الاتجاهات التقنية في العام الجديد

محفظة نقود في الهاتف الجوال وتزايد الاهتمام بمنتجات الصحة الرقمية

أحدث التقنيات عرضت في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس الأسبوع الماضي
TT

ليس من السهل بتاتا اختلاس النظر والتطلع إلى كرة البلور السحرية للعثور على الاتجاهات التي من شأنها أن تشكل مقومات العام الجديد. ولكن إذا نظرنا إلى الأمام، إلى عام 2013، هنالك بعض الأمور التي تبدو ناضجة للمزيد من الاستكشاف والتعمق بها. وإليكم بعض هذه الاتجاهات الفنية للعام الجديد هذا:

الجوال محفظة نقود > تسديد المدفوعات أثناء التجوال: هذا اتجاه يتطور باستمرار وبسرعة، إذ إن «قطاع المدفوعات الجوالة» شهد نموا كبيرا خلال العام الماضي وحده، كما أنه قطاع يتوقع منه الاستمرار بالتغيير خلال العام الجديد. فالتطبيقات التي تتعامل مع القسائم، وإجازات الولاء كـ«باسبوك» من «أبل»، وحتى التطبيقات الخاصة بالمحلات والمتاجر، كتلك التي هي من «سي في سي»، و«تارغيت»، أو «ستاربك»، شرعت تحث الكثير من الأشخاص على سحب هواتفهم الجوالة، بدلا من محافظهم، لتسديد ما يتوجب عليهم. ويتوقع من الزبائن مشاهدة المزيد من هذه الاستخدامات لهذه التطبيقات، ومن «المسجلات الجوالة» في المحلات والمتاجر التي أساسها الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية.

والعامل الأساسي في هذا الاتجاه، هو النظر ما إذا كانت المحفظة الجوالة، أو المدفوعات التي تجري من دون لمس، ستقلع «محلقة» فعلا في عام 2013 عن طريق شرائح «الاتصال بالمجال القريب» NFC المركبة في الهواتف الذكية، أو في التقنيات الأخرى. ويقوم المزيد من صانعي الهواتف الذكية بوضع تلك الأنواع من القدرات في هواتفهم، لكن محلات وتجار التجزئة والمتبضعون العاديون، ما يزالون متباطئين في اعتمادها. إن الارتفاع في استخدام المدفوعات الجوالة، يظهر أن الأشخاص يملكون حساسية أقل من السابق حول تسديد المدفوعات عن طريق هواتفهم، لذا فمن المثير أن نراقب ما إذا كانت متطلبات المستهلكين ستحرز أي تقدم على هذا الصعيد في عام 2013.

الصحة الرقمية > العناية الصحية: العناية الصحية هي من الميادين المهمة لترك بصماتها على صعيد «جعل كل الأمور تعمل بالإنترنت» (إنترنت الأشياء)، أو جعل جميع الأجهزة مرتبطة ببعضها عن طريق الشبكة، وهو الأمر الذي يتنامى باستطراد. فهنالك الكثير من البيانات المفيدة الخاصة بأجهزة اللياقة الجسدية، وقناني الأدوية العالية التقنية، وموازين قياس وزن الأطعمة وغيرها من الأجهزة الموصولة التي ينبغي تعقبها ومراقبتها لخدمة مستخدميها. كما يمكن لمستخدمي هذه الأجهزة، تعقب القياسات والقراءات الخاصة بسكر الدم مثلا، عن طريق هواتفهم، وبالتالي تقديم المزيد من المعلومات إلى أطبائهم.

وعلى صعيد الصناعة تجهد الشركات لتأمين المزيد من عدد وأدوات التقنيات للأطباء، مثل خيار مؤتمرات الفيديو للتحدث مع المرضى من بعيد، لتفادي تكلفة السفر من قبل أي طرف.

> الطباعة الثلاثية الأبعاد: تكلفة المطابع الثلاثية الأبعاد مستمرة في التدني والهبوط، وإمكاناتها التي تنسج الأشياء وتركبها من البلاستيك لا حدود لها. والمزيد من أسعار هذه الطابعات المتهاودة الصديقة للمستهلك، كسحت الأسواق في العام الماضي 2012، على الرغم من أن سعر التي تملك اسما كبيرا منها، ما يزال يفوق الألف دولار. ومع ذلك ما يزال المتحمسون لها، من الذين يهوون القيام بالأمور والأشياء بأنفسهم، يندفعون إلى اقتنائها كلما وجدوا فرصة لصنع الأشياء المختلفة، ابتداء من زينة المنازل، إلى علب حفظ الأشياء. وإذا بدت مثل هذه الأمور تافهة، إليك هذه النادرة. فمنتجو فيلم جيمس بوند الأخير «السقوط من السماء» استخدموا طابعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج نسخة من سيارة بوند الأيقونية «أستون مارتن»، في إطار التأثيرات الخاصة الحافلة بالتفجيرات.

معترك الهواتف الذكية > الهاتف الذكي ومعاركه الحامية: من المتوقع أن تصبح حروب الهاتف الذكي أكثر حدة، لا سيما أن الشركات تتنازع على موضع3#. فعلى الرغم من أن «أبل» ستستمر في المحاربة من أجل ذلك، مع صانعي الهواتف الذكية الآخرين الذين يستخدمون نظام «أندرويد» من «غوغل»، إلا أن المزيد من المعارك المثيرة للاهتمام ستجري تحت ظل، أو جناح هذين العملاقين الكبيرين.

وكل «مايكروسوفت» و«ريسيرتش إن موشن» تستعدان للدخول مجددا في معترك سوق الهواتف الذكية، واضعين نصب أعينهما المستهلكين من رجال الأعمال والشركات. والسوق التجارية هي التي ينبغي مراقبتها بالعام الحالي، لكونها الفترة الناضجة للنمو بالنسبة إلى صانعي الهواتف الذكية. لكن مع الاتجاه المتزايد في قيام الموظفين بجلب هواتفهم وأجهزتهم اللوحية إلى العمل، يتوجب على جميع صانعي الإلكترونيات الاستهلاكية، الموازنة بين احتياجات العمل، والاحتياجات الشخصية، بغية تحقيق النجاح.

> واجهات التفاعل الجديدة: يمكن توقع المزيد من الشاشات العاملة باللمس، والتحكم بالحركات، وغيرها من ضوابط التحكم المثيرة للاهتمام، لا سيما في مجال أجهزة الكومبيوتر المكتبية واللابتوب. وقد قام نظام «ويندوز 8» بوضع شاشات اللمس في المزيد من أجهزة الكومبيوتر، التي كانت المجال الخاص الخالص للماوس ولوحة المفاتيح.

ومن الأفكار الأخرى المثيرة للاهتمام الخاصة بالتحكم بالكومبيوتر، تلك التي تشمل على المزيد من الابتكارات المتعلقة بالتحكم عن طريق الإيماءات، مثل تلك الحركات التي تتيح للمستخدمين تشغيل معدات «كينيكت» الملحقة بـ«إكسبوكس»، مع التركيز على تسهيل تشغيل الأجهزة، والمعدات اليومية بطريقة حدسية عن طريق التلويح باليد.

> المزيد من الهجمات على الشبكة: ليست جميع الاتجاهات الفنية وردية، فهنالك الكثير من شركات الأمن التي تحذر من أن استمرار الهجمات عبر الإنترنت سيصبح أكثر تعقيدا، بحيث أن الأشرار سيركزون على سوق الأجهزة الجوالة.

وتقول مختبرات «ماكافي» على سبيل المثال، أن العام 2013 سيستمر في رصد التنامي في البرمجيات الخبيثة التي تستهدف الأجهزة الجوالة، التي تقوم بتركيب التطبيقات في هواتف المستخدمين الجوالة، فضلا عن «برامج الفدية الخبيثة» التي تقوم بإقفال هواتف المستخدمين وبياناتهم، والمطالبة بعد ذلك بدفع مبلغ من المال لتحريرها. واستنادا إلى الشركات الأمنية، فإن القراصنة هؤلاء يقومون سلفا ببيع «أطقم» جاهزة لبعضهم البعض التي تسهل تنفيذ تلك الهجمات.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»