كيف تجعل الشبكات الاجتماعية تصلك بالآخرين من دون أن تحاصرك؟

تدفق الأخبار يتطلب تنظيما وسيطرة متواصلة

TT

قد لا يتطلب الأمر أعاصير، أو مناظرات رئاسية، أو إعلانات عن منتجات لـ«أبل»، لتجد نفسك محاطا بدفق كبير من التحديثات التي تنهمر على شبكات التواصل الاجتماعي التي تتشارك فيها.

وبفضل «قانون مارك» زوكربيرغ أحد مؤسسي «فيس بوك»، فإن الأشخاص يتشاركون في الأشياء في السنة الواحدة ضعف ما تشاركوا به في السنة التي قبلها، وهكذا دواليك. وبذلك، فهنالك المزيد من المعلومات مما كان متوافرا قبلا، فنشرات «تويتر» تتوالد بمعدل عدة آلاف في الثانية الواحدة الدائرة حول بعض الأحداث الإخبارية.

* توضيب المعلومات

* لكن لحسن الحظ، هنالك أساليب سهلة لإدارة «فيس بوك»، و«تويتر»، و«إنستاغرام»، بحيث لا يكون الدماغ محتقنا كثيرا بالمعلومات المتدفقة. فالمشكلة الأساسية هنا هو محاولة رؤية الكثير من الأمور في وقت واحد. فأول الأشياء هو ضرورة الالتزام بما قاله صاحب المشاريع الرقمية أنل داش، وهو «متعة الإغفال»، إذ لا يمكن أبدا رؤية كل تحديث خاص بكل شخص. وفي الواقع، فإن السر الكبير يكمن في التحكم في هذا الشلال المتدفق من المحتويات الذي تصبه شبكات التواصل الاجتماعي، بشكل لا يرحم، على رأس الفرد في الثانية الواحدة.

لقد صممت «فيس بوك» تغذيتها الإخبارية «نيوز فيد» News Feed، التي هي أول ما تشاهدها عندما تتوجه إلى Facebook.com، بغية معالجة هذه المشكلة. فتدفق التحديثات الصادرة عن أصدقائك ليست موضبة بالترتيب، أو التسلل الزمني من الأعلى إلى الأسفل، لكنها تعتمد على صوابية هذه التحديثات، وما تعنيه لك، وفقا للحسابات التي وضعتها الرموز الكومبيوترية لـ«فيس بوك» على الأقل. والأسلوب الأبسط لإدارة ما تراه في التغذية الإخبارية هو «ما تفضله» like، أو التعليق على أنواع من التحديثات التي ترغب في رؤيتها بصورة متزايدة، كما يقول ويل كاثكارد مدير الإنتاج في «فيس بوك». «فانطلاقا من هذه (التفضيلات) والتعليقات، تحاول (فيس بوك)، كما يقول، القيام بعمل أفضل مستقبلا، بحيث تضع الأخبار والقصص المتشابهة في أعلى التغذية الإخبارية».

أما إذا كانت لديك مشكلة مضادة، ورغبت في الاطلاع بشكل أقل عن شخص معين، أو نوع محدد من التحديثات، فإن كل بند من التغذية الإخبارية «نيوز فيد» مزود بأيقونة على شكل مثلث في أعلى الزاوية اليمنى. والنقر عليها يوفر لك خيار إخفاء الموقع. وإذا ما قمت بذلك، تحصل على المزيد من الخيارات الإضافية، لتغيير نوع التحديثات التي تراها على ما هو منشور.

وهذه الترتيبات تتحول إلى تفاصيل أكثر. فقد ترغب مثلا في أن ترى الصور فقط، أو آخر المقطوعات الموسيقية وأحدثها من شخص معين، أو يمكن الاختيار لرؤية التحديثات «المهمة فقط». والتحديثات المهمة تتقرر عن طريق عدد الإشارات، وفقا لكاثكارد، مثل كيفية ردود فعل الأشخاص الآخرين لهذا الموقع. بيد أن «فيس بوك» تحاول إرجاعك إلى «الأشياء ذات المعاني الكبيرة»، كالتغيرات في وضعية العلاقات وحالتها.

ويمكن أيضا اختيار خيار بندقية القناص، وإبطال اشتراك شخص معين. وظرافة إلغاء الاشتراك، هي في أنها تمحي تحديثاته من «تغذيتك الإخبارية»، وإن ظل يظهر كصديق تفاديا لتوتير العلاقة بينكما.

* اختيارات إخبارية

* وثمة ميزة جديدة يجري ترويجها فقط لبعض مستخدمي «فيس بوك»، يقول كاثكارد، وهي خيار تنظيم من هم الذين ترغب في الاطلاع عليهم في تغذيتك الإخبارية، عن طريق تحضير سلسلة من القوائم التي تنظم عملية اختيار الأصدقاء الذين ترغب في رؤيتهم بشكل أقل في هذه التغذية. ولاستخدامها، انظر إلى يسار تغذيك الإخبارية، أو بعد إخفاء الموقع، فقد يدفعك ذلك إلى تنظيم من هم الذين تراهم في التغذية الإخبارية. وتحديد الأشخاص كـ«معارف» يعني إبلاغ «فيس بوك» إبراز التحديثات المهمة فقط، مما يعني تقليص الاتصالات معهم. والعكس بالعكس، فإن إضافة الأصدقاء إلى لائحة «الأصدقاء الخلص، أو القريبين»، يعني إضافة المزيد من الوزن إلى تحديثاتهم، بحيث تعرف المزيد عنهم في أعلى تغذيك الإخبارية.

وكانت «تويتر» قد تبنت أيضا قوائم مشابهة لتسهيل عملية الأنواع المختلفة من الأشخاص والمنظمات، من دون الشعور بطغيان الأخبار عليك. ولكنها مجرد ميدان لممارسة السلطة بالنسبة إلى المستخدمين، نظرا إلى صيغتها الركيكة نسبيا. والفكرة منها هي أنه يمكن الحصول على لائحة لـ«السياسة»، وأخرى لـ«الأصدقاء الجيدين»، وثالثة لـ«الموسيقيين المعمرين» تكون جميعها منفصلة عن تغذيتك الرئيسية، على شكل سلسلة من حسابات «تويتر» المتداخلة.

ويكمن تحت عنوان «أنا» me قسم للوائح. ويمكن تنظيم قوائم عامة وخاصة تضم حتى 500 حساب. وبعد تنظيم اللائحة، يمكن التوجه إلى صفحة الملف الشخصي لأي فرد تود إضافته إلى اللائحة، وبعد ذلك النقر على أيقونة الرسم الظليلي للكشف عن خيار «الإضافة، أو الشطب من اللوائح». ويمكن الدخول إلى لوائحك وتتبعها عن طريق صفحة الملف الشخصي في «تويتر». وعندما تقوم بتحميل اللائحة، فأنت لا ترى سوى منشورات من حسابات موجودة في تلك اللائحة فقط. لكن من سوء الحظ، لا يمكن النظر سوى إلى لائحة واحدة فقط في الوقت ذاته على موقع «تويتر»، أو على تطبيقاته الجوالة.

ويمكن استخدام لوائح بالاشتراك مع «تويت ديك» TweetDeck، التي تعتبرها «تويتر» خبرة احترافية تتيح لك مراقبة تدفق أخبار مواقع متعددة، الواحدة بجنب الأخرى بصيغة عمودية.

والنهج الآخر هو استقطاب المزيد من الاهتمام للأشياء التي لا تريد إغفالها. وإحدى خاصيات «تويتر» التي يجري التغاضي عنها هي الإخطارات الجوالة الفردية التي تقوم بتسليم رسالة نصية إلى هاتفك الجوال، في كل مرة يقوم فيها أحد المواقع بالنشر. وللحصول على تبليغات حساب أحد الأفراد، اقصد صفحة الهوية الشخصية لهذا الحساب، وانقر على أيقونة الرسم الظليلي التي تكشف عن خيار لتشغيل الإخطارات الجوالة. ومن حسن الحظ، تجيز لك «تويتر» إقفال التحديثات الجوالة لساعات محددة من اليوم منعا للإزعاج.

وتقوم «تويتر» بتضييق الخناق على تطبيقات الفريق الثالث. غير أن الكثير منها لا يزال متوافرا الذي يقدم خيار «الكتم» مثل «تويت بوت» الموجود على هاتف «آي فون»، و«أسفورة» على الأجهزة المكتبية. وكتم مستخدمين معينين من دون متابعتهم، يتيح تفادي منشورات «تويتر» الشاذة من دون الوقوع بأي نزاعات، أو خصومات عائلية.

والنهج الأخير هو استخدام تطبيق مثل «تويت ديك»، و«هووت سويت» TweetDeck، و«يونو» Yoono، وتطبيق الأشخاص في «ويندوز 8»، و«ويندوز فون» من «مايكروسوفت» الذي يجمع عدة مواقع للتواصل الاجتماعي في تطبيق واحد. والقصد منه تنظيم فوضى التواصل الاجتماعي الزائد على الحد عن طريق تنظيم وإدارة الكثير من الثرثرات المنتشرة في الشبكات المتعددة. واستخدام «تويت ديك» إذا كنت تلاحق أقل من 100 شخص، قد يكون أشبه من جلب مدفع «بازوكا» إلى معركة سكاكين، من دون تقليص كمية الضجة والإزعاج بالضرورة اللتين مصدرهما التغذية التي تصلك. لكن ثمة بعض المنفعة في جمعها كلها في مكان واحد. مختصر القول: إن الشبكات الاجتماعية تجعلك تشعر بأنك موصول أكثر بالآخرين، ولكن ليس محاصرا من قبلها.

* خدمة «نيويورك تايمز»