الهاتف الذكي في خدمة المكفوفين وضعيفي النظر

يلتقط لهم الصور ويساعدهم في حياتهم اليومية

TT

يهوى لويس بيريز التقاط الصور، ويلتقط غالبيتها الرائعة بواسطة هاتفه «آيفون» لمشاهد غروب الشمس، والسيارات الكلاسيكية القديمة، والعمارات القديمة، والحيوانات الأليفة اللطيفة. لكنه عندما يتهيأ لالتقاط الصور يندهش الناس عندما يسحب عصا بيضاء طويلة خاصة بالضريرين. فهو علاوة على أنه مصور فوتوغرافي محترف، فإنه شحيح النظر إلى حد العمى.

يقول بيريز «أنا قادر مع هاتفي آيفون، على استخدام التقنية ذاتها مثل أي شخص آخر، وامتلاكي منتجا لا عيب فيه، مثل سائر التقنيات الأخرى، كان أمرا مهما بالنسبة إليٌ، إذ يمكن للشخص التقاط الصور، وإن كان فاقدا لنعمة البصر».

* هواتف المكفوفين

* قد لا تبدو الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية بشاشاتها الزجاجية المستوية أفضل ابتكار تقني بالنسبة إلى الأشخاص الكفيفي النظر. لكن المدافعين عن العميان يقولون: إن الأجهزة هذه قد تكون أكبر مساعد لهم منذ اكتشاف أسلوب «برايل» في العشرينات من القرن التاسع عشر. فالأشخاص الذين يشكون من مشاكل في النظر يمكنهم استخدام الأوامر الصوتية للهاتف الذكي للقراءة والكتابة، كما يمكنهم التعرف على قيمة النقود عن طريق استخدام تطبيق الكاميرا، واستخدام تطبيقات البوصلة و«جي بي إس»، وحتى التقاط الصور، كما يفعل بيريز.

وكانت الإصدارات الأخيرة من «غوغل» لنظم التشغيل «أندرويد»، قد زادت من التقنيات المساعدة، لا سيما مع التحديثات إلى «توك باك» TalkBack، الذي هو تطبيق من «غوغل» يضيف خاصيات الكلام، والسمع، والارتجاحات إلى الهاتف الذكي. وتقدم هواتف «ويندوز» بعض الأوامر الصوتية، لكنها أقل من التي توفرها «غوغل» و«أبل».

ومن مميزات «أبل» أن بعضها يساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النظر على التقاط الصور. ومثال على ذلك يمكن للهاتف أن يقول: «كم شخص يظهر في الصورة، وأين موقعهم داخل الإطار»، مما يجعل الضرير يدرك ما إذا كانت الصورة العائلية تضم الجميع.

وكان هنالك اعتقاد أن شاشات اللمس عسيرة الاستخدام لأن الضرير لا يراها، ولا بد من وجود شاشة لمس نافرة، لكن دوري رش مديرة التسويق في «لايت هاوس إنترناشيونال» لإعادة تأهيل فاقدي النظر ومساعدتهم، وهي ذاتها تشكو من اضطراب في شبكية العين، تقول: إن هذا الاعتقاد ليس صحيحا، كما تبين. وأضافت في حديث لـ«نيويورك تايمز» أنه قبل مجيء الهاتف الذكي كان معاقو الرؤية يستخدمون الهاتف ذا الغطاء القلاب لإجراء مكالماتهم، لكنهم كانوا لا يستطيعون قراءة الشاشات الصغيرة قياس بوصتين، فبينما أتاحت النسخة الأولى من هاتف «آيفون» للأشخاص الذي شرعوا يفقدون نظرهم، تكبير النصوص، طرحت الشركة في عام 2009 مميزات مساعدة بحيث أصبح الهاتف مفيدا لكفيفي النظر وفاقديه.

* تقنيات شعبية

* وبدأ عدد الأشخاص المحتاجين لمثل هذه المنتجات يتزايد. فهنالك نحو 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة فقدوا نظرهم، إما جزئيا أو بالكامل، استنادا إلى إحصاءات المؤسسة الأميركية للضرير. وتتوقع بعض التقديرات أنه خلال الـ30 سنة المقبلة سيتضاعف عدد البالغين الذي يشكون من إعاقات بالنظر.

وتشمل تقنيات «أبل» المساعدة للعميان «فويس أوفر» VoiceOver، التي تقول الشركة عنها إنها أول قارئة للشاشة عن طريق الإيماءات، التي تتيح للعميان التفاعل مع أجهزتهم عن طريق استخدام الإيماءات المتعددة اللمس على الشاشة. ومثال ذلك، إذا قمت بتزليق الأصبع حول سطح الهاتف يقوم «آيفون» بقراءة اسم كل تطبيق بصوت عال.

وفي سياق تطبيق القراءة مثل ذلك المتعلق بالصحف، فإن مسح أصبعين نزولا على الشاشة، يجعل الهاتف يقرأ النص بصوت عال أيضا. وإذا ما جرى وضع أصبعين على الشاشة متباعدين عن بعضهما البعض بمقدار بوصة، ثم أدرتهما على شكل دائرة، يمكن قراءة لائحة المهام. ويقوم الهاتف أيضا بدعم نحو 40 لوحة مفاتيح بلوتوث مختلفة من نوع «برايل».

وبالنسبة إلى جميع المنصات الخاصة بالأجهزة المحمولة، يقول فاقدو النظر عنها إن السحر الحقيقي يقع في مئات التطبيقات المصممة خصوصا لمساعدتهم. وثمة تطبيقات قد تساعد الأشخاص على رؤية الألوان، فإذا ما جرى توجيه الهاتف إلى الجسم المعني، يمكن الحصول على وصف صوتي مفصل عن اللون، مما يفتح منظارا جديا لرؤية العالم على حد قولهم. وثمة تطبيقات أخرى لتحري مصدر الضوء التي تطلق صوتا يزداد شدة وارتفاعا كلما اقتربت منه. وهذا قد يساعد الكفيف على العثور على المخارج والأبواب والنوافذ. وثمة تطبيقات أيضا تقرأ بصوت جهوري البريد الإلكتروني، وحالة الطقس، وأسعار البورصة، «وتويتر»، و«فيسبوك».