تحذيرات من الهجمات المقبلة على الهواتف الجوالة

عدوى البرامج التجسسية والفيروسية للأجهزة اليدوية ازدادت 5 أضعاف

احدث هاتف جوال من طراز «موتوريزر زد6 تي في» MOTORIZR Z6tv من شركة «موتورولا» يستقبل عروض البرامج التلفزيونية الحية، عرض الاسبوع الماضي في لاس فيغاس («الشرق الأوسط»)
TT

غالبية مستخدمي الكومبيوتر يعيشون دائما مع اخطار الشبكة وبرامجها الضارة والتطفلية. ولكن ماذا عن مستخدمي الهاتف الجوال؟ ان هذه الاجهزة اليدوية تزداد تعقيدا وتطورا طوال الوقت، مثلما يوحي الى ذلك جهاز «نوكيا إن 95» الذكي على سبيل المثال، أي ربما كما هو الحال الذي بلغته اجهزة الكومبيوتر. وإن كانت اجهزة الكومبيوتر معرضة للهجمات فلماذا لا تتعرض الاجهزة اليدوية الشبيهة بها، خاصة وان خدمات التراسل المتعددة MMS وتقنيات «بلوتوث» اللاسلكية، والتواصل مع الانترنت باتت من المميزات العادية القياسية للهواتف، وبمقدورها نشر البرمجيات الضارة والخبيثة.

وتشمل الاحتمالات، البرامج التجسسية المصممة لارسال المعلومات الى فريق ثالث، أو الفيروسات الخاصة بتعطيل الوظائف. وقد يتلقى المستخدم ايضا وصلات احتيالية على هاتفه تقوده الى الوقوع في حبائل عمليات خداع وخش، كما يحصل عادة في جهازه الكومبيوتري، وهي العمليات التي تحاول التعرف على الرقم السري الخاص بالبريد الصوتي.

* تسلل هاتفي واستنادا الى شركة «فروست أند سوليفان» افاد مشغلو الهاتف الجوال في الولايات المتحدة العام الماضي عن اصابة الاجهزة اليدوية والجوالة بعدوى البرامج التجسسية والفيروسية بمقدار خمسة اضعاف عن العام 2005، في حين ان المناطق الاخرى باتت تتبع نمطا مشابها من تزايد الحوادث الامنية، كما تضيف كاتي غوتزن المحللة الامنية في المؤسسة ذاتها. وتتوقع «فروست أند سوليفان» سوقا عالمية للمنتجات المكافحة للبرامج الضارة الخاصة بالاجهزة الجوالة، والتي سترتفع عائداتها من 61.4 مليون دولار في العام الحالي الى اكثر من مليونين في عام 2014.

واحتمالات العدوى ضعيفة جدا بالبرامج الضارة الخاصة بالاجهزة الجوالة، حتى ولو كنت تملك هاتفا ذكيا. وهذا ما ينطبق ايضا على زملائك في العمل واصدقائك وافراد عائلتك.

إلا ان خبراء آخرين يقللون من شأن هذه المخاطر، ففي هذه المرحلة فإن اغلبية ما تسمعه حول البرامج الضارة للاجهزة الجوالة، «ما هو سوى فقاعات من الهواء الساخن التي يطلقها البائعون الراغبون في اخافة المستهلكين لترويج مبيعاتهم»، على حد قول اندرو جاكوث مدير برنامج البحث الامني في مجموعة «يانكي غروب» كما نقل موقع «سي إن إن» التكنولوجي الالكتروني عنه. فإذا كنت لم تسمع حتى الآن عن التلف الحاصل في عالم الاجهزة الجوالة، كما يقول، فلأنه ربما لم يحدث الكثير حتى الآن من هذا القبيل. والسبب الاهم لذلك هو انه لا توجد هوية فردية للهاتف يمكن للاشرار مهاجمتها، في حين ان الكومبيوترات الخاصة تهيمن عليها «ويندوز» وحدها، بينما الفضاء الجوال يملك منصات كثيرة، من بينها «سامبيان» و«برو» و«بالم» وويندوز «موبايل».

و«مثل هذا القدر من التنوع هو مناسب جدا للأمن» يضيف جاكوث «نظرا الى انه يجعل من عملية انتاج البرامج الضارة عملية غير اقتصادية، هذا اذا كان الهدف كسب الاموال، لانه من السهل كتابة البرامج الضارة لكومبيوترات لابتوب «ويندوز» واجهزة الكومبيوتر «بي سي» المكتبية».

كذلك لا توجد الكثير من المعلومات الثمينة المحفوظة في الهواتف مقارنة باجهزة الكومبيوتر «بي سي»، كما يلاحظ البعض، مثل كلمات المرور للحسابات المصرفية وارقام بطاقات الائتمان. وهذا ما يساعد في اغلبية الحالات على تفسير: لماذا ان البرمجيات الضارة التي تستهدف الهواتف الجوالة ليست معقدة بشكل خاص، او خطرة، لا سيما لدى مقارنتها بأجهزة الكومبيوتر».

* الاستعداد للمستقبل و«البرامج الضارة الخاصة بالهواتف الجوالة مكتوبة اليوم من قبل هواة، تماما مثلما كان الحال بالنسبة الى نظيرتها الخاصة بأجهزة الكومبيوتر»، كما يلاحظ شون سوليفان الباحث المتخصص في مكافحة الفيروسات في مؤسسة «إف ـ سيكيور» الذي اضاف «ان ذلك ليس بالامر المهم جدا بالنسبة الى الفرد العادي».

لكن هذا لا يمنع بائعي البرمجيات المضادة للبرمجيات الضارة من تكثيف جهودهم والاستعداد لاحتلال موقع في قطاع الهواتف الجوالة. فعلى الرغم من العائدات المنخفضة نسبيا في ما يتعلق بالاستثمارات هذه حاليا، إلا انه من الضروري بالنسبة اليهم الاستثمار في الابحاث وعمليات التطوير والدخول في استراتيجيات سوق اليوم، على حد قول مؤسسة «فروست أند سوليفان»، لانه في حالة حصول هجوم مدمر واسع النطاق في المستقبل فان ذلك من شأنه ارسال المشغلين الى محاولة تعزيز علاقاتهم مع الشركاء العاملين في البرمجيات المضادة للفيروسات على سبيل المثال.

وغالبية مشغلي الهواتف الجوالة يقاومون حاليا فكرة الترويج للبرمجيات المقاومة للفيروسات بالنسبة للاجهزة اليدوية. واحد اسباب ذلك هو ان مستخدمي الهاتف الجوال قد يجدون ان مثل هذا البرنامج مزعج وممل. فضلا عن ان المعرفة المتزايدة بشؤون البرمجيات الضارة قد تزعزع الثقة في مسألة ضخ الارباح، وفي مسألة الخدمات التي اساسها الهاتف كتسديد المدفوعات وتحصيل التذاكر.

ويلاحظ جان فولزكي رئيس التسويق العالمي لأمن الاجهزة اليدوية الجوالة في «ماكافي» «ان الشركات التي تقدم الاتصالات الجوالة حساسة جدا في ما يتعلق بالعلاقات العامة في ما يخص هذه الحوادث». لكن في هذا الوقت فإن الطلب على الادوات المكافحة للفيروسات قد تزداد من دوائر تقنيات المعلومات في الشركات التي تدير عددا واسعا من ارقام الهواتف الذكية، «فهم لا يرغبون في وجود عدد من الهواتف الذكية غير المؤمنة التي تتجول هنا وهناك حاملة قوائم طويلة من معارف الشركة وعملائها الذين يتصلون بها على حد قول سوليفان من «إف ـ سيكيور».

* برامج مضادة وربما قد تزداد شعبية المخططات المتكاملة على مستوى الشركات والمشاريع المجهزة بمعدات الترميز المضادة للبرمجيات الضارة الخاصة بالهواتف الجوالة. ومن المقرر ان تطلق مؤسسة «تريند مايكرو» رزمة كاملة متكاملة من البرمجيات الرامية لخدمة دوائر تقنيات المعلومات.

في هذا الوقت فإنه على صعيد المستهلك فإن شركات مثل «سيمانتيك» و«ماكافي» و«إف ـ سيكيور» و«سيم ووركس» و«كاسبيرسكي لاب» لديها منتجات تقدمها في هذا الشأن. و«سيمانتيك» على سبيل المثال تبيع برنامجا بقيمة 45 دولارا لاجهزة الهواتف التي تعمل على نظام التشغيل «سيمبيان أو إس» الذي يقوم بمسح الخلفيات بحثا عن الفيروسات، واحصنة طروادة، و«الرمز الخبيث المتطور».

وتقوم «كاسبيرسكي لاب» بادراج خريطة لاخطر 20 فيروسا خاصا بالهواتف الجوالة مع وصف مسهب حول آخر البرمجيات الضارة واحدثها التي تندرج تحت اسماء مثل Worm.Win32.Feebs.gen.. لكن احدهم مثل جاكوث من «يانكي» لا يوافق على كل ذلك ولا يقبله، «فحتى الوقت الذي يقع احد اقربائي»، كما يقول، «او احد زملائي في الكلية ضحية بعض المشكلات الامنية في ما يتعلق بهاتفه فانا لست قلقا». ان القلق الكبير مصدره ببساطة نسيان الهاتف الجوال في سيارة تاكسي، او في مطعم، مع خسارة كل المعلومات التي يتضمنها».

والذي يجعل احد الاشخاص معرضا للخطر بشكل خاص هو وقوع هاتفه في الايدي الخطأ ولو لفترة قصيرة. وبذلك يستطيع هؤلاء (ربما يكونون من المنافسين او الخصوم) والجهاز بأيديهم، تركيب برنامج سري داخله. ومثال على ذلك فقد يقومون بتركيب ادوات تجسس جاهزة فيه مثل «موبايل سباي» و«فليكسي سباي» التي تبقى غير منظورة في الجهاز، في الوقت الذي تذيع او تعرض الارقام التي يتصل بها، وتاريخها، والرسائل النصية الكاملة، على موقع هؤلاء اللصوص على الشبكة لتسهيل الاطلاع عليها. وحتى لو كنت لا تأبه ببرمجيات مقاومة الفيروسات بالنسبة الى هاتفك يمكنك على الاقل حمايته بكلمات المرور، واغلبية هواتف اليوم هي من الذكاء بحيث تقدم مثل هذه المميزات والتسهيلات.