خبير ياباني: لا اتوقع انتشار الروبوت في المنازل قبل 25 عاما

TT

عرضت اليابان في متحف العلم في لندن أخيرا مجموعة من آخر ما توصلت إليه مختبرات أبحاثها في بعض من مجالات التقنية الحديثة، وبخاصة في مجالات «الروبوت» (أو ما يعرف بالانسان الآلي). وقد زارت «الشرق الأوسط» المعرض، وتجولت بين أقسامه، كما التقت مع البروفيسور أتساو تاكانيشي الذي يمتلك خبرة تصل الى ثلاثين عاما في تصميم الروبوتات، الذي يعمل في معهد الإنسان الآلي في جامعة واسيدا اليابانية. حيث سألناه عن الوقت الذي يمكن أن تبدأ فيه الروبوتات في المنازل لتستخدم فيها على نطاق واسع، فقال انه من الصعب تحديد الزمن الذي سينتج الروبوت بشكل تجاري ليصبح واسع الانتشار والاستخدام حتى في المنازل، إلا أنه يستعبد أن يتم ذلك قبل 25 عاما من الآن، وهو رقم يمكن أن يتغير حسب حركة السوق، وزيادة عدد الشركات التي تتنافس على إنتاج هذه النوعية من التقنيات، على حد تعبيره. ويبرر البروفيسور تاكانيشي هذا بأن هذه الأجهزة ما زال ينقصها جانب الأمان، إذ أنه لا يمكن توقع تصرفاتها في بعض الأحيان، مما يجعل من الخطر الاعتماد عليها حاليا في المنازل، أما في التطبيقات التي يحتاج فيها إلى حماية الأرواح كإطفاء الحرائق في الأماكن الخطرة على سبيل المثال، فإن استخدام الروبوت قد بدأ في الانتشار فعلا.

وعن السر في تميز اليابان عن غيرها في أبحاث الروبوت أو الانسان الآلي مقارنة مع باقي أقطار العالم المتقدم، قال البروفيسور تاكانيشي ان بعض الجماعات الدينية الأصولية في الولايات المتحدة تعترض على إنتاج الإنسان الآلي، لكنها لا تعترض على انتاج حيوانات آلية، مما جعل الصناعة الأميركية تتجه إلى ذلك الاتجاه. كما أشار إلى إيطاليا التي قال إنها تعاني من نفس الضغوط الدينية، ولهذا فإن المتخصصين هناك اتجهوا نحو تصميم قطع أثاث مزودة بوظائف الانسان الآلي ستظهر في المستقبل وأضاف قائلا «أما نحن في اليابان فلا نعاني من هذه الإشكاليات، ولهذا فإننا متقدمون في أبحاث الروبوت أكثر من غيرنا».

* الخادمة الآلية «تيمزوك»

* كان نجم المعرض الياباني روبوتا على شكل خادمة أطلق عليه الاسم TMSUKوتنطق «تيمزوك»، يتم التحكم به عن بعد من أي مكان في العالم من خلال خطوط الهاتف النقال. ويمكن تحريك يدي الروبوت التي تضم 27 مفصلا مختلفا بما فيها الأصابع بتحريك جهاز آلي للتحكم عن بعد، بحيث تتوافق الحركتان مع بعضهما البعض. وفي حديث لجريدة «الشرق الأوسط» قال شن فوروكاوا مدير التخطيط في الشركة المنتجة لروبوت «تيمزوك» ان تقنية التحكم بهذا الروبوت من خلال شبكة الهواتف النقالة سجلت كبراءة اختراع لشركته التي ابتكرتها. وأضاف أن «تيمزوك» لن ينتج بشكل تجاري بل لأغراض الأبحاث، حيث أنه لم ينتج منه حتى الآن سوى 11 روبوتا بيعت لمؤسسات الأبحاث العلمية والتصنيع في اليابان للاعتماد عليه في أبحاث تصميم وصناعة الإنسان الآلي، حيث سيكون مناسبا لأغراض مكافحة الحريق في الأماكن الخطرة، أو تشغيله كحارس أمن يتجول داخل المبنى ليسجل ما يرى من أحداث بالصوت والصورة، وهو الأمر الذي تمت تجربته العملية بنجاح في اليابان.

* هواتف «دوكومو»

* في الوقت الذي لم تحقق تقنية «واب» في باقي أنحاء العالم ما توقعه الناس منها للدخول إلى الإنترنت من خلال الهاتف النقالة، اعتبرت تقنية «آي مود» المقابلة لها في اليابان ثورة حقيقية إذ أصبح يعتمد عليها هناك بشكل واسع للحصول على خدمات مختلفة من الإنترنت من خلال هواتف شركة NTTDoCoMo وقد شهد المعرض لأول مرة في العالم عرضا لمجموعة من هواتف الجيل الثالث من هذه الهواتف، تتيح اتصالات عالية السرعة والكفاءة والقدرة، ليس للاتصالات الصوتية فحسب بل وللصوت والفيديو.

* السيارات الذكية

* عرضت شركة تويوتا لصناعة السيارات نموذجا لنظام المرور المتكامل المتقدم ITS الذي تهدف من خلاله إلى حل مشكلة الازدحامات المرورية وجعل قيادة السيارة في الشوارع اكثر أمانا سهولة. وقد أحضرت تويوتا إلى المعرض إحدى سياراتها من طراز لكزس المزودة بأنظمة متقدمة، فعدى عن نظام التجول المتقدم الذي يحدد مواقع الاختناقات في الشوارع ويعطي سائق السيارة توجيهات صوتية لتفاديها، زودت السيارة بنظام اطلق عليه «مونيت» Monet يظهر على شاشة كريستال سائل ملونة مثبتة في لوحة القيادة معلومات آنية مفيدة لقائد السيارة كعناوين المطاعم وما تقدمه، وغيرها من المرافق مع إمكانية القيام بالحجز فيها مسبقا، بالإضافة إلى إمكانية استخدام البريد الإلكتروني لإرسال وقراءة الرسائل. كما يمكن من خلال الشاشة نفسها مشاهدة ما يجري خلف السيارة أو في الزوايا العمياء على جانبيها من خلال ثلاث كاميرات فيديو ملونة مثبتة في هذه النقاط الثلاث.

* فقمة آلية للمرضى النفسيين

* من أجل توفير الراحة النفسية لضحايا الأمراض العقلية وأصحاب الاعاقات والمتقدمين في السن، صمم المعهد الوطني للعلوم والتقنيات الصناعية المتقدمة بالتعاون مع وكالة الحكومة اليابانية، نموذجا آليا من حيوان الفقمة مغطى بفرو أبيض ويمكنه الاستجابة إلى التربيت على ظهره أو رأسه سواء بإبداء السرور أو الغضب أو الخلود إلى النوم. كما يمكن لجسمه أن يتمدد أو ينكمش ولعينيه أن تغلقا وتفتحا كما لو كان حقيقيا.

* سلالة «آيبو» من الكلاب الآلية

* عرضت شركة «سوني» مجموعتها الكاملة من الكلاب الأليفة الآلية من سلسلة «آيبو»، التي صممت لتستجيب إلى المؤثرات المحيطة بها، كما أنها تستطيع فهم 75 أمرا صوتيا، وأن تلعب بالكرة لوحدها، كما أن بعض أنواعها يستطيع أن يتكلم مع أقرانه من الكلاب الآلية. وزودت هذه الحيوانات الآلية ببرمجيات الذكاء الاصطناعي التي تتيح لها تذكر المواقف التي مرت بها والاستجابة لها إذا تكررت مرة أخرى. ويمكن التحكم ببعضها عن بعد بواسطة أوامر كومبيوترية أو باستخدام عصا تحكم متصلة بجهاز الكومبيوتر.