الكومبيوتر سيشم ويتذوق ويسمع.. خلال 5 سنوات

توقعات تقنية باهرة من «آي بي إم»

TT

مع توديع عام 2012، شرع كثيرون ينظرون إلى العام الفائت بمنظار ما أنجز على صعيد التقنيات. لكن باحثي «آي بي إم» أطلقوا لائحة بالاتجاهات المتوقعة، ليس للعام 2013 فحسب، بل بما ستنطوي عليه السنوات الخمس المقبلة أيضا.

وقد نشرت الشركة أخيرا تقريرها السنوي «خمسة في خمسة»، الذي يقدم توقعات حول أي الابتكارات التقنية التي ستتحول إلى واقع في نصف العقد المقبل. وركز التقرير حول كيفية قيام الكومبيوتر بمعالجة المعلومات في المستقبل.

حواس الكومبيوتر وعلى حد قول باحثي «آي بي إم» فإن الحواس الطبيعية الخمس لن تكون حكرا على الأحياء فقط؛ لأن الآلات ستكون قادرة على معالجة الأشياء تماما مثل البشر عن طريق حاسة اللمس، والذوق، والنظر، والسمع، والشم.

وهذه من شأنها أن تشكل تغييرا كبيرا في هندسة الكومبيوتر، كما يقول نائب رئيس «آي بي إم» لشؤون الابتكارات بيرني مايرسون الذي أشار إلى إنه «لدى برمجة كومبيوتر فهذا يعتبر مسعى كبيرا» ملاحظا أن الأسلوب الذي يتبعه البشر في تحميل المعلومات جزءا في أبسط مستوياتها، لم يتغير منذ اختراع العداد الحسابي القديم، أو المقياس ألأول.

لكن التقدم الحاصل في تقنية الكومبيوتر، وفقا إلى مايرسون، من شأنه أن يتيح لهذا الجهاز النظر إلى جسم ما، بشكل شمولي، ملتقطا المعلومات بلحظة، وهو الأمر الذي كان يستغرق في السابق سنوات لتلقيمها بالرموز.

وأضاف: «لنفترض أنك تقف في متحف للفن الحديث محاطا باللوحات والمنحوتات، فقد يستغرق الأمر بقية حياتك محاولا وصف ذلك بالكلمات، وطباعتها، لإدخالها بالكومبيوتر، لكن اليوم يمكنك تلقينه فقط عن طريق أن تريه الشيء المطلوب».

والفكرة هنا حسب رأيه، هي توفير لغة مشتركة للبشر والكومبيوتر على السواء، وهذا ليس بالأمر الصعب، أو إنه مستقبلي جدا، كما نتصور.

أما الشم والذوق على حد قوله، فهما الحاستان اللتان تملكان قاعدة كيمائية واضحة. فإذا استطاع الكومبيوتر أن يتحسس ويستشعر بأنواع الجزيئات، كالأمونيا، وبقايا المتفجرات، أو الغازات التي تشير إلى العفن والانحلال، فهذا من شأنه أن ينبه المستخدمين إلى العلامات الفارقة المختلفة التي تشير إلى وجود مخاطر أمنية وفساد في الطعام. وينطبق الأمر ذاته على المذاق، إذا ما جرى برمجة الكومبيوتر للتعرف على النسب الصحيحة لبعض الكيميائيات المحددة.

أو قد تستخدم هذه الآلات في المخططات الصحية للعثور على التركيبات الصحية من الطعام التي قد تستقطب مذاق متبعي الحمية الغذائية.

* تمييز وتعرف

* ولدى الحديث عن النظر، يقول مايرسون إن الباحثين تمكنوا من تحسين برنامج التعرف الذي يستطيع تمييز الأشياء التي ترتكز على قاعدة بيانات الصور المحملة في النظام. كما ستتمكن الكومبيوترات في المستقبل من «السمع» عن طريق استخدام تحليل صوتي مفصل، الذي يمكنه على سبيل المثال ربط نمط معين من النغمات في صوت بكاء الطفل، أو ضحكه وسروره.

وأخيرا يقول مايرسون إن بإمكان الكومبيوتر أن يتعلم الفرق بين قماش الكشمير والإسمنت، عن طريق قراءة الإشارات التي تناسب الرجرجة والاهتزاز ودرجة الحرارة لكل منهما. وقد قام صانعو ألعاب الفيديو سلفا باستخدام نسخة أساسية جدا من هذا الأمر، على شكل أدوات تحكم تقوم بالارتجاج لدى حدوث اصطدام بين الأجسام على الشاشة. وخلال السنوات الخمس المقبلة سيكون بمقدور الباحثين أخذ هذا البرنامج إلى مستوى ميكروسكوبي، متيحين المجال أمام الآلات؛ لأن يكون لديها بعض الشعور من اللمس وفقا لمايرسون.

وعلى الرغم من أن كل فكرة لها تطبيقاتها الخاصة بها عبر الكثير من الصناعات، بيد أن مايرسون يقول إن وقعها الكبير سيكون عندما تتضافر جميعها.

«وهذا ليس القصد منه جعل الكومبيوتر أذكى من البشر»، كما يقول، «بل إن الآلات تملك نطاقا عريضا للوصول إلى الغاية المرجوة. فإذا رغبت في رفع ذاكرة الكومبيوترات مثلا يمكنك شراء علبة من الأقراص الصلبة لها».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»