تقنية المعلومات تغني الأطفال عن استخدام الورق في تبادل ملاحظاتهم «السرية»

TT

يعتبر تمرير الملاحظات الورقية مسألة معقدة. حركة مختلسة سريعة تمرر من خلالها قطعة مطوية من الورق إلى يدي شخص آخر. أما الآن وبفضل الاختراعات اللاسلكية الحديثة، أصبح أسلوب تمرير الورق القديم يتم باستخدام التقنيات الحديثة. فقد انتشرت في الأسواق حاليا مجموعة من أجهزة الاتصالات اللاسلكية الموجهة لمن هم في عمر ما قبل المراهقة، تتيح للأطفال بث رسائل صوتية أو نصية لآخرين لديهم أجهزة مماثلة. فعلى سبيل المثال يمكن لجهاز «ليزر تشات» المحمول، بث رسائل صوتية رقمية لغاية 12 مترا، والمفكرة الرقمية «غت ميل» تتيح للأطفال تبادل رسائل نصية «سرية» من خلال بطاقات بلاستيكية توضع فيها. ثم هناك «سايبيكو»، التي يمكن أن تعتبر مزيجا من «بالم بايلوت» ولعبة «غيم بوي» مع جهاز لاسلكي، الذي يتيح للأطفال التحادث إلكترونيا، وإرسال البريد الإلكتروني، وترتيب المواعيد، أو لعب الألعاب مع مستخدمين آخرين لديهم «سايبيكو». وتقول اليسون دروين، الأستاذة في جامعة ماريلاند في كوليج بارك، التي تدرس أثر التقنية على الأطفال «نحن نعرف ان تمرير الملاحظات أمر مهم، سواء كان ذلك إلكترونيا أو صوتيا، أو بواسطة كرة مصنوعة من الورق». أما جيريمي شوارتز المحلل الأول في مؤسسة الأبحاث التقنية «فورستر ريسيرش» في مدينة كيمبريدج في ولاية ماساشوستس الأميركية، فيعتبر أن موضوع الرسائل الفورية شيء عظيم جدا بالنسبة للأطفال، ويضيف «أن التزام المصانع بهذه النوعية من الألعاب هو أمر أشك في حدوثه».

ويركز الكثير من الأجهزة على سوق من هم في عمر ما قبل المراهقة أو حواليها، الذي يمكن أن يتراوح ما بين 8 أو 9 سنوات وسنوات المراهقة المبكرة، والذين يقول عنهم شوارتز انهم مثقفون تقنيا بشكل كبير بسبب أن العديد منهم قد ترعرع وفي منزله كومبيوتر، وأن معظمهم في الوقت الذي يشاهد فيه التلفاز، يستمع للموسيقى ويعمل على الإنترنت، بشكل متواز. ولا تشبه هذه الأجهزة الجديدة الألعاب كثيرا، لكنها تستخدم مجموعة من التقنيات المتوفرة في المنتجات التقنية المخصصة للكبار، بما في ذلك تقنية الأشعة تحت الحمراء، والتسجيل الرقمي، وأجهزة الإرسال الرقمية العالية التردد. وستعلن «تايغر إليكترونكس»، وهي قسم من مصنع الألعاب «هاسبرو»، عن مجموعة مختلفة من أجهزة الاتصال اللاسلكية خلال الأشهر القليلة المقبلة، إذ تنتج الشركة «غيت ميل» حاليا وتخطط لجهاز «لايتنينغ ميل» في أواخر الخريف الحالي. وسيكون باستطاعة الأطفال إرسال رسائل البريد الإلكتروني بمجرد وصل هذا الجهاز بخط الهاتف. كما ستتيح هذه الأجهزة، التي من المتوقع أن تبلغ تكلفتها 80 دولارا أميركيا، لمستخدميها إرسال الرسائل لاسلكيا إلى أجهزة «لايتنينغ ميل» أخرى إذا كانت في مجال 15 مترا.

وقالت الشركات المنتجة للألعاب انها تستهدف البنات كذلك في منتجاتها، خاصة أنهن نادرا ما يحصلن على منتجات تعتمد على التقنيات الحديثة، إذ تقول باتي سايتو، نائبة الرئيس لشؤون التسويق في شركة «راديكا»، «هناك ميل من البنات للابتعاد قليلا عن التقنيات مقارنة بالأولاد، الذين يبدو أنهم يفعلون ذلك بشكل مبكر أكثر». وتصنع هذه الشركة الأميركية التي تتخذ من مدينة دالاس الأمريكية مقرا لها خط منتجات يحمل الاسم «غيرل تيك»، أسس خصيصا ليعمل على جعل التقنية شيئا مسليا بالنسبة للأطفال. فأحد هذه المنتجات يحمل الاسم «ليزر تشات»، موجه للبنات من عمر 8 سنوات فما فوق، ويباع بمبلغ 14.99 دولار، ويشبه جهاز هاتف جوال أنيق باللونين الزهري والفضي، وبأزرار زرقاء، حيث يتيح لمستخدميه تسجيل رسائل صوتية لغاية عشرة أصوات، ثم بثها لاسلكيا لجهاز آخر مماثل. ويبدو الصوت الرقمي مشوشا نوعا ما، إلا أن اكبر ما يحدد عمل الجهاز هو انه وحتى يمكن بث الرسائل منه بواسطة الأشعة تحت الحمراء، فإن الجهاز الآخر يجب أن يكون معه على الخط نفسه تقريبا من دون أن تكون بينهما أية عوائق. أما «سايبيكو» في المقابل فتستخدم تقنية إرسال رقمية عالية التردد لإرسال الرسائل لغاية 46 مترا في الداخل، و92 مترا في الخارج. ويأتي هذا الجهاز بلون شفاف، أو بألوان شبه شفافة من الأرجواني أو الأصفر أو الأخضر، حيث يباع مقابل 129 دولارا. ويجمع ما بين المحادثة اللاسلكية والبريد الإلكتروني ومنظم المواعيد والألعاب. ويقول دونالد ويسنيفسكي، رئيس «سايبيكو»، ان شركته أنتجت الجهاز لسبب بسيط هو «أن هؤلاء الأطفال كبروا وهم يستخدمون لعبة «غيم بوي»، ولا يوجد لديهم جهاز اتصال وتنظيم لاسلكي يمكن أن يخدمهم بأي صورة من الصور»، مضيفا أن «سايبيكو» ليس بلعبة.

ويزدحم هذا الجهاز الذي يبلغ طوله 15 سنتمترا، بستة وستين مفتاحا، بما فيها تلك الخاصة بلوحة المفاتيح العادية، كما يتطلب استخدام قلم بلاستيكي مخزن خلف الجهاز للضغط على هذه المفاتيح الصغيرة جدا. ويستغرق الجهاز 35 ثانية ليبدأ في عمله، ويتمتع بتصميم متماوج يفضل الأطفال الذين يستخدمون يدهم اليمنى. إلا أن لهذا الجهاز بعض العيوب، فعلى سبيل المثال يستخدم نظام «سايبيكو» للبريد الإلكتروني مجموعة من سبعة أحرف أو أرقام للعناوين، مما يجعل تذكر البريد الإلكتروني أمرا صعبا. كما أن تتبع الألعاب الأحدث له ثمن، إذ عليك أن تفرغ جزءا من الذاكرة كلما أردت لعبة جديدة. ومع كونه موجها لمن أعمارهم بين 11 و15 عاما، فإن لجهاز «سايبيكو» مزايا فريدة كذلك، بما فيها واحدة تتيح للمستخدمين إدخال ما يرغبون فيه من الصفات التي يجب أن يتحلى بها «صديق»، ليقوم الجهاز بعدها بمسح المنطقة ليجد من تنطبق عليهم الشروط، وعندما يتم تجديد أحدهم، يبدأ الجهاز بالاهتزاز. إلا أن التغطية اللاسلكية قد تكون متقطعة، وقد تختلف من مكان لآخر.

خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط» تعليق الصور:

1 ـ جهاز «سايبيكو» 2 ـ جهاز «لايتنينغ ميل» 3 ـ جهاز «ليزر تشات» الخاص بالبنات