نظام كومبيوتر جديد لتحديد روائح العطور المناسبة للإنسان

TT

قام الباحث لوكا تورين من جامعة لندن كوليج بابتكار نظام كومبيوتر جديد يمكنه تحدد ما سوف تكون عليه روائح الجسيمات الخاصة او الجسيمات المركبة، وذلك بالاعتماد على نظرية الشم الجديدة التي تقول ان الدماغ يستطيع تحديد الروائح من خلال اهتزاز وحركة الجزيئات الدقيقة في الاشياء، على عكس النظرية التقليدية التي تعتمد على ان شكل الجزيئات هي التي تحدد طبيعة الروائح.

ولقد استطاع تورين من خلال ابحاثه الاخيرة اثبات خطأ النظرية التقليدية للشم، حيث قام بتركيب جزيئيين لهما الشكل نفسه تماما، لكن لكل منهما رائحة مختلفة. لكن حتى الان ما زال منبع الروائح ومسبباتها، قضية مجهولة السبب ومحط جدل.

ومن المتوقع ان تحدث نظرية تورين ثورة في صناعة العطور، التي تصرف مبالغ طائلة في تجارب انتاج الروائح وتعديلها. ويقول تورين انه سيستخدم برنامجه الجديد في تصنيع العطور الحديثة وبأقل الاسعار الممكنة، ويتوقع الكثيرون ان تطرح العطور المصممة بالكومبيوتر في الاسواق العام المقبل.

ودعي البرنامج الكومبيوتري الجديد بنظام تورين، وهو يعتمد على اساس العد العشري algorithm حيث يمكن من خلاله معرفة آلية عمل الانف البشري لتحسس رائحة اي جزيء. ويقوم تورين حاليا بانشاء قاعدة معلوماتية (بنك معلومات) لما يقارب رائحة عشرة الاف مادة مختلفة. فعندما يريد الزبون رائحة محددة يمكن للكومبيوتر ان يختار رائحة اقرب جزيء لما هو مطلوب. ويقول تورين انه تم حتى الان تصميم ما يقارب ثلاثة الاف رائحة مختلفة يمكن استخدامها في الصناعة.

وسيساعد الكومبيوتر على ابتكرا روائح ذات طبيعة نادرة كما سيساعد على فتح مجال غير محدود في هذا المجال موفرا في الوقت بشكل كبير اذ لا داعي لصناعة العطر وانتاجه ثم تعديله عن طريق تجربته واصلاحه حسب المقترحات بعد الان. لان الكومبيوتر سيعطي معلومات دقيقة عن رائحة العطر قبل تصنيعه، وحسب طلب الزبون او الشركات الكبيرة صاحبة الطلب.

وسوف يوفر هذا البرنامج اموالا طائلة سيجري انفاقها لابتكار روائح جديدة وتصحيح الروائح الرائجة. اذ صرحت بعض الشركات انها تقوم احيانا بانفاق اكثر من خمسة ملايين جنيه استرليني على نوع من الروائح، ورغم ذلك لا تصل الى يد المستهلك بسبب فشلها وعدم رغبة الناس بها. لكن تورين يقول ان النظام الكومبيوتري الجديد يمكن ان يحدد الرائحة المطلوبة خلال محاولة، او محاولتين فقط.

تطوير الروائح من مهمة اختصاصي الكيمياء غالبا، لانهم يقومون بتركيب الروائح وتعديلها وعرضها على محلات العطور الكبيرة، او عندما يقومون بتلبية حاجات المستهلك. فلدى طلب رائحة محددة يقوم الكيميائيون بالبحث عن تلك الرائحة من خلال تجارب المزج والتصحيح التي قد تستغرق شهورا او اكثر.

ويعتقد تورين ان نظامه هو افضل ما ابتكر حتى الان لهذه المهمة، فيكفي ان يحدد الانسان الرائحة المطلوبة مثل رائحة الخريف، او رائحة الوادي، او النهر، او النسيم البحري الخ، حتى توضع المعلومات الاساسية في نظام الحساب العشري للتركيب الجزيئي عندها يمكن الحصول على المعلومات خلال ثوان من دون الحاجة لاضاعة الوقت الطويل لاجراء مثل هذه العملية.

ويقول تورين ان هذه النظرية يمكن استخدامها في العديد من المجالات العلمية والاستهلاكية لكنه ركز على العطور لانها هوايته رغم ان مهنته علمية بحتة.