6 تقنيات ستغير تصاميم الكومبيوترات في العام الجديد

أجهزة تفاعلية بشاشات لاسلكية تزود بكاميرات مجسمة

كومبيوتر «سبراوت» من «إتش بي» - كومبيوتر محمول بشحن لاسلكي من «إنتل»
TT

في عصر الأجهزة السهلة الاستخدام، تعتبر أجهزة الكومبيوتر «بي سي» من الديناصورات الغارقة في فوضى من الأسلاك، والمجهزة بكاميرات ذات بعدين، ومبتلية بشاشة قد تموت وتبهت بين الحين والآخر. بيد أن التقنية التي ستبرز في العام الجديد مؤهلة لجعل أجهزة «بي سي» أكثر تفاعلا، وأكثر متعة، وربما أكثر ضجيجا مما قد ترغب.

* أفكار جذابة خذ مثلا جهاز «آي باد» من «أبل» الذي غير نظرة الناس إلى الكومبيوترات، وحفز الابتكارات التي طاولت أجهزة «بي سي». ويستمد منتجو المعدات أفكارهم من الأجهزة المحمولة والجوالة، وأجهزة الألعاب، وحتى الطابعات الثلاثية الأبعاد، لإعادة التفكير في صناعة أجهزة «بي سي»، مما يعني أن التقنيات الجديدة الناتجة عن ذلك، سيكون لها وقع كبير على كيفية استخدام اللابتوب والكومبيوترات المكتبية في العام المقبل، وفي المستقبل.

لعل أكثر الأفكار الجذابة هنا هو جهاز «بي سي» الخالي من الأسلاك الذي خرجت به «إنتل»، والذي به ستقوم التقنيات اللاسلكية بالحلول محل الكوابل الناقلة لمحتويات الشاشات، وعمليات الشحن بالطاقة، ونقل البيانات. وستقوم الشركة هذه المنتجة للشرائح الالكترونية في العام الجديد، بعرض لاب توب تجريبي لا يمتلك أي فتحات، ويعتمد كليا على التقنية اللاسلكية للتواصل مع شاشته وأجهزة التخزين والحفظ الخارجية.

وسيكون للكومبيوترات التفاعلية كاميرات ثلاثية الأبعاد تمتلك ما يشبه العيون، مع القدرة على التعرف على الأشياء، وقياس المسافات. وسيساعد التلقيم الحسي أو الاستشعاري للمعلومات عبر الصوت واللمس، جهاز «بي سي» على توقع احتياجاتنا والتجاوب معها.

وكشأن كل عام ستصبح أجهزة «بي سي» أكثر نحافة، وسرعة، وخفة في الوزن، مع حياة طويلة للبطارية. أما الألعاب والأفلام السينمائية فستبدو هائلة بوضوحها وتحديدها العالي، بيد أن هذه التقنيات الجديدة ستأتي بكلفة عالية.

* تقنيات جديدة

* وفيما يلي 6 تقنيات جديدة من شأنها تغيير وجه العمليات الكومبيوترية في العام الجديد، كما تراها مجلة «بي سي ورلد» الإلكترونية:

* الشحن اللاسلكي: قم بوضع جهاز اللابتوب على الطاولة ليقوم بعملية الشحن أوتوماتيكيا. فلا حاجة للأسلاك، ولا لحمل بطارية شحن إضافية، فهذا ما تراه «إنتل» بالنسبة إلى شحن الأجهزة لاسلكيا، الأمر الذي قد يتحول إلى واقع في العام المقبل. و«إنتل» راغبة في جعل الشاحنات اللاسلكية سهلة الاستخدام، وتسهيل العثور عليها، كما هو الحال مع إشارة «واي - فاي»، وبالتالي جلب هذه التقنية ووضعها في المقاهي والمطاعم والمطارات وغيرها من الأماكن العامة، لكي يجري شحن اللابتوب من دون أي مكابس توصيل. وستظهر أجهزة اللابتوب الأولى ذات الشحن اللاسلكي في العام المقبل، بعدما عرضت «إنتل» بعض النماذج الأولية يجري شحنها على الطاولات.

وتدعم «إنتل» تقنية «ريزينس» للشحن اللاسلكي بالرنين المغناطيسي، التي روجها تحالف «وايرليس باور»، أو «أ4 دبليو بي». وسيكون تدفق الطاقة محدودا لما يكفي للقيام بعملية شحن الأجهزة الجوالة الصغيرة الحجم جدا، والهجين منها. لكن الخطة تقضي بزيادة إنتاج هذه الطاقة لشحن أجهزة اللابتوب الرئيسية. لكن إيصال التقنية إلى الأماكن العامة، وأماكن التسلية، قد يستغرق سنوات. وتوفر بعض المقاهي والمطاعم سلفا تسهيلات للشحن اللاسلكي للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وهي مهتمة لإضافة أجهزة اللابتوب إلى المجموعة.

* شاشات لاسلكية متعددة. وقد يصبح من الممكن أيضا وصل أجهزة اللابتوب لاسلكيا بشاشات العرض التي من شأنها التخلص من كابلات العرض بتوصيلات «إتش دي إم آي»، و«ديسبلاي بورت». إذ تشرع الشاشة اللاسلكية بالعمل حالما يصبح اللابتوب ضمن المدى المطلوب. وتتصور «إنتل» جهاز لابتوب يمكنه في نهاية المطاف التواصل مع شاشات لاسلكية متعددة يمكن استخدامها في الصفوف الدراسية، أو الاجتماعات. وسيكون بمقدور لابتوب واحد بث محتوياته إلى شاشات مركبة على مكاتب كثيرة. وتقوم «إنتل» بترويج هذه الفكرة المبدئية عبر «مراس ذكية» تصل بين اللابتوب والشاشة اللاسلكية.

ومن شأن الشاشات اللاسلكية أن تكسب زخما كبيرا مع زيادة الاعتماد على «واي غيغ» WiGig النسخة السريعة من «واي - فاي» التي يمكنها تنفيذ البث الفيديوي بوضوح عال جدا «4 كيه» من دون أي تأخير زمني. وإضافة إلى «إنتل» فإن شركة «كوالكوم» ستقوم بتأمين «واي غيغ» للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في العام الجديد، مما يمكن المستخدمين بث «نيتفليكس» مباشرة من هواتفهم الذكية، أو الأجهزة اللوحية مباشرة إلى التلفزيون اللاسلكي. وستقوم الشركات الصانعة للشاشات أيضا بتطوير تقنيات «واي غيع» في الشاشات والتلفزيونات في العام الجديد.

* كومبيوترات متطورة

* أجهزة مكتبية إبداعية: انطلاقا من أصولها كعلب بيضاء بليدة، تحولت إلى مركز للإبداع والخيال بتقنيات مثل كاميرات ذات تحسس عميق، وطابعات ثلاثية الأبعاد تقوم بإنتاج مجموعة متنوعة من الابتكارات. وأحد الأمثلة على ذلك «سبراوت» (Sprout) من «إتش بي». انظر: «الشرق الأوسط» ملحق تقنية المعلومات ( 23 - 12 - 2014) الذي يبدو مثل جهاز «بي سي كل في واحد»، ويضم آخر ما توصلت إليه تقنية التصوير والتشارك. وفي قاعدة جهاز «سبراوت» هذا رقعة لمس كبيرة تدعى «تاتش مات»، التي هي عبارة عن قطعة قماش رقمية كتانية مزدوجة الأغراض، يمكن عبرها مسح الصور ومعالجتها. وتقوم كاميرا باستشعار عميق مركبة في «سبراوت» بمسح الأشياء الموضوعة على «تاتش مات»، ومثال على ذلك إذا ما جرى وضع قدح قهوة على قطعة الخيش أو الكتان هذه، تقوم الكاميرا هذه الثلاثية الأبعاد بمسحه عمقا وحجما. وعند ذاك يمكن لجهاز العرض الموجود في أعلى «سبراوت» بعكس الصورة الممسوحة هذه لقدح القهوة الموجود على «تاتش مات»، مما يمكن الفنانين بعد ذلك من التعامل والتلاعب بها عن طريق لمس هذا الخيش أو الكتان الرقمي. وتقول شركة «إتش بي» إن «عملية المسح والتلاعب هذه قد تكون مفيدة لإنتاج أشكال يمكن طباعتها بالأبعاد الثلاثة، بيد أنه مع سعر (سبراوت) البالغ 1.899 دولار، يعتبر هذا الجهاز المكتبي التجريبي عالي الكلفة جدا».

وكانت «ديل» من جهتها قد طورت «مكتبا ذكيا» (smart desk) بجهاز «بي سي» كل في واحد، يمكنه بث لوحة مفاتيح افتراضية إلى مكتب آخر يمكن الطباعة عليها، وهي فكرة ممتازة، لكن لوحة المفاتيح العادية قد تكون فكرة أفضل.

* كومبيوترات متفاعلة: ستصبح الكومبيوترات أكثر تحسسا وإدراكا مع اعتماد تقنيات الإيماءات، والصوت، والتعرف البصري، التي يجري تركيبها جميعها في أجهزة «بي سي». فبداية منذ العام الجديد ستحل كاميرات «ريل سينس» الثلاثية الأبعاد من «إنتل» محل الكاميرات الثنائية الأبعاد في هذه الأجهزة، وسيكون بمقدورها التعرف على الأشياء، وحتى قياس المسافات بين الأجسام المختلفة. وستجعل قدرات التعرف على الإيماءات، مثل تقنية «كينيكت» في الكاميرات، ممارسة العاب الفيديو على «بي سي» تفاعلية، من دون الحاجة إلى استخدام اليدين. ويبدو أن لـ«إنتل» أهدافا عالية ترمي إلى دمج وتوحيد إدخالات الصورة، والصوت، والنطق، للتعرف على الأمزجة البشرية وعادات القراءة. وعلى الرغم من أن هذه الأمور قد لا تحصل في العام المقبل، غير أن الكاميرا الثلاثية الأبعاد ستجعل من الحوار على «سكايب» أمرا مسليا.

* استشعار بيولوجي

* أجهزة الاستشعار للقياسات البيولوجية: قريبا قد يقوم جسمك بتسجيلك في حساب للبريد الالكتروني، ففي نهاية العام الماضي هذا ستقوم «إنتل» بتأمين برنامج يمكن المستخدمين من تسجيل أنفسهم في مواقع على الشبكة، عبر عملية التأكد من الهوية عبر القياسات البيولوجية. وهذا من شأنه أن يخدم غرضين: الأول أن مثل هذه القياسات موثوقة، وأمينة، ويمكن التعويل عليها، ومن دون الحاجة إلى أن يكون للمستخدم عشرات كلمات المرور للمواقع المختلفة. وتقوم «أبل» سلفا باستخدام عملية التوثيق البيولوجية هذه لتسديد المدفوعات عن طريق البطاقات الائتمانية، وعن طريق خدمة «أبل باي». وترغب «إنتل»، في أن تطبق فكرة مشابهة لذلك على أجهزة «بي سي». ومن المتوقع أن تصبح قارئة بصمة الأصبع من الأمور المفيدة جدا، مع بداية العام الجديد.

* أجهزة نحيفة وسريعة وخفيفة الوزن أفضل: مع وجود أجهزة اللابتوب، والأجهزة اللوحية، والهجين، وتوفر الكثير من الخيارات، لم يعد من السهل شراء جهاز «بي سي»، حتى في العام الجديد، مع قدوم وتوفر المزيد من التصاميم المبتكرة، فالكومبيوترات ستصبح أكثر رقة ونحافة، مع قيام الشركات الصانعة لأجهزة «بي سي» بطرح أجهزة لابتوب برقة 15 مليمترا. كما ستتضمن هذه الأجهزة بطاريات ذات حياة طويلة بمعالجات «برودويل» و«سكايلايك» الجديدة من «إنتل»، فضلا عن شرائح «كاريزو» من «ادفانسد مايكرو ديفايزز» (أ إم دي). كما أن ذاكرة «دي دي آر4 » ستجعل التطبيقات والالعاب تعمل بسرعة على الأجهزة المكتبية. كما سيحل في العام الجديد نظام «ويندوز 10 أو إس» من «مايكروسوفت» محل «ويندوز 8»، الذي هو موضع جدل حاليا. ويتوقع من نظام التشغيل الجديد هذا أن يستفيد من هذه التقنيات الجديدة.