تقنيات جديدة للشاشات تجمع بين اللمس والإيماءات

ترجمة البيانات الثلاثية الأبعاد إلى إحساسات في الأصابع

TT

على مر السنوات الماضية، تخلت الكثير من الأجهزة الحديثة عن الأزرار العادية الطبيعية لحساب الشاشات العاملة باللمس، التي يمكن من خلالها تفصيل أدوات الضبط حسب متطلبات العمل الذي هو قيد التنفيذ. واليوم يحاول المهندسون الذين يعملون على نظام «لمسي» جديد إعطاءنا الأفضل ما بين هذين الأسلوبين.

وغالبية أجهزة اليوم ما تزال في العصر الحجري من عالم اللمسيات، إذ يمكنها الارتجاج بذكاء لإيصال الأمور المختلفة للمستخدم. وهذا كل ما هنالك. وعلى الرغم من فاعلية هذا النظام الأساسي، فإنه ما يزال ذا بعد واحد، أي إن الهاتف برمته يرتج بدلا من المفتاح الذي تضغط عليه. والتطويرات على الجيل المقبل من الأجهزة العاملة باللمس، تعد بأنها ستجعل هذه الخبرة أكثر تميزا وفائدة، لدى وضعها في الأجهزة ذاتها، وفي طبقة الهواء فوقها.

* الترجمة إلى الأحاسيس قبل فترة قصيرة قدم قسم الأبحاث في «ديزني» نظاما خوارزميا جديدا قادرا على ترجمة المعلومات الثلاثية الأبعاد (المجسمة) الموجودة في صورة، أو فيديو، مباشرة إلى إحساسات لمسية على شاشة عرض لمسية خاصة. وتبقى شاشة العرض هذه سلسة ناعمة للغاية، لأنها تعدل الاحتكاكات عند رؤوس الأصابع، لكي تخدعك وتجعلك تشعر كما لو أن هناك نسيجا تحتها.

وتقوم هذه الشاشة بإنتاج نوع من الوهم بوجود احتكاك عن طريق استخدام تقنية أخرى من أبحاث «ديزني» تعود إلى سنوات خلت، تدعى «تيسلا تاتش» TeslaTouch، التي تستخدم شحنات كهربائية متذبذبة لتعدل عملية الاحتكاكات الحاصلة بين الأصبع ولوحة اللمس. ويقول إيفان بوبييرف مدير قسم الأبحاث «ديزني ريسيرتش بيتسبيرغ إنترأكشن غروب» في حديث نقله موقع جمعية المهندسين الكهربائيين الأميركية، إن الجمع بين أجهزة «تيسلا تاتش»، والنظام الخوارزمي الجديد، «يجعل من الممكن تقديم معلومات لمسية غنية مقارنة بالمحتويات المرئية، ما يؤدي إلى تطبيقات جديدة للشاشات اللمسية»،. وهذا أمر مثير على الرغم من انتظار قدوم شاشات العرض اللمسية بأي تطبيقات كانت، لتصبح جزءا من الترسانة التقنية العادية.

ولكن ماذا عن المعلومات اللمسية الواردة التي تتخطى حدود الشاشات؟ كذلك جرى الإعلان أخيرا عن طراز جديد للحصول على المعلومات اللمسية الواردة التي تستغني عن شاشات العرض اللمسية لحساب التفاعل اللمسي الهوائي. والأسلوب هذا يدعى «ألترا هابتكس» UltraHaptics من إنتاج مجموعة أبحاث التفاعل والغرافكيس بجامعة بريستول في بريطانيا، وهو أمر لم نستشعره قبلا.

ولكي يعمل هذا الأسلوب، تقوم تشكيلة من محولات الطاقة ببث موجات محسوبة بدقة من الموجات فوق الصوتية في الهواء التي لا يمكن رؤيتها، أو سماعها، أو الشعور بها. وفي مرحلة ما تتركز هذه الموجات وتشتد بقوة مزيحة الهواء عند هذه النقاط، منتجة فرقا كبيرا في الضغط الذي يمكن الشعور به. وبمقدور هذا النظام إنتاج نقاط ضغط متعددة في مواضع مختلفة في الوقت ذاته. كم يمكن تزويد النقاط المنفردة بخصائص لمسية مميزة. وقد استخدم أسلوب مشابه من قبل جمعية الجراحين المتدربين ASIT لإنتاج شاشات فعلية ثلاثية الأبعاد، عن طريق استخدام إشعاعات الليزر المركزة لتحويل الهواء المحيط إلى بلازما.

* إيماءات هوائية إن نظام اللمسيات المتفوقة «ألترا هابتكس» هذه ملائمة جدا في هذه الأيام، إذا أخذنا بالاعتبار عدد تقنيات التفاعل مع الكومبيوتر التي تعتمد على الإيماءات الهوائية التي أصبحت تتوفر للمستهلكين. وأكثرها وضوحا قد يكون مستشعر «كينيكت» من «مايكروسوفت»، لكن هناك تقنيات «إيدج3»، و«لييب موشن»، التي شرعت تبرز في الأجهزة الطرفية واللابتوب من شركات مثل «إتش بي» و«أسيوس» وغيرها. وقريبا فإن كل ما تحتاجه هو كاميرا للشبكة «ويبكام». وثمة إشاعات تروج بأن «أبل» تعمل على تقنية للتحكم بجهاز «آي باد» بالإيماءات والحركات الثلاثية الأبعاد. وهي منطقية وتناسب جدا الهواتف الجوالة أيضا، لأن شاشتها العاملة باللمس محدودة.

وإذا استطاع نظام «ألترا هابتكس» أن يقلص حجم محولات الطاقة هذه إلى شكل يمكن تركيبه في المكتب، أو داخل الهاتف، فإنه قد يؤدي إلى كل أنواع التطبيقات الجديدة الرائعة، مثل مفتاح لمسي يعمل ببلازما الليزر، الذي يسلط أشعته خارج الهاتف إلى الهواء، كلما احتجنا إلى ذلك. قد يبدو ذلك ضربا من الجنون، لكن جميع التقنيات المتوفرة حاليا عليها أن تكون صغيرة ورخيصة، لكي تكون متوفرة بين أيدينا.