شحن الأجهزة لا سلكيا.. أضحى أمرا واقعا

مقاهي «ستاربكس» وطرز السيارات الحديثة تعتمد تقنياته أولا

TT

قد لا يكون من الصعب أن تقوم بشحن الهاتف، أو الجهاز اللوحي من مقبس كهربائي في الجدار، ومع ذلك فهنالك عدد من الشركات تحاول أن توفر علينا هذا الجهد.

وعلى الرغم من أن الشحن اللاسلكي لا يزال في مراحله الأولى، غير أنه بات أمرا واقعا، بعد الإعلان الأخير الصادر عن «ستاربكس» و«كاديلاك» أنهما سيقومان بتوفير هذه التقنية: فقط ضع الهاتف الذكي على حصيرة صغيرة في لوحة القيادة بالسيارة ليجري شحنه. «وهذا تحول مثالي»، وفقا لدانيال شرايبر رئيس «باورمات» إحدى الشركات الصناعية الكبرى العاملة بهذه التقنية.. «فحالما يتوفر لديك شحن لا سلكي في السيارة، وغرفة النوم، والمقهى، فلا يتوجب عليك التفكير بالطاقة»، كما يقول.

ثمة توجهان رئيسان متنافسان من الشحن اللاسلكي يحاول كل منهما أن يتحصل على حصته من السوق. وكلاهما يستخدم التقنية ذاتها التي تجيز للمستخدمين وضع هواتفهم على رقعة الشحن، وشحنها في وقت لا يزيد على ما يتطلبه الشحن بواسطة الكابل العادي. ولغرض أن يعمل هذا الوصل اللاسلكي، يمكن تجهيز الهاتف بجهاز استقبال، لكن في هذه المرحلة قد يكون موضوعا في علبة خاصة عليك أن تشتريها، تقوم بالتقاط الشحن الكهربائي من ملف مرسل موجود في حصيرة الشحن.

ويقوم اتحاد «وايرليس باور كونسورتيوم»، وهو مجموعة تجارية بترويج إحدى هاتين التقنيتين التي تدعى «Qi» وتلفظ «تشي» (chee) ويضم هذا الاتحاد «إل جي»، و«فيليبس»، و«سامسونغ»، و«سوني» وغيرها، ما جعل هنالك أكثر من 500 منتج يطابق «تشي»، متوفرا.

أما التقنية الأخرى المنافسة «باور ماترس ألاينس»، فقد انضمت إلى مجموعة ثالثة هي «ذي ألاينس فور وايرليس باور»، أو «إيه 4 دبليو بي»، التي تستخدم تقنية مختلفة قليلا لإنتاج نسخة قابلة للتشغيل المتبادل، والتي تجيز لجهاز البث والاستقبال وضعهما على مسافة بعيدة عن بعضهما البعض.

وتقوم شركة «باورمات» العضوة البارزة في تحالف «ألاينس» هذا بتوفير التقنية هذه التي ستستخدمها «ستاربكس»، عندما ستنشر نقاط الشحن في جميع محلاتها في الأسواق الأميركية الرئيسة في نهاية عام 2015. فكل محل سيجهز بـ12 نقطة شحن.

لكن أي التقنيتين هي الأفضل؟ لا واحدة منهما، استنادا إلى شرايبر من «باورمات»، الذي قال: «على الصعيد التقني فالاختلاف ليس معلنا، والكثير من الأجهزة تدرج كل مواصفات التقنيتين».

لكن لسوء الحظ فإن شحن الجهاز لا سلكيا لا يعني أنه يمكن وضع أي هاتف ذكي على حصيرة الشحن، بل يتوجب هنا أن يكون جهاز الاستقبال متطابقا، فعلى الرغم من أنه سيجري في يوم ما تركيب مثل هذه المستقبلات في الهواتف ذاتها، لكن حاليا سيقتصر الأمر على تركيبها في شكل من أشكال العلب.

وتقدم «سامسونغ» من بين شركات منتجة أخرى حقائب شحن بديلة خاصة بهاتفها «غالاكسي إس 4»، و«إس 5»، وهاتف «نوت 3». أما الجهاز اللوحي «نيكسس 7» من «غوغل»، فيشمل على شاحن لا سلكي مشيد داخله. وإذا كنت تستخدم «آي فون» وبعض من هواتف «آندرويد» وأجهزتها اللوحية، فعليك أن تتخلص من العلبة الحالية، وترزيمها بدلا من ذلك، بجهاز استقبال قد يكون أكبر حجما يتطابق مع تقنية «تشي»، أو تلك التي وافقت عليها «باور ألاينس».

«والعلب هي العتبة الأولى لزيادة الوعي بالشحن اللاسلكي، واعتماده من قبل الجمهور سيحصل عندما يجري دمجه بالجهاز ذاته»، كما يقول رايان ساندرسون المدير المساعد لشركة الأبحاث «آي إتش إس».

وعلاوة على «ستاربكس»، يمكن إيجاد نقاط الشحن اللاسلكي في بعض غرف الفنادق والمطارات والمطاعم. كذلك شرعت الشركات الصانعة للسيارات باعتماد الشحن اللاسلكي، ليس فقط لمساعدة السائقين على إبقاء أجهزتهم مشحونة فحسب، بل لأن سهولة ذلك نظريا يشجعهم أيضا على تفادي تشتيت انتباههم أثناء القيادة. وستقوم «أودي» بإدخال الشحن اللاسلكي في سياراتها على نطاق العالم كله، كما يقول إنيوبام مالهورتا كبير مديريها في أميركا، وذلك عن طريق إنتاج علبة للهاتف بشحن لا سلكي، مع القدرة على الوصول إلى تطبيقات الهاتف الذكي عبر شاشة لوحة القيادة، فضلا عن وصل كل ذلك بهوائي السيارة الخارجي لتحسين عملية الاستقبال. وأضاف مالهورتا: «كل ذلك لكي نحفز السائق على استبعاد استخدام الهاتف بنفسه».

بالنسبة إلى سيارات «كاديلاك»، سيظهر الشحن اللاسلكي في سياراتها من طراز «إيه تي إس»، و«سي تي إس»، و«إسكالايد»، و«سيلفارادو»، و«سيارا» في نهاية العام الحالي. وسيقوم السائقون بعملية الشحن عن طريق وضع هواتفهم خلف سياراتهم لتظل شاشة لعرض المعلومات متصلة بالهاتف عاملة، حتى يجري وضع ذراع نقل السرعة على وضعية «الركن».

ولضمان طمأنة الزبون، ستوفر «كاديلاك» تقنيتي الشحن المذكورتين أعلاه، ليختار الزبون بينهما. أما «أودي»، فهي تجري مناقشات حالية مع «باورمات»، وستقدم «تويوتا» فقط الشحن اللاسلكي المتطابق مع «تشي» على طرزها من أمثال «أفالون»، و«كامري» لعام 2015، فضلا عن الطرز المقبلة من «ليكسس إن إكس»، و«سايون إكس بي».

وستقدم «تشي» تفرعا جديدا من تقنيتها التي تستخدم للسماح بعملية الشحن أن تجري، حتى ولو كان الجهاز بعيدا بمسافة 45 ملليمترا عن نقطة الشحن.

* خدمة «نيويورك تايمز»