمكنه من التواصل مع الإنترنت. وهذا يعني أن كل الأجهزة التي توصل به يمكن التحكم بها عبر الهاتف الذكي، مع معرفة مدى استهلاكها للطاقة.

* أتمتة رخيصة للمنازل

* وتخطط «يوبي»، التي اشترك بيرشرز بتأسيسها في أوستن بتكساس، خلال الشهور المقبلة للشروع بتسويق المنافذ إلى جانب مفتاح ومقبس لمعتام (أداة للإعتام) مشابه ذكي لتخفيف الأضواء. كما كانت تنوي أيضا تقديم تطبيق للهواتف الذكية له علاقة بهذا الجانب يمكنه من التحكم بهذه الأجهزة كلها، وغيرها من الأجهزة التي تعمل بالإنترنت. وبالنسبة إلى بيرشرز الذي يعمل أيضا ككبير موظفي التسويق، تعتبر هذه هي الخطوات الأولى نحو الإنتاج التجاري لأتمتة المنازل، وهي الفكرة التي كانت في وقت من الأوقات حكرا على الأغنياء فقط، لكونها كانت بحاجة إلى نظم مفصلة حسب الطلب للتحكم بالإنارة والصوت والفيديو.

وخلال السنوات الماضية شرع الحماس يتوقد لما يسمى «إنترنت الأشياء»، وهو مبدأ ينادي بوصل كل أنواع الإلكترونيات، وجميع المهام اليومية بالإنترنت. وتقدم حاليا الشركات الناشئة، والراسخة التأسيس، نسخا لكل الأمور الموصولة بالإنترنت، ابتداء من الأجهزة التلفزيونية، إلى أجهزة فتح أبواب المرأب وإغلاقها، فضلا عن الأجهزة التي يمكن استخدامها للتحكم بالأجهزة الكهربائية المنزلية. وقد ساعد على ذلك الشعبية الواسعة التي تتمتع بها الهواتف الذكية التي خفضت من كلفة المعالجات، وأجهزة الاستشعار، وشرائح «واي - فاي».

والمشكلة هنا هي إقناع المستهلكين بشراء وسائل هذه التقنية على صعيد المبدأ. فاستنادا إلى معطيات «إن بي دي غروب» فإن عشرة في المائة فقط من المنازل الأميركية تضم أجهزة تلفزيونية موصولة بالإنترنت، وذلك منذ يونيو (حزيران) الماضي، كما أن 43 في المائة فقط من المستهلكين الذين يملكون مثل هذه التلفزيونات، يستخدمون مزية الإنترنت لأغراض التسلية.

والمشكلة الأخرى هي أن «يوبي» ترى في الغالب الحاجة إلى استخدام تطبيقات الهاتف الذكي المتعددة، للتحكم بالأجهزة المختلفة. وخلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تنوي الشركة طرح تطبيق جديد، أولا لخدمة هاتف «آي فون»، وبعد ذلك بشهر، لخدمة أجهزة «أندرويد» ربما، الذي يمكنه التحكم بالكثير من الأجهزة الموصولة بالإنترنت، التي تنتجها الشركات الصانعة المختلفة. ومن المتوقع أن تبدأ «يوبي» الشروع بإنتاج أجهزة الوصل والقبس، ومعتام الضوء ومنفذه، في مارس (آذار) المقبل، وتسويقها بسعر 60 إلى 70 دولارا للوحدة الواحدة. وسيقوم التطبيق بالتحكم بالأجهزة الموصولة بها أيضا.

* التحكم بمئات الأدوات

* ولدى فتح تطبيق «يوبي» فإنه يقفز على شبكة «واي - فاي» المحلية، وبالتالي يقوم بمسح الأجهزة القريبة المدعومة بالإنترنت، ثم يقوم بمقارنتها مع تلك الموجودة في مكتبته، قبل أن يبلغك ما هي الأدوات التي يمكنه التحكم بها. ويقول بيرشرز إن التطبيق قادر على التحكم بأكثر من 200 جهاز وأداة، غالبيتها هي من نظم الألعاب، وأجهزة التلفزيون، وغيرها، من أجهزة التحكم.

وبغية تركيب الأجهزة قم بملاحظة أي منها الموجودة في مكان معين، وأتح لها العمل معا. وقد يسألك التطبيق جملة أسئلة حول كل جهاز. فإذا كنت تملك جهاز تلفزيون «سامسونغ» مثلا فقد يسألك ما إذا كانت علبة «روكيو» موصولة إلى هذا التلفزيون.

وبمقدور التطبيق تفسير الإيماءات وترجمتها، من دون الحاجة إلى النظر إلى هاتفك الذكي. فعندما تشاهد التلفزيون مثلا يمكن مسح الشاشة صعودا ونزولا لتغيير القنوات. وثمة ميزات أخرى تجيز للآباء والأمهات تعقب مقدار ما يشاهده أطفالك من البرامج التلفزيونية أسبوعيا، والتحكم بها، وفقا لبيرشرز.

وسيكون التطبيق مجانا، وفقا لمجلة «تكنولوجي ريفيو»، على الرغم من أن «يوبي» تنوي فرض رسم قدره 19 دولارا سنويا لتشغيل عدة أجهزة بصورة ترابطية، كإضاءة غرفة الجلوس لدى تشغيل التلفزيون. ويتصور بيرشرز حتى سيناريو يسمح بإطفاء الأنوار، وبالتالي تخفيض درجة الحرارة لدى قيام هاتفك بالشعور على أنه على مبعدة 100 ميل من المنزل.