«نظارات غوغل» الإلكترونية.. تطبيقات متنوعة لعصر رقمي جوال جديد

مخاوف من تجسسها بالتقاط الصور والفيديوهات والرسائل خلسة

TT

«نظارات غوغل» (Google Glass) لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج الفعلي، ولا يزال يكتنفها الغموض بالنسبة إلى المراقب العادي، ولكن ذلك لم يمنع «غوغل» من تحويلها إلى نظارة، وقطعة تنتمي إلى التقنيات العالية، منذ ابتكار هاتف «آيفون» الأصلي.

وقد بات الآن بالإمكان إلقاء لمحة على نظارة «غوغل غلاس» منذ أن بدأت الشركة بطرح نسخة مبكرة منها تعرف باسم «إكسبلورر» (Explorer)، إلى آلاف قليلة من المطورين الذين طالبوا بها خلال مؤتمر «غوغل 0 / 1» الذي عقد في العام الماضي، حيث منحت كل واحد منهم ما قيمته 1500 دولار. يبقى علينا انتظار ما ستكشف عنه «غوغل» من تطورات وكلفة ذلك، إذ تنوي الأخيرة إطلاق النظارات في نهاية العام الحالي، وإن كان الاحتمال الأكبر أن يكون ذلك في العام المقبل. وتبدو إمكانات النظارات مثيرة وجذابة، وإن كانت لا تزال مشروعا غير مكتمل الأبعاد، كما يبدو أنها تقدم مساهمة واسعة النطاق في إمكانية تطوير أمور كالرعاية الصحية، والتعليم، والتدريب، والتسلية والترفيه، وغيرها، بصورة كاملة.

* نظارات إلكترونية

* حاليا سيكون بمقدور «غلاس» التقاط الصور (5 ميغابيكسل)، وتسجيل الفيديو، وتحديد الاتجاهات، وإرسال الرسائل، والقيام بالأبحاث، وإجراء المكالمات، والمساعدة في أمر يدعى «غوغل هانغأوت» (Google Hangout). وفي الواقع يمكن التحكم بالكثير من هذه النشاطات عن طريق الصوت.

وهي تقوم بالتواصل مع السحاب الإلكتروني لاسلكيا، عن طريق «واي فاي» أو «بلوتوث»، عبر الهاتف الموجود في جيبك. ويضيف تطبيق «ماي غلاس» الخاص بأجهزة «أندرويد» رسائل «إس إم إس» النصية، و«جي بي إس» إلى النظام. وفي الواقع جرى تبييت «جي بي إس» في «غلاس»، وإن كان حاليا لا يعمل، ولذلك فإنه الآن يستخدم «جي بي إس» الموجود بالهاتف.

ولـ«غوغل» نظرة بعيدة في الكثير من الأمور، بحيث إن النسخة الأخيرة التي سيجري طرحها من النظارات متى تظهر ستكون بالتأكيد مختلفة عن الزوج الذي طرحت نسخته، بحيث ستكون نسخة مطورة عنه. ويقول ديفيد بوغ في «يو إس إيه توداي»، الذي قام باختبار نسخة «إكسبلورر» بشكل سريع، إن وجود النظارات بيد المطورين هو لغرض معين، ألا وهو جمع «غوغل» للملاحظات وردود الفعل المختلفة.

وثمة شركة ناشئة تدعى «أوغميديكس» على سبيل المثال، تقوم بتطوير تطبيق يعتمد على «غلاس» لخدمة الأطباء. كما يمكن تصور تطبيقات للتبضع بالواقع المعزز، التي تقدم لك مراجعات ومعلومات عن منتجات، أو صفقات، خلال تصفحك رفوف المتاجر والمحلات وأجنحتها. أما تطبيقات السفر فتؤمن لك معلومات عن الأماكن السياحية التي تعتمد بدورها على أماكن وجودك. ويمكن حتى بنهاية المطاف تسديد رسم مواقف السيارات، أو ثمن فنجان قهوة عن طريق «غلاس»، أو حتى طلب سيارة أجرة، أو رقم الطوارئ 911.

* نظارات «تجسس»

* طبعا بعض الملاحظات والتقييمات كانت سلبية، مثل خشية بعضهم من خطر تسرب الأخبار الخاصة، أو قيام أحدهم خلسة بالتقاط صورة لك، أو فيديو في وضع محرج. لكن «غلاس» لم تصمم لكي تكون أداة مراقبة واستطلاع، وهي في وضعها الحالي يمكنها معرفة ما إذا كان الشخص الذي يواجهك قد شغل الكاميرا أم لا.

ويجري وضع «غلاس» أشبه بالنظارة العادية، وبالنسبة إلى النسخة الحالية أنت لا تنظر عبر الزجاج، أو البلاستيك، أو أي عدسة زجاجية أخرى. وتعمل «غوغل» على حل تقوم «غلاس» بموجبه بتلبية متطلبات الأفراد الذين يحتاجون إلى عدسات طبية، ففي مدونة الشركة تشير «غوغل» إلى أن تصميم نظارتها هذه هو نموذجي نمطي، بحيث يمكن إضافة الإطارات والعدسات التي تتماشى مع الوصفة المرسومة لك.

* مزايا النظارات

* وفي ما يلي نظرة عن كثب على نسخة «غوغل»، وكيف ستبدو لاحقا، وكيفية عملها:

على الجانب الأيمن من إطار النظارة شاشة صغيرة تقارب شاشة عالية التحديد قياس 25 بوصة، تنظر إليها من مسافة 8 أقدام. وهنالك رقعة للمس على الجانب الأيمن تستخدم للتحكم بما تراه على الشاشة، ولتشغيل «غوغل غلاس». ويجب تعديل الشاشة قليلا بغية النظر إليها بصورة صحيحة. أما وسائد النظارة التي تستند على جانبي الأنف فيمكن تعديلها أيضا، لكن الشاشة لا تقف عثرة في الطريق لدى السير، أو الانشغال بما هو أمامك في الحياة اليومية.

و«غلاس» ليست كومبيوترا محمولا (لابتوب) يمكن وضعه أمام الوجه، غير أنها مزودة بفسحة تخزين 12 غيغابايت متزامنة مع «غوغل كلاود»، ليصل المجموع إلى 16 غيغابايت. ولا يعمل هذا النظام في جميع الأوقات، بل ينطفئ أوتوماتيكيا بعد 10 ثوانٍ من عدم الاستخدام. ومن المفترض الحصول على يوم عمل كامل بعد شحن البطارية عبر شريط «يو إس بي» صغير يأتي مع الجهاز، رغم أن الاستخدام الثقيل للفيديو، أو «غوغل هانغأوت»، من شأنه تقليص حياتها.

وثمة طريقتان لبدء تشغيل «غلاس»، إما عن طريق النقر على رقعة اللمس، وإما عن طريق إمالة الرأس إلى أعلى، وفقا لكيفية ترتيب الأشياء وتنظيمها سواء على صعيد زاوية قدرها 30 درجة، أو 10 درجات. وهنا تصل إلى «أو كيه غلاس» ((OK Glass، وهي شاشة المدخل. وهنا يمكن النطق بصوت عالٍ مطالبا ببعض أنواع المعلومات، أو إبلاغ «غلاس» لالتقاط صورة أو فيديو التي يمكن التشارك بها عبر «غوغل+».

ويمكن توجيه سؤال مثل: «غوغل، ما هو الطقس غدا؟»، لترى النتائج معروضة على «بطاقات معرفة» تشابه البطاقات التي تظهر في «غوغل ناو» على أجهزة «أندرويد» و«آي أو إس». وخلال الاختبارات المحدودة أمكن سؤال «غلاس» عن كيفية التوجه إلى مكتب معين، وما هو طول برج «إيفل»، وكيفية حل عملية تقسيم رياضية، وكانت الإجابات كلها صحيحة.

ودائرة المعلومات التي تراها تدعى «تايملاين»، فإذا نقرت على مقدمة رقعة اللمس فستشاهد الصور، والفيديوهات، والأبحاث التي قمت بها كلها. وإذا نقرت باتجاه الخلف فسترى بطاقات «غوغل ناو» الخاصة بحركة الطيران، وحركة المرور، وغيرها من المعلومات.