نظرة على أول مدرسة عربية إلكترونية شاملة على الإنترنت

محمد عباس مؤسس المدرسة يتحدث عن تأسيس المواقع التعليمية المجانية وكيفية المحافظة على ديمومتها

TT

تناولت مطبوعات عربية مختلفة في الفترة الأخيرة خبر افتتاح أول موقع تعليمي الكتروني عربي شامل على الانترنت تحت اسم «المدرسة العربية» (www.schoolarabia.com)، الا أنها لم تتناول تفاصيله بحيث تتيح للجمهور العربي والمهتمين الاطلاع على هذا المشروع الرائد، مما دفعنا الى لقاء محمد عباس صاحب فكرة المدرسة العربية ورئيسها للحديث عنها.

* فكرة المشروع

* وجاءت فكرة تأسيس «المدرسة العربية» على الانترنت، بعد أن شعر محمد عباس بالنقص الكبير في مواقع الانترنت العربية المهتمة باستغلال التقنيات الحديثة من أجل نشر العلم والمعرفة ومحو الأمية في العالم العربي، مقارنة بما يتم في دول العالم المتقدم. وعلى الرغم من اطلاعه على بعض المحاولات العربية القليلة المتناثرة في الانترنت ومن بينها مواقع وزارات التربية العربية، الا أنه وجدها تعاني كما يقول اما من عدم احترامها للغة العربية كما يجب بعرض موادها باللغة الانجليزية أو الفرنسية، أو كونها مقتصرة على المنهج المدرسي الخاص بالدولة صاحبة الموقع، مما جعل هذه المواقع تخفق في تحقيق اضافة نوعية الى ما يحتاجه المواطن العربي في عصر بدأت كل دول العالم الى الاتجاه الى توفير مواقع الانترنت بلغاتها الخاصة، بعد أن استمرت تحت سيطرة اللغة الانجليزية لسنوات عديدة.

ولهذا قرر أن يبدأ بمشروعه الطموح بهدف بناء مدرسة عربية في سماء الانترنت تقدم خدماتها لكل العرب بالمجان، بحيث تضم محتوى تعليميا علميا يقدم باللغة العربية، وتوفر منهاجا تعليميا علميا عربيا موحدا. خاصة أنه تلمس شخصياً كما يقول من خلال اتصالاته بهيئات دولية وشخصياتٌ علمية وجهات فاعلة في موضوع التعليم الالكتروني والتعليم عن بُعد، الحاجة لمثل هذا المشروع، ويعلق قائلا «ولذلك قررت العمل على تأسيس المدرسة العربية كمفهوم متميز يحاول بلورة صورة خاصة كموقع تعليمي عربي مجاني يوفر فرص التعلم الذاتي والتعلم المتواصل مدى الحياة، ويعطي الفرصة للفئات الاجتماعية الأقل حظاً للافادة من التقنية والمحتوى التعليمي الجيد والمتميز»، ويضيف «ومن هنا نطمح الى دخول المدرسة العربية الى منازل الأسر العربية بحيث يتحول استخدام الكومبيوتر والانترنت داخل البيت كضرورة يومية تربوية تعليمية (أفضل من التلفاز ان شاء المولى). في هذا المجال أعتقد جازماً أن توسع انتشار المدرسة العربية سيسهم ايجاباً في توسيع رقعة استخدام الدارس العربي للكومبيوتر والانترنت عموماً، وهذه النقطة تُشعرنا بأحقية طموحنا وسعينا لنحظى بالرعاية المادية والتقنية والمعنوية».

وعلى الرغم من حداثة الاعلان عن اطلاق موقع المدرسة العربية على الانترنت، الا أنه استطاع أن يجذب اليه عددا كبيرا من الزيارات من جميع الدول العربية، سواء في مشرق العالم العربي أو مغربه، بالاضافة الى العرب الذين يعيشون في المهجر. حيث أنها وفرت لمن يرغب من الدارسين العرب فرصة للاطلاع والاحتكاك والتفاعل الايجابي مع الآخرين، مما ساهم من ناحية تعزيز البعد العربي للموقع ودوره في تجسير الفجوة مع الآخرين، كما قال لنا محمد عباس.

كما لمس القائمون على الموقع من خلال الرسائل التي تسلموها وأعداد الزائرين له اهتماما خاصا من الدارسين في فلسطين المحتلة، الذين قالوا انه ساهم في توفير خدمات تعليمية منهجية للدارسين تتكامل مع جهود السلطة الفلسطينية في تهيئة الأجواء التعليمية للشعب الفلسطيني، من خلال برامج التعليم عن بعد التي يستطيع أن يتعامل معها كل متعلم هناك، بغض النظر عن ظروف الحصار والقمع الاسرائيلي الجائرين اللذين يمارسان على الشعب الفلسطيني

* طاقم المدرسة الإلكترونية ومرافقها

* ويلاحظ زائر موقع schoolarabia.com ضخامة محتواه والجهد الكبير المبذول في انجازه، وقد يلاحظ في الوقت نفسه بعض العثرات البسيطة التي سريعا ما تختفي نظرا لأن الموقع ما زال تحت التطوير بسبب الاضافات المستمرة لخدماته، حيث سيظهر الموقع قريبا بشكل احترافي جديد، حيث يعمل على ذلك حاليا فريق من الموظفين الذين يقضون الساعات الطويلة يومياً في العمل، بالاضافة الى مجموعة من الاساتذة وبعض التربويين الاستشاريين الذين انضموا تطوعا حبا وقناعة بالمشروع على حد تعبير عباس.

ويتكون فريق موظفي المدرسة من كادر تقني وفني مكون من خمس فتيات وثلاثة شبان، يقودهم محمد عباس، حيث يتعاونون على انجاز الصفحات بدءا من طباعة المادة باستخدام معالج الكلمات «وورد» وتدقيقها وتنسيقها، مروراً باستخدام برامج مثل «فرونت بيج» و«دريم ويفر» و«فلاش» وما الى ذلك من برمجيات ضرورية لتصميم وبناء الصفحات، وصولاً الى تحميل الصفحات على الانترنت.

* نظرة سريعة

* وعلى الرغم من أن طاقم المدرسة العربية يعد العدة للاعلان عن اصدار جديد منه لاظهار حيويته وعدم جموده، بالاضافة الى زيادة خدماته، يمكن للزائر الاستفادة من الموقع حاليا بشكل فوري، سواء كان طالب علم أو مدرس، اذ أنه يضم بالاضافة الى الدروس التعليمية في العلوم المختلفة ارشادات في أساليب تدريس هذه الدروس تراعي أحدث الأساليب التربوية. فمن جهة الدروس يتميز الموقع بوجود دائرة تفاعلية ذات زخرفة اسلامية تحيط بها مواضيع الدروس المختلفة، بحيث يمكن عند النقر على أي موضوع للدخول الى الصفحات الخاصة به. وقسمت دروس كل موضوع حسب مستويات مختلفة يضم كل منها شروحا بالنص المصحوب بالصور والرسومات التوضيحية المتحركة، التي تصاحبها مؤثرات صوتية. ولا ينسى الموقع الاهتمام بالأطفال اذ يخصص جانبا من لوحة الأطفال، التي يمكن اصطحاب الأطفال عند زيارتها لتعلم الحروف العربية، وسماع القصص والأغاني التي وضعت خصيصا لهم.

وبالاضافة الى الدروس التعليمية تقدم المدرسة مجموعة من الخدمات المساندة والمواضيع التثقيفية، اذ أنها تضم معرضا علميا تفاعليا، ومقالات عن المعلوماتية وتقنيات التعليم الحديثة، ومجموعة من الحقائب التي تتناول الصحة والبيئة والتربية والفلك، ومواضيع عامة أخرى تتناول مكافحة المخدرات وغيرها. هذا عدا عن مجموعة من الوصلات لمواقع عربية وأجنبية أخرى لها علاقة بموضوع المدرسة. كما يوفر الموقع كذلك نافذة أو منصة للتبادل الثقافي والحضاري مع جهات مختلفة، اذ تمكن المدرسة من نسج بضع علاقات مع مواقع عالمية تدير مشاريع تربوية لا منهجية مثل مشروع Kid Link والجذور المائية ومسابقة Think Quest التعليمية.

* خاتمة

* لا شك بأن فكرة المدرسة العربية فكرة ضرورية وحيوية، وتساهم في تعبئة واحد من أهم الفراغات في بنية الانترنت العربية التي يجب أن يسعى الجميع في تعبئتها، وبخاصة مع النقص الهائل في المواقع التي تقدم محتوى عربيا مناسبا يتلائم مع الأعداد المتزايدة من الجمهور العربي الذي بدأ بالتعرف على حقيقة أن الانترنت هي في الواقع أداة جديدة للمعرفة والعلم والاتصال والتجارة وحتى التسلية، الا أنه يريدها بلغته. نأمل أن يكون هذا المشروع واحدا من فواتح الخير، وأن يجد التشجيع والدعم، وظهور مواقع أخرى مماثلة تسد فراغات أخرى، وتشد من أزره.

[email protected]