تقنية ثورية لشاشات تبرز أزرارا حقيقية عند الحاجة وتذوب بعد الاستخدام

تفاعل «ملموس» مع الأجهزة المحمولة يساعد المكفوفين والأطفال

TT

كثيرا ما يشتكي محبو الكتابة على الهواتف الجوالة من عدم وجود لوحة مفاتيح ذات أزرار حقيقية في غالبية الهواتف الذكية الجديدة، وأن الكتابة على لوحات المفاتيح الحقيقية أسرع وأكثر دقة من لوحات المفاتيح الرقمية التي تظهر على الشاشة لدى الحاجة إليها، ولكنهم يواجهون مشكلة صغر قطر الشاشة في الهواتف التي تقدم لوحات مفاتيح حقيقية، الأمر الذي يتعبهم لدى الاستخدام المطول. ولكن تقنية ثورية جديدة من شأنها دمج العالمين بعضهما ببعض، وإنهاء هذا الجدل نهائيا، ذلك أنها تحور الزجاج لدى الحاجة وتبرز أزرارا من داخل الشاشة فوق الأزرار الرقمية، لتختفي داخل الشاشة بعد الانتهاء من الاستخدام، وتعود الشاشة مسطحة بالكامل!

* تلاعب تقني وسيصعق المستخدم لدى مشاهدة عمل هذه التقنية، إذ إنها أشبه بسحر تقني من الصعب تفسيره بشكل منطقي، نظرا لأن المستخدم معتاد على الزجاج المسطح الصلب. وتتلاعب هذه التقنية بضغط السوائل المدمجة وتجعلها تتمركز في قمرات صغيرة بسرعة كبيرة، لتظهر لوحة المفاتيح الحقيقية فوق الأزرار الرقمية، مع إمكانية الضغط على كل زر بسرعة كبيرة، ومقاومته للمسات الخفيفة غير المقصودة، لتذوب داخل الشاشة مرة أخرى وكأنها لم تكن موجودة. وتستخدم هذه التقنية طبقة توضع فوق مجس اللمس وطبقات الشاشة في الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية. وتحتوي هذه الطبقة على قنوات مليئة بالسوائل الشفافة الخاصة يمكن تغيير أماكنها بتغيير الضغط عليها (كهربائيا)، ليضغط السائل على سطح الشاشة ويشكل الندبة التي تتحول إلى زر يمكن التفاعل معه.

وكانت شركة «تاكتوس» (Tactus) المصنعة لهذه التقنية قد استعرضت نموذجا تجريبيا من هذه التقنية قبل عام، ولكنها كشفت أخيرا أنها تستعد لإطلاق هذه التقنية في الأسواق منتصف العام الحالي. وتحضر الشركة لإطلاق غطاء خاص بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يمكن استخدامه مع الأجهزة اللوحية، ولكنها تبرم اتفاقيات مع الشركات المصنعة للأجهزة المحمولة لدمج هذه التقنية في الأجهزة المقبلة، الأمر الذي سيحدث ثورة في عالم الأجهزة المحمولة، وقد يلغي وجود الهواتف الذكية ذات الأزرار الحقيقية. وعرضت الشركة بداية العام الحالي جهازا لوحيا يعمل بنظام التشغيل «آندرويد» يستخدم هذه التقنية، حيث تكاملت برمجيات الشركة مع نظام التشغيل لتظهر الأزرار فور ظهور لوحة المفاتيح الرقمية، وتختفي فور اختفاء اللوحة. ويمكن استخدام هذه الأزرار في الوضعيتين العمودية والأفقية للحصول على جهاز لوحي ذي أزرار حقيقية!

* مساعدة المكفوفين والأطفال ومن الناحية النظرية، يمكن تطوير هذه التقنية لتشمل فئات مختلفة من المستخدمين، مثل المكفوفين الذي سيستطيعون استخدام لوحات مفاتيح بلغة «بريل» من دون الحاجة إلى شراء جهاز خاص لها، إذ يمكنهم تحميل لوحة المفاتيح الرقمية التي تدعم هذه اللغة من الإنترنت لتتحول الأزرار إلى أحرف تلك اللغة. ومن الممكن أيضا تطوير شكل الأزرار لتتحول إلى أشكال هندسية تسمح للأطفال تنمية مهاراتهم وتعلم الأشكال. ويمكن استخدام هذه التقنية في الألعاب الإلكترونية أيضا، إذ من الممكن إيجاد أزرار تحاكي أداة التحكم من حيث الاتجاهات وأزرار اللعب، بالإضافة إلى القدرة على تطوير ألعاب تطلب من المستخدم اللحاق بنتوء يتحرك ومتابعة الضغط عليه للتقدم في اللعبة، وغيرها من الإبداعات الأخرى، للحصول على بعد جديد «ملموس» من واجهات الاستخدام.

وقد تشكل هذه التقنية تحديا للشركات المصنعة لملحقات الأجهزة المحمولة، مثل لوحات المفاتيح الإضافية التي تكلف المستخدمين مبالغ إضافية يصل بعضها إلى أكثر من 100 دولار أميركي، إذ لن يعود المستخدم بحاجة إلى شراء تلك الملحقات للأجهزة التي تدعم هذه التقنية. وقد تساعد هذه التقنية كذلك في الحد من الحوادث المرورية لدى النظر إلى الهواتف الجوالة أو مشغلات الموسيقى الرقمية أثناء القيادة، إذ سيكون بإمكان المستخدم الإمساك بجهازه والتفاعل معه من دون النظر إليه، مثل الضغط على زر الانتقال من أغنية لأخرى أو تغيير الألبوم، أو الضغط على زر رقم الشخص المفضل للاتصال به بكل سهولة، مع إمكانية تحويل الهاتف إلى أداة تحكم عن بعد للتلفزيون والأجهزة الإلكترونية المختلفة واستخدام أزرار حقيقية أثناء ذلك. ويمكن زيارة موقع الشركة للحصول على المزيد من المعلومات:

www.tactustechnology.com